د. محمود عطية
د. محمود عطية


من باب العتب

لماذا التعامل الرخو مع الفتنة..؟!

د.محمود عطية

الخميس، 03 أكتوبر 2019 - 10:11 م

ما تم ترويجه عبر وسائل التواصل الاجتماعى على لسان إحدى الفنانات من شتائم وسباب لا يخدم محاولة كشف كذب وادعاء ما يتم الترويج له وللأسف ربما يصب فى خانة الفتنة ويذكيها.. فالتدنى لا يقابل بالتدنى والسباب لا يقابل بالسباب، وليس بالردح السوقى للفنانة يمكن التعامل مع محاولات وأد ما يدعون.. ما يهمنا هو التعامل الجاد مع الشائعات والأقاويل المرسلة التى تروج بلا سند بغية نشر الفوضى.. تعامل سريع بفكر مستنير هو الحل العملى لما يتم بثه ويلعب على مشاعر الغلابة ويتناسى أننا فى محاولة إصلاحية جادة لإعادة الاقتصاد المصرى إلى جادة الصواب.
والمشكل أن الفرق المستأسدة عبر الفضائيات الخارجية وتسييسها للدين وجعله منفذا للعبور للسلطة مستغلة الضائقة الاقتصادية حرض كثيرا من المراقبين فى الغرب لوضع الإسلام نفسه موضع اشتباه.. ودفع قطاعات واسعة من المراقبين ذوى العلاقات النافذة هناك إلى النظر إلى الإسلام باعتباره دينًا يتساهل مع العنف ويُجسِّده ويدعو إليه.. وبطرح المشاكل الاقتصادية التى تمر بها أوروبا جانباً، نجد صراحة ودون مواربة ورغم عبارات التجميل التى يضفيها بعض القادة الغربيين عند حديثهم عن الإسلام.. نجد أن الخوف من المسلمين هو صميمُ الموجة المعادية للمهاجرين التى تجتاح أوروبا حاليا.. فثمَّة شعورٌ قويٌ بالغرب أنَّ الإسلام خصمٌ فكريٌ للتسامح والإنسانية والليبرالية.
ومن أسف أن مؤسساتنا الدينية التى تحظى بتوقيرٍ كبير فشلت فى معالجة هذه التحديات.. ومما يزيد الأمر تعقيدًا هو أنَّ الفكر السائد فى المؤسَّسة الدينية الكبرى قد تشكَّل من تراث القرون العشرة الماضية، وهى الفترة التى غابت فيها أيَّة ضغوط اجتماعية تدفع نحو التغيير.. والنتيجة أنه مازالت أكبر المؤسَّسات الإسلامية، وأغناها، وأبرزها تدور فى مجالٍ فكريٍ لم يتغيَّر كثيرًا فى الأعوام الثلاثمائة..!
وما تم طرحه عبر كتاب "لماذا ليس العرب أحرارا؟" للعالم المصرى د.مصطفى صفوان وهو عالم نفس شهير بجامعات أوروبا.. يمكن الاستعانة به للتعامل مع ما يتم ترويجه عبر جماعات الإسلام السياسى.. فيقدم صفوان فى كتابه مجالا كبيرا لتحليل آليات الاستبداد الدينى من منظور نفسى كاشفا عن مخاطر التحالف بين الاستبداد الدينى والاستبداد السياسى وعمليات إنتاج الاستبداد عبر الفتاوى الدينية التى تعزز مكانة السلطة بل يصل على المستوى الشعبى أحيانا إلى تعزيز سلطة المستبد من خلال تمجيد خصاله وسلوكياته وهيمنته وخلق ما يسمى بـ "المستبد العادل".
ويشير صفوان كذلك إلى متغير رئيسى لابد أن يحكم نظرتنا للواقع الجديد وهو متغير يرتبط بظهور نخبة جديدة تخاطب الناس عبر وسائل التواصل الاجتماعى ويرى أن دور هذه النخبة توعية المواطنين بمخاطر الخلط بين الدين والسياسة وتقليل الفجوة بين مواطنى المدن ومواطنى الأرياف وهو دور يتعلق أصلا بالتعليم وسياساته فى مصر.. ويتعرض صفوان فى الفصل الأخير من كتابه للقضايا التى شغلت مصر بعد ٢٥ يناير وتتعلق بدور الأحزاب التى تأسست على أساس دينى وطالبت بتطبيق الشريعة مؤكدا أنه حين يدعى حزب تطبيق الإسلام فى دولة تعتنق هى نفسها الإسلام فهذا أمر لا معنى له سوى تكفير هذه الدولة أو على الأقل إدانتها.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة