البطل محمد طه محمد يعقوب
البطل محمد طه محمد يعقوب


صاحب أشهر علامة نصر: السادات قال لي «أهلا بالبطل اللي بشر بالانتصارات»

إسلام الراجحي

السبت، 05 أكتوبر 2019 - 09:27 م

هو صاحب أشهر صورة لعلامة النصر فى حرب أكتوبر، كرمه الرئيس السادات بعد الانتصار مرحبا به «اهلا بالبطل اللى بشر بالنصر» أحد أبناء بورسعيد الذين شهدوا مجازر العدوان الثلاثى.. والإنزال الانجليزى لقوات العدوان وقتلهم لأهالينا بالرصاص، بعد تخرجه فى كلية التربية جامعة عين شمس تم تأجيل تجنيده مع رفاقه فتوجهوا إلى منطقة التجنيد وقابلوا المسئول الذى قال: ليس لكم حق دخول القوات المسلحة، حاولوا مرة أخرى ورفضت محاولاتهم، وفى المحاولة الرابعة استجاب القدر وتم قبولهم.. هو البطل محمد طه محمد يعقوب أحد جنود الجيش أثناء الحرب الذى يتحدث لـ«الأخبار» فى ذكرى النصر والفخر والتفاصيل فى السطور التالية:

علامة النصر

وعن قصة أشهر علامة نصر فى حرب أكتوبر يقول: خلال ثانى أيام معركة أكتوبر شن العدو غارة جوية عنيفة علينا فى منطقة عيون موسى التى كنا نتمركز بها، وأصيب أحد زملائى بشظايا أدت الى بتر ساقه وتوقف عن الحركة تماما، واتفقنا أن يتطوع أحد منا ليحمله لمسافة ٣ كيلو ثم يعبر به قناة السويس حتى يصل به إلى أقرب مكان لتلقى العلاج، وقررت أن أحمله على كتفى وبفضل الله سرت به هذه المسافة، وهو فاقد للوعى بسبب النزيف المستمر، عدنا إلى قناة السويس وكان العوم فى القناة ممنوعا وصعبا منذ عام 67، ولكن قررت أن أعبر وأعوم مصطحبا زميلى ووفقنى الله وعبرت به قناة السويس، وبعد أن عبرت القناة وتحديدا على الجهة الغربية التقيت مصورا من مؤسسة أخبار اليوم وهو فاروق ابراهيم فأبهره المشهد، وبعد أن سلمت زميلى للعلاج طلب منى تصويري، وسرنا حتى وصلنا معبر الجناين بالسويس» وقال لى هذه الصورة ستكون الأولى فى حرب أكتوبر، وهنا أدركت أهمية الصورة وعزمت أن تجوب تلك الصورة العالم كله، ومن هنا قررت أن أرفع يدى بعلامة النصر.

وأضاف: العلامة تعبر عن شبه جزيرة سيناء وخليج السويس وخليج العقبة وبينهما سيناء، وبعد التقاط الصورة انتشرت عبر جميع وكالات الأنباء وقال العالم وقتها: إن المصريين انتصروا فى حرب أكتوبر والدليل خروج مجند من الجيش المصرى فى ثانى يوم من أيام الحرب رافعًا علامة النصر.


وأضاف بعد انتهاء المعركة وتحقيق النصر قام الرئيس الراحل محمد أنور السادات بتكريمى وصعدت الى المنصة ووجدت الرئيس يقول لى وانا اصافحه «أهلا بالبطل اللى بشر بالنصر» والحقيقة كانت سعادتى لا توصف بهذه الكلمات التى خرجت من القائد الأعلى للقوات المسلحة.


«التدريب الجيد»


وقال: كان التدريب قاسيا جدا تعلمت منه القوة والرجولة، وكانت فترة قوية بالنسبة الى لأودع حياة المدنية الى غير رجعة، وأعد نفسى للحياة العسكرية وتم تدريبنا على عبور قناة السويس اكثر من مرة على ترعة مشابهة نوعا ما للقناة، وكان الشئ الملاحظ فى التدريبات ان هناك اصرارا وقوة فى التدريب على استرداد الارض، وكان السؤال الاهم متى نعبر؟، وفى أحد الأيام تم رفع درجة الاستعداد لكتيبتى وبدأنا فى تنفيذ عدة مشاريع تدريبية بالذخيرة الحية، كان التدريب كل يوم يزداد قسوة.. واشار طه قبل المعركة كان العدو يمارس ضدنا سياسة «الاستفزاز» كل يوم ومن هنا ولدت لدينا رغبة الثأر لنفسى ولزملائى الشهداء الذين رووا ارض الفيروز بدمائهم بعد هزيمة 67 والانتقام لشرف بلدى، بالاضافة الى اننى أساسا من مواليد مدينة بورسعيد وعشت حرب 56، وشاهدت الانجليز عندما كانوا يرهبوننا باستخدام السلاح لنفزع هربا حتى نصل الى بحيرة المنزلة، وكانت والدتى تحملنى على كتفها، ومعها اشقائى ونركب المركب من بحيرة المنزلة حتى نصل الى المطرية، كما شاهدت الانزال الانجليزى لقوات العدوان ورأيتهم وهم يقتلون جيرانى بالرصاص، فكان كل ذلك قد اثر فى نفسى وبداخلى للثأر من اليهود والمحتل فكنت اقف خدمتى كالصقر واتمنى ان اعبر القناة وانتقم منهم وهو ما قد حدث بعد 5 أشهر على خط النار وفى أول اجازة استقليت القطار من السويس متجها الى القاهرة، كان القطار محملا بكافة الرتب من القادة حتى الجنود، وعندما وصلنا القاهرة وتحديدا الى ميدان رمسيس، وجدنا الشعب يرحب بنا ترحيب الابطال والسعادة تغمره، استقليت الأتوبيس إلى مسكنى بالعباسية وبمجرد صعودى أطلقت السيدات الزغاريد، وعندما وصلت العباسية إذ بالجيران يستقبلوننى بفرحة غامرة، فطرقت باب الشقة فتحت أمى وبمجرد رؤيتى احتضنتنى وهى تزغرد وتبكى، وعندما شاهدتنى زوجتى سقطت على الأرض مغشيا عليها من فرحة عودتى.

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة