اللواء سمير عزيز ميخائيل
اللواء سمير عزيز ميخائيل


حوار| اللواء سمير عزيز ميخائيل: أسقطت ثلاث طائرات معادية بعد معارك عنيفة فى «الاستنزاف»

حسام المناديلي- إسلام الراجحي

الأحد، 06 أكتوبر 2019 - 12:55 ص

 

وصفوه بأسطورة القوات الجوية لجرأته ومهارته ودوره المهم فى حرب الاستنزاف ونصر اكتوبر، فهولم يكن طيارا ممتازا يؤدى المطلوب منه بدقة وكفاءة فقط بل ولد ليكون طياراً فهوقادر على تطويع الطائرة لتلبى ما يريده، إنه اللواء طيار سمير عزيز ميخائيل أسطورة القوات الجوية فى حرب أكتوبر الذى تحدث لـ«الأخبار» فى ذكرى النصر.
فى البداية أكد اللواء طيار سمير عزيز ميخائيل : هزيمة ٥ يونيو كانت بمثابة انكسار للجميع تذوقنا فيها مرارة الهزيمة، ففى اليوم التالى للهزيمة بدأنا فى تنظيم الصفوف مرة اخرى وبشكل عاجل، حيث تم تزويدنا بمجموعة من الطائرات المقاتلة من دولة الجزائر الشقيقة والاتحاد السوفيتى.
واوضح : قمنا بغارة جوية يوم 15 يونيو على أهداف العدوشرق القناة بداية من اول بورسعيد حتى السويس، أى بعد الهزيمة بعد 40 يوما فقط لنكسر ما زعمته اسرائيل وأكدته للعالم بأن القوات المسلحة المصرية لن يقوم لها قائمة مرة اخرى قبل 10 سنوات، فلم تكن القوات الجوية التى استعادت تنظيم صفوفها فقط بل امتد التنظيم كافة أفرع قواتنا المسلحة، فقوات الصاعقة قامت بمعركة قوية فى «رأس العش» أوقفت فيها تقدم القوات الاسرائيلية للسيطرة على رأس العش فتعلن السيطرة على سيناء بالكامل، كما استطاعت القوات البحرية تدمير المدمرة ايلات، وقامت قوات المدفعية بفتح النيران على اهداف العدو من شرق بورسعيد حتى السويس.
كنا فى معارك شبه يومية على اهداف العدوفى حرب الاستنزاف، وبفضل الله استطعت ان أسقط ثلاث طائرات معادية بعد معارك عنيفة، كما اسقط زملائى العديد من الطائرات وتفوقنا رغم الفارق التسليحى لصالح إسرائيل.
وعن المغامرة التى قام بها فوق مطار العدوفى رأس نصرانى قال اللواء سمير: فى إحدى الليالى التى اعقبت هجوماً إسرائيلياً على قواتنا فى خط القناة عام 1969، قررت ان اقوم بمغامرة بمفردى ولا يعلم بها احد، فأحلق وأمر مرورا سريعا فوق مطار رأس نصرانى «شرم الشيخ حاليا» لكى اوجه للاسرائيليين رسالة تواجد وإهانة وان اشعرهم بالاذلال، وقمت بحساباتى الملاحية وخط السير تجاه جزيرة شدوان على ارتفاع منخفض جدا، ولأن المسافة من شدوان حتى رأس محمد هى 45 كيلومتراً تستغرق حوالى ثلاث دقائق من الطيران السريع، وطبقا لحساباتى فأنه إذا رصد الاسرائيليون طائرتى وانا ارتفع فوق جزيرة شدوان، فهذا يعنى اننى سأكون فوق مطار رأس نصرانى فى اللحظة التى تقوم فيها اول طائرة معادية بالاقلاع، وذلك طبقا لحسابات الرصد والانذار الاسرائيلى لى واعطاء الأمر بالأقلاع لاعتراضى، وفى اليوم التالى كان مخطط لى «طلعة تدريب» فوق منطقة جبلية، فأطلقت لطائرتى العنان بأقصى سرعة وعلى اقل ارتفاع ممكن تجاه جزيرة شدوان، واتذكر ان ارتفاعى لم يكن يزيد على مترين فوق المياه، وفور مرورى فوق جزيرة شدوان زدت من سرعة الطائرة الى 1200 كيلومتر فى الساعة وهى اقصى سرعة للطائرة على ارتفاع منخفض، وبعد دقيقتين تقريبا كنت فوق منطقة رأس محمد وشاهدت جنود وحدة مدفعية مضادة للطائرات يستحمون فى الماء وكأنهم فى اجازة، وقتها ادركت ان احدا لم يرصدنى اويتوقعنى لأن الجنود هرعوا الى مدافعهم فور مرورى بسرعتى الكبيرة فوقهم وقد شاهدتهم من بيرسكوب الكابينة يهربون الى مدافعهم فى ذعر.
ودخلت على المطار بأقل ارتفاع ممكن ثم عدت سريعا الى موقع تدريبى لأظهر على شاشات الرادار المصرية، ثم عدت وهبطت للمطار، وفى اليوم التالى هجم الاسرائيليون بحوالى اربع وعشرين طائرة على مطار الغردقة، لكنه كان هجوماً وهمىاً فلم يكن هناك اى قصف اواشتباك، وما اعتقده ان ما قام به الاسرائيليون فى هذا اليوم هوعبارة عن رد نفسى لما قمت به ضدهم فى اليوم السابق من ذعر وهلع لهم.
واشار: بدأ جوالأستعداد للحرب بالاستدعاءات المفاجئة من الأجازات وقبل الساعة الثانية بدقائق يوم 6 أكتوبر اقلعنا من مطاراتنا، معنوياتنا تناطح السحاب الذى نخترقه، ونفذنا مراحل الخطة التى تدربنا عليها طويلا، وفى الثانية ظهرا عبرت الطائرات القناة وكانت مهمتنا فى السرب عمل مظلات فى عدة مناطق وعدنا والسعادة تسيطر علينا بفرحة بدء الحرب بنجاح، صباح يوم 7 اكتوبر وفى الساعة السابعة والنصف صباحا وجدنا طائرات معادية تضرب المطار، وكنت بجانب احدى الدشم وقت الضرب.
وفى يوم ٨ أكتوبر اعطانا الموجه أوامر بالاتجاه لبورسعيد لانها تهاجم من طائرات العدو، وعند اقترابنا من بورسعيد أمرت التشكيل بإلقاء الخزانات الإضافية تمهيدا للإشتباك، وفوجئت ان خزانات طائرتى الثلاث لم تلقى، ورأيت 4 طائرات ميراج اعلى منا فأرتفعنا قليلا ، وبدأت الميراج فى النزول إلينا، وأصبحت الطائرات المعادية ٨ طائرات، حاولت تعمير المدفع فلم يستجب، فقد حدث عطل بالدائرة الكهربائية المسئولة عن التسليح، فأصبحت اطير بـ3 خزانات وبدون تسليح يعمل اى ان طائرتى مجرد قطعة حديد طائرة لا نفع منها، دخلت خلفى طائرتان فقمت بالمناورة لليمين فرايت طائرتين اخريين خلفى ايضا، ابلغت باللاسلكى ان خلفى 4 طائرات باستمرار، فقال لى الموجه ان هناك تعزيزاً قادماً لى، استمر الاشتباك على هذا المنوال وكل طائرتين تحاولان ضربى، وأصبحت السرعات بطيئة ولا فرصة لأكتساب سرعة، فأتجهت بالطائرة الى المياه لاكتساب سرعة، حتى وصلت على ارتفاع منخفض جدا واتجهت الى المنصورة، مستغلا السرعة التى اكتسبتها للفرار من الطائرات المطاردة لي.
وبعد حوالى 4 ثوان عدت لمساعدة زملائى حتى لا يكونوا بمفردهم، فرأيت طائرات ميراج على يمينى وقبل ان اتجه اليها شعرت بأن شيئا صدمنى بشدة جدا بمؤخرة الطائرة، وبدأت الطائرة تدور بلا اى تحكم اوسيطرة ونظرت خلفى فلم اجد ذيل الطائرة، والنار مشتعلة والطائرة متجهة الى البحر مباشرة، فقزت من الطائرة على الفور، وشعرت بألم رهيب بظهرى، وذلك لعدم احكام «الأحزمة» على جسدى والتى كان يجب على ان اعدلها على حجم جسمي، وقبل ان اصل الى المياه شعرت انى «سيغمى على» من شدة الالم فقمت بنفخ جاكت النجاه لكى يضغط على الدم وأظل بوعى وساعد على ذلك اصطدامى بالمياه فأفاقتنى، وبدأت افك البراشوت فأمسك بقدمى اليسرى، وبدأ الهواء يسحبنى على سطح الماء وبدأت اشرب من ماء البحيرة، وفجأه توقف الهواء، وفك البراشوت من نفسه من قدمى.. ثم رأيت مركب صيد ممن تسير فى البحيرات الضحلة بعصا كبيرة تقترب منى بهدوء، ورأيت احد الصيادين يرفع تلك العصا وينزل بها على رأسى فحركت نفسى قليلا، وامسكنى احدهم من خلفى وكتفنى، واخذوا المسدس منى، وسألونى اذا كان معى سلسلة ذهب، فقلت لهم معى واحد بها الاسم والرتبة، فسألوا اذا كانت ذهبا فقلت لهم انها صفيح، فرفعونى على القارب وبعد لحظات جاء قارب خفر السواحل ونقلنى الى قاربهم، واخذونى الى مستشفى المطرية، فقد أصبت  بكسر فى احدى فقرات العمود الفقرى، وقاموا بتجبيس ظهرى، وفى منتصف الليل تم نقلى الى مستشفى الفرنساوى، ومنعوا الزيارات، واقتصروها يوما لأبى ويوما لزوجتى فقط.
 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة