المخرجة أنعام محمد علي
المخرجة أنعام محمد علي


حوار| المخرجة أنعام محمد علي: لم أقدم عملًا بدون رسالة.. وأنا الآن فى إجازة إجبارية!

غادة زين العابدين

الأحد، 06 أكتوبر 2019 - 12:11 ص

هى ملكة الدراما المصرية،اسمها ماركة مسجلة للأعمال المتميزة التى تجمع بين الرسالة الفنية والجماهيرية الطاغية،بل إنها صاحبة نجح وأشهر مسلسلات عرفها التليفزيون المصرى،هى رائدة مخرجات الدراما أنعام محمد على، صاحبة»أم كلثوم» و«قاسم أمين» و«مصطفى مشرفة»، ومن قبلهم.. «هى والمستحيل» و«الحب وأشياء أخرى» و«آسفة أرفض الطلاق» و«ضمير أبلة حكمت» و«الطريق إلى إيلات»، والتى تعتبر نفسها فى اجازة اجبارية رغم شوق جمهورها لأعمالها المتميزة.

< ...................... ؟
- أنا صعيدية ولدت وعشت طفولتى فى المنيا،وكنت الابنة السادسة بعد خمسة أشقاء ذكور،كان والدى من ذوى الأملاك،ليست لدى ذكريات عن أبى لأنه توفى وعمرى عامان بسبب خسائر مادية،لكنى أذكر أمى الجميلة الراقية التى تحولت مبكرا إلى أرملة تتحمل مسئولية سبعة أبناء.صحيح أن جدى لأمى كان يرعانا،لكن أمى قامت بدور الأب والأم بمنتهى القوة إلى أن هاجمها الروماتويد،وظلت 15 عاما راقدة فى سريرها أتولى أنا وشقيقتى الصغرى رعايتها صحيا.
< ...................... ؟
- كان جدى يقول لنا «اللى هيفشل فى التعليم،أنا مش مسئول عنه» فكنا جميعا حريصين على النجاح،وكلما تخرج أحد أشقائى الكبار ساهم فى مسئولية البيت.هذه الحياة جعلتنى أشعر مبكرا بالمسئولية وبأهمية العمل،وضرورة اعتماد المرأة على نفسها وليس على الزوج، وهو ما طبقته فى حياتى الخاصة فيما بعد،كما أن كثيرا من أعمالى كانت تتناول قضايا المرأة والمشكلات التى تواجهها.
< ...................... ؟
- كنت متفوقة فى التاريخ والجغرافيا،ولكن بسبب التقاليد الصعيدية رفض أخوتى الذكور التحاقى بكلية الآداب لأنها كلية مختلطة،وأصروا على التحاقى بكلية البنات،لكنى كنت طموحة ولدى روح التحدى الصعيدى،فأضربت عن الطعام 3 أيام حتى رضخوا لمطلبى والتحقت بالآداب قسم تاريخ، وبعد التخرج نشر اتحاد الاذاعة والتليفزيون اعلانا لطلب مساعدى اخراج، وتقدمت للامتحان مع ١٦٦٦ شابا وفتاة، نجح منهم ٦٢، بينهم ١١ فتاة اعلام وعينت فى مراقبة التمثيليات،ثم مديرة مراقبة لبرامج المرأة إلى جانب عملى بالإخراج.
< ...................... ؟
- كنت اول مخرجة دراما،فقد كان الرجال يسيطرون على الإخراج، وكانت الصورة النمطية للمخرج هو الرجل العصبى عالى الصوت،لكنى غيرت هذه الصورة، من خلال حرصى على دراستى لعملى وتمكنى منه،فقد أدركت أن من يمتلك أدوات عمله يستطيع القيادة والنجاح بحكمة،فكنت أحرص دائما على محاولة اخراج أقصى ما عند الممثل، حتى يخرج المشهد مؤثرا بأفضل صورة،ورغم صعوبة التكرار إلا أن الممثل وفريق العمل كله أصبحوا يعرفون أسلوبى،ويرفضون الانتهاء من العمل قبل الحصول على أفضل نتيجة.
< ...................... ؟
- لم أقدم عملا بدون رسالة، ولم أعمل أبدا من أجل الربح،فأنا أؤمن بدور الدراما فى تغيير وتثقيف وتطويرالمجتمع،وأن من يعمل فى الدراما التليفزيونية  يجب ألا يتعامل برؤية تقديم ما يريده الناس،بل تقديم ما يجب أن يروه،بشرط أن يكون فى قالب جذاب وممتع،والحقيقة أن الفضل فى تكوين رؤيتى يرجع إلى أننى بعد سنوات قليلة من عملى بالتليفزيون،حصلت على الماجستير من المعهد العالى للإعلام،فى رسالة بعنوان «الدراما التليفزيونية ودورها فى التطوير الاجتماعى»، وهذه الرسالة هى التى ساهمت فى تشكيل رؤيتى فى مجال الإخراج، وكيفية اختيارى لموضوعات أعمالى وتحديد جمهورى وكيفية التأثير عليه،والاحتفاظ به حتى الحلقة الأخيرة، فأصبح لى أسلوب ومنهج، ففى الموضوع الاجتماعى مثلا،لابد أن يشعر المشاهد بالمصداقية وأنه أمام شخصيات حقيقية.
< ...................... ؟
- آخر أعمالى «مشرفة رجل لهذا الزمان»عام 2011، فبعد الثورة الوضع اختلف، والشباب أصبحوا هم الجيل الجديد،ونحن العهد البائد،لكنى غير حزينة، فالمناخ الآن لا يناسبنى، وأعتبر نفسى فى إجازة إجبارية بعد سنوات العمل الطويل الشاق، وأنا الآن أواصل العمل من خلال عضويتى للعديد من لجان التحكيم، وبخاصة اللجنة الفنية للمجلس القومى لحقوق الإنسان،كما أشارك فى حضور المهرجانات والمؤتمرات.
< ...................... ؟
- فى عام 1999 حصلت على وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى، وفى عام 2003 كنت أول مخرج تليفزيونى «سواء من الرجال أو النساء» أحصل على جائزة الدولة التقديرية،كما حصلت على جائزة العقد فى مهرجان الإذاعة والتليفزيون عام 2004.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة