الخميس، 03 أكتوبر 2019 - 09:56 م

جيد أن نعيد تنبيه الناس إلى أن هناك عقوبة مالية على من يقوم بلصق الاعلانات داخل عربات المترو أو فى مداخل ومخارج المحطات.. ومع أن الغرامة تحتاج لمضاعفتها حيث إنها لا تتجاوز المائة جنيه، فإن الأمر يستلزم المتابعة حتى لا يتحول المترو إلى معرض للقبح مثل أغلب شوارع القاهرة التى شوهتها الاعلانات والملصقات المرخصة أو غير المرخصة.
جيد أن يتذكر المترو ويذكر الناس.. لكن ماذا عن الأسوأ؟! ماذا عن التلوث السمعى من ركاب يصرون على أن يفرضوا على الجميع أن يسمعوا معهم الأغنيات الهابطة من الأجهزة التى يحملونها ويشغلونها بأعلى صوت؟ وماذا عن الذين يستبدلون بشرائط الاغانى الهابطة تسجيلات الخطب الوهابية بفكرها المتخلف وخطابها المتطرف؟!
ثم.. ماذا عما تشهده العربات المخصصة للسيدات حين تتحول الى ساحة تمارس فيها بعض السيدات المتطرفات المنقبات الدعوة للتعصب والكراهية  بالقول والفعل الذى يصل إلى جريمة التعدى ومعاقبة غير المنقبات بقص الشعر أو تمزيق الملابس.
نعرف ان هذا هو جزء من ظاهرة أشمل نشهد بداياتها فى روضة أطفال تفرض النقاب على أطفال فى الخامسة، وتنمو مع خطاب الكراهية الذى لم يتوقف، ومع فتاوى تحض على الجهل والتخلف، وتدعو لاحتقار المرأة ولكراهية العلم، وللعداء ضد كل ما هو جميل وانسانى فى حياة البشر.
ونعرف أن المواجهة لابد ان تكون شاملة.. توحد التعليم الاساسى وتتصدى للفكر المتخلف والمتعصب بفكر ينحاز لصحيح الدين حين ينحاز للعقل وللعدل وللحرية ولمصلحة البشر. لكن هذا لا يمنع من أن نتخذ قرارات على الطريق الصحيح تمنع ان يتعرض أطفالنا فى المدارس لسطوة النقاب وتمنع ان تتحول عربات السيدات فى المترو الى ساحة تأديب لكل من تمارس حريتها وتحترم إنسانيتها، وترفض ان تعتبر نفسها «عورة» يجب ان تختفى وراء نقاب!!