حرب أكتوبر
حرب أكتوبر


نصر أكتوبر| الهوية الوطنية سلاح الشعب في مواجهة الحرب النفسية والشائعات

آلاء المصري

الجمعة، 04 أكتوبر 2019 - 10:31 م

 

معجزة تاريخية حققها المصريون خلال حرب أكتوبر 1973.. لم يكن الجيش المصرى العظيم هو البطل الوحيد فيها، ولكن لعب الشعب دورًا محوريًا لم يقل أهمية عن الدور الذى  كان يقوم به الجنود على الجبهة.. ليقف خلف جيشه العظيم ويخوض هو الآخر حربًا ضد الشائعات والحرب النفسية.

والتى كانت تبثها الكثير من وسائل الاعلام الاسرائيلية بأن الجيش الاسرائيلى هو الجيش الذى لايقهر وأنه من أقوى الجيوش فى المنطقة، وأن أى حرب محسومة لصالحه معتمدين فى ذلك علي حالة الإحباط التى شعر بها الكثير من أبناء الشعب المصرى بعد نكسة 1967.. وكانت هذه الحرب النفسية اشد خطرًا من الحرب التى كانت تدور على الجبهة بالأسلحة، فهى حرب لم تكن تدور بأى سلاح مادى ولكنها اسلحة معنوية تحاول السيطرة على عقول المصريين وبث روح الخوف والهزيمة بداخلهم.

ولكن الشعب المصرى أدرك أن كل هذه الشائعات والحرب النفسية جزء من خطة العدو من أجل كسب المعركة حتى يتخلى الشعب المصرى عن جيشه الذى يدافع عن أرض سيناء المجيدة فى الجبهة.. ولكن كل ذلك لم يكن له أى أساس من الصحة، وهو ما أكدته صحيفة ديلى ميل فى 12 اكتوبر 1973 عندما كتبت: «لقد اتضح أن القوات الاسرائيلية ليست مكونة كما كانوا يحسبون من رجال لا يقهرون، إن الثقة الاسرائيليّة بعد عام 1967 قد تبخرت فى حرب أكتوبر، وذلك يتضح من التصريحات التى أدلى بها المسئولون الاسرائيليون بما فيهم موشى ديان نفسه».

وسائل كثيرة استخدامها الشعب المصرى لمواجهة حرب الشائعات ورفع الروح  المعنوية وعلى رأسها الاغانى الوطنية وبدأ الكثير من الكتاب فى كتابة المقالات التى توضح وقوف الجماهير المصرية خلف قواتها المسلحة للذود عن تراب مصر وتحرير أراضيها.. ولعب الاعلام دورًا فى ذلك من خلال إذاعة اعترافات القادة الإسرائيليين أنفسهم عن الهزيمة التى لحقت بهم والخسائر التى أصابت قواتهم، وكذلك تم النقل عن الصحف الأجنبية، والتى اعترفت بسقوط اسطورة الجيش الإسرائيلي، خاصة نشر اعترافات بعض الأسرى الإسرائيليين عن المفاجأة وعدم توقعهم للضربة التى وجهها الشعب المصرى للعدو الاسرائيلي..بالاضافة ألى عدم تسجيل وزارة الداخلية أى حالات جرائم حدثت داخل المجتمع المصري.

وتقول د.هدرى زكريا  استاذ علم الاجتماع العسكرى، إنه لم تكن هناك حرب نفسية تمارس ضد الشعب المصرى من العدو الاسرائيلى ولكن كان دائمًا مايحدث العكس، فكان هناك الكثير من التخوفات من جانب العدو الاسرائيلى وكان يحاول بكل الطرق أن يحمى نفسه، وكان من ضمن هذه الاجراءات بناء خط بارليف لحماية انفسهم على المستوى النفسى قبل العسكرى بالإضافة إلى أن إسرائيل قامت بتغيير قانون التجنيد الخاص بها وقامت بمد سن التجنيد لـ 55 عامًا للرجال والسيدات أيضًا.

وتضيف أنه رغم قوة إسرائيل العسكرية وانهم وصفوا أنفسهم بأنهم جيش لايقهر استطاع الجيش والشعب المصرى أن يهزموهم عن طريق التسلح بالعلم والثقافة قبل الحرب بالاسلحة فكان هناك كل يوم بطولة جديدة يسجلها الجيش والشعب المصرى معًا .. وهو ما اعتاد عليه الشعب المصرى دائمًا فقد عاش سنوات طويلة تحت مطمع الكثير من الدول الأخرى وهو مااستطاع الشعب مواجهته، فالشعب المصرى يستطيع فى أى وقت ارتداء «الكاكي» أو خلعه فى أى وقت، فهو خلق من رحم الأمة المصرية، وكان دائمًا يتسلح بسلاح الهوية الوطنية التى تساعده دائما على التغلب على أى عدوان يمكن أن يحدث عليه.

وتشير إلى أن الشعب المصرى لم يسيطر عليه أى نوع من أنواع الخوف خلال حرب أكتوبر وكانت كل فئات الشعب تمارس حياتها الطبيعية سواء الفلاحين أو العمال تحت القصف دون أى قلق، فكانوا يحاربون فى جبهتهم كما يحارب الجندى على الجبهة فى سيناء.. وتضيف « أنه فى حرب 67 عندما كنا طالبات فى جامعة القاهرة طالبنا بتدريبنا على المدافع الرشاشة « بورسعيد الرشاش» وكان أحد الاسلحة الحديثة فى ذلك الوقت وكنا نتقن استخدامه بالاضافة إلى صناعة القنابل وهو مايؤكد أن الشعب المصرى بكل طوائفه هو الظهير الشعبى للجيش وكان لديه استعداد كامل للمحاربة بدون أى أسلحة.. بالإضافة إلى الاغانى الوطنية التى كان يتم اذاعتها خلال هذه الفترات لرفع الروح المعنوية للشعب المصرى.

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة