«روح 6 أكتوبر» يحكيها أبطال الحرب ببورسعيد.. وهذه رسالتهم للأجيال الجديدة
«روح 6 أكتوبر» يحكيها أبطال الحرب ببورسعيد.. وهذه رسالتهم للأجيال الجديدة


«روح 6 أكتوبر» يحكيها أبطال الحرب ببورسعيد.. وهذه رسالتهم للأجيال الجديدة

هبه محمود

الأحد، 06 أكتوبر 2019 - 01:14 م

تمر علينا ذكرى حرب 6 أكتوبر المجيدة الـ 46 سنة، ومن بورسعيد الباسلة يحكى شاهدين عليها وقتها، أن أكتوبر زرعت فيهم الأمل وتقدير تراب الوطن، وتمنوا أن يتعلم منها الأجيال القادمة،مهما واجهوا من صعوبات، مؤكدين أن أهم درس هو التصدى للشائعات والإرهابيين الذين يهدفون للنيل من أمن وأمان مصر.

 

ذكريات «البدري»
من جانبه، فجر البدرى فرغلى، القيادي العمالي والنائب السابق عن بورسعيد، ذكريات جديدة عن شباب بورسعيد المهجرة بالمنصورة وقتها، كيف شارك في حرب أكتوبر الذي قام بحماية مطار شاوة بالدقهلية من محاولات فاشلة من الطيران الإسرائيلي لضربه. 


قال البدرى فرغلى: «كنا 200 شاب من طلبة الثانوى والجامعات من بورسعيد مهجرين فى المنصورة، وتجمعنا للسفر لبورسعيد للمشاركة فى الحرب على ضفة القناة، ولكن صدرت إلينا الأوامر من السيد سرحان محافظ بورسعيد وقتها ومحافظ الدقهلية والحزب الإشتراكى بالتجمع والسفر إلى مطار شاوة بجوار مدينة المنصورة».


يضيف :«كنت وقتها أمين شباب بورسعيد، فتوجهنا بالأتوبيسات إلى المطار، وكان الهدف حماية المطار وتنظيف الممرات الخاصة بالطائرات من الدشم وأطنان الطمى المتراكم بأيدينا، وبالفعل يوم 7 أكتوبر فى اليوم الأول تم إزالة أطنان الطمى والدشم، وخرجت طائراتنا لتضرب طائرات العدو على الضفة الشرقية للقناة، وعادت منتصرة سالمة ثم كررنا العمل فى اليوم الثانى والثالث وبالفعل تم الإنتصار وتحطيم طائرات ومواقع للعدو».

 

رفع الطمي وسقوط الجلد
ويتذكر: «كنا نلف أيدينا بالشاش ولا نشعر بألم من رفع أطنان الطمى والدشم، وكان الجلد يتساقط من أيدينا ونصر على العمل لإصلاح الممرات لتخرج الطائرات لضرب العدو فى شعور ليس له مثيل».


ويقول :«يعيش منا البعض إلى الآن بينهم مهندسين وأطباء ومراكز لها دورها فى المجتمع المصرى أشهرهم فى بورسعيد الدكتور محمود عبد الحليم وعلى الألفى النائب السابق ومسئول شباب المنزلة ومحمد خليفة أمين شباب الدقهلية».

 

روح أكتوبر.. والتصدي للشائعات
وطالب «فرغلي» الشباب بالتمسك بروح أكتوبر التى مازالت تعيش فينا بعد مرور هذه السنوات بالتصدى للشائعات والإرهابين الين يهدفوا لزعزعة الوطن وحيث أن أكتوبر كانت حرب العبور المعجزة ,ويثق بأن الشباب الحالى يعيش هذه الروح مهما سائت الظروف بالمجتمع المصرى.

 

البطل عمارة.. والأسير الإسرائيلي
أما العميد يسري عمارة، البطل الذى أسر الضابط الإسرائيلى عساف ياجورى 973، فاسترجع ذكرياته فى انتصارات أكتوبر التى غيرت مجرى التاريخ، وكان نقيبًا وقتها، حيث تصدى وكتيبته للواء مدرع إسرائيلي بقيادة عساف ياجوري  واعتقلوه كأشهر أسير إسرائيلي في حرب أكتوبر حيا على أرض المعركة بالرغم من إصابته، كما سبق له الاشتراك مع أسرة التشكيل في حرب الاستنزاف في آسر أول ضابط إسرائيلي واسمه دان افيدان شمعون».


 ويحكى قائلًا: «أنا من مواليد محافظة المنوفية، وكنت ضمن الفرقة الثانية مشاة بالجيش الثاني تحت قيادة العميد حسن أبو سعدة وهدفنا تحقيق النصر، وفي صباح 8 أكتوبر ثالث أيام القتال، حاول اللواء 190 مدرع الإسرائيلي القيام بهجوم مضاد واختراق القوات المصرية والوصول إلى النقط القوية التي لم تسقط بعد ومنها نقطة الفردان»، مشيرا إلى أن دبابات هذا اللواء كانت تتراوح ما بين 75 حتى 100 دبابة، وكان قرار قائد الفرقة الثانية يعتبر أسلوبا جديدا لتدمير العدو وهو جذب قواته المدرعة إلى أرض قتال داخل رأس كوبري الفرقة والسماح لها باختراق الموقع الدفاعي الأمامي والتقدم حتى مسافة 3 كيلومتر من القناة ، وكان هذا القرار خطيرا وعلى مسئوليته الشخصية وفى لحظة تحولت المنطقة إلى كتلة من النيران ، وفي أقل من نصف ساعة أسفرت المعركة عن تدمير 73 دبابة.

 

تطوير القتال.. نحو الشرق
وواصل: «بعد المعركة صدرت الأوامر بتطوير القتال والاتجاه نحو الشرق وتدمير أي مدرعة إسرائيلية أو أفراد ومنعهم من التقدم لقناة السويس مرة آخري حتى لو أضطر الأمر إلى منعهم بصدور عارية».


وقال: «أثناء التحرك نحو الشرق أصيبت السيارة التى كنت بها، وانتقلت فى مركبة مع زملائى ووقفت أعلاها لعدم وجود مكان لى  فوجدت دماء على ملابسى وعرفت أنى أصبت دون أن أشعر، وأوقف زملائى المركبة وفجأة شاهدت جندى من بعيد وجريت ناحيته دون أن اشعر بعدم وجود سلاح معى واكتشفت أنه يمكن أن يقتلنى لكنه سيقتل على يد زملائى الذين لحقوا بي وقفزت نحوه وأصيب بالذعر فضربته على رأسه بخزينة البندقية الآلية وهي مملوءة بالرصاص  وقتل ثم شاهدت مجموعة من الجنود الإسرائيليين يختبئون خلف طريق الأسفلت يستعدوا لإطلاق الرصاص ورغم تورم يدى لكنى وزملائى هاجمناهم».

 

أسر قائد إسرائيلي.. وحرب الاستنزاف
وتابع: «وجدت من بينهم قائد عرفته من ملابسه  وتم التعامل معه وأجبروا على الاستسلام وكانوا أربعة وتم تجريدهم من السلاح ومعاملته باحترام وفق التعليمات المشددة بضرورة معاملة أي أسير معاملة حسنة، طالما أنه لا يقاوم وتم تسليم هذا القائد مع أول ضوء يوم 9 أكتوبر ونقلت إلى المستشفى وعقب الإفاقة عرفت أنه وكان هذا القائد هو العقيد عساف ياجوري قائد اللواء 190 مدرعات».


 ويحكى :«ليست المرة الوحيدة فقد شاركت فى حرب الاستنزاف»، متابعًا حديثه بقوله: «تدرجت في المناصب العسكرية حتى خروجى للمعاش، ولي الفخر بأنى كنت ضابط بالقوات المسلحة ومازلت أحتفظ بالبدلة التى أسرت بها ياجورى وعليها دماء إصابتى لتكون شاهد للأجيال القادمة على أن حب الوطن فرض وواجب دينى لنا، وأن مصر حباها الله بأبنائها الأوفياء، ومهما حاول الإرهابيين وغيرهم من الأعداء لتقسيمها وزرع الفتنة بين أهلها، فلن يستطيعوا لأن أهلها فى رباط إلى يوم الدين كما وعدنا الله ورسوله».

 

خطاب الأب.. والجنود الأوفياء
كما استعرض «عمارة» خطاب أرسله والده له أثناء حرب الاستنزاف عام 1970 تضمن «إلى الملازم أول يسرى أحمد عمارة , بعد السلام , أرجو أن تكون الحال عندكم على أحسن ما يجب ونتمنى , وأن تكونوا على أتم الإسعداد للقضاء على الصهاينة اللئام وتطهروا أرض العروبة من دنسهم ورجسهم وأن تكون روحكم عالية وثقتكم  فى الله كاملة كما عاهدناكم من قبل، أما الحالة عندنا فهى الحمد لله طيبه من جميع النواحى ولم يتوفى أحد وليس هناك مرضى بل الجميع فى أحسن صحة وأسعد حال ويتمنون لك ولإخواتك الرابضين على خط النار كل سعادة و سرور ويرجون المولى الكريم أن يهيىء لكم أسباب النصر  وأن يؤيدكم بعون منه إنه نعم المولى ونعم النصير».


وذكر «عمارة» أن الخطاب كان بمثابة أمر ليس من والدى بل من شعب مصر إلى جنوده الأوفياء وقراه كل زملائى وزاد من عزيمتهم، مضيفًا أنه مازال يحتفظ بالخطاب ليقرأه الأجيال القادمة ويعرفون كيف حرر آبائهم وأجدادهم الوطن ليحافظوا على أرضه ويعملوا على تطويره.

 

المتحف الحربي.. وآثار الدماء
وقال عمارة: «إن المتحف الحربى فى القلعة طلب بدلتى ومقتنيات العقيد عساف التى كنت أحتفظ بها وهى بطاقته وطبنجته كما طلب خطاب أبى وبدلتى العسكرية التى كنت أرتديها ومازالت عليها أثار دماء إصابتى أثناء الإشتباك مع العدو الصهيونى».
ويؤكد عمار أن شباب اليوم أفضل حال من جيل أكتوبر لأن كل الإمكانيات متاحة لهم " منوها بأنه يعي بأن شباب مصر من حقه الزواج والعمل والحياة الكريمة لكن مصر تمر " بفترة أصعب" من حرب أكتوبر وهى الحرب ضد الإرهاب والشائعات وأن الجيش يدافع في سيناء للأسف ضد عدو من داخل الوطن "وإستكمل جيل أكتوبر تحمل ما لا يتحمله بشر فنحن في زمننا كنا نقف بالساعات بالطابور أمام الجمعية التعاونية للحصول على " لتر جاز أو كيلو سكر أو دجاجة" مشيرا بأن الشعب عندما وقف في ظهر الجيش لدعمه في حرب اكتوبر تمكن الجيش من التفرغ لمحارية العدو وهزميته هزيمة ساحقة.


وطالب «عمارة» الشباب بالصبر موجها لهم رسالة أن مصر الأن تشهد نهضة شاملة من المشروعات التي يتم تأسيسيها ولابد أن يصبروا لأن خير كل تلك المشروعات سيعود بالنفع عليهم، مشيرا إلى أن الشاب الذى يريد البحث عن عمل سيجد وليس من العيب أن يبدأ في وظائف صغيرة  حتى يجد فرصه أفضل.

 

رسالة للرئيس
ويكمل ما يحدث من خمول الشباب وجلوسهم على الفيس بوك بالساعات وضياع وقتهم في ما لايفيد سيضر بالشباب والشباب هم أمل ذلك الوطن.


وقدم عمارة الشكر والدعم للرئيس قائلا له :«يا سيادة الرئيس جيل أكتوبر بالكامل بيحبك ومعاك وفى ظهرك ولو من بكرة عايزنا نلبس الأفارول ونروح نحارب تاني إحنا معاك " مشيرا إلى أن الرئيس السيسي قد أشار قبل ذلك في حديثه أن جيل أكتوبر إتظلم ولكن كل من حارب أو عاصر جيل إكتوبر يحبون بطل مصر الرئيس عبد الفتاح السيسي ومستعدون يحاربون من جديد الآن».

 

أعظم انتصار
أما صلاح الدمرداش، المستشار القانونى للمجلس المحلى للمحافظة السابق، فقال إنه باعتباره واحدآ ممن عاصروا أحداثآ كثيرة ومهمة وأعظمها انتصارنا فى حرب أكتوبر التى خرجنا منها بدروس مستفادة أولها قيمة الإنتماء للوطن وعشق الأرض ومعنى رد الإعتبار باسترداد كرامة مصر العظيمة والتعرف على بطولات خير أجناد الأرض والإقتراب من نماذج مشرفة من أبطال حرب أكتوبر مثل البطل إبن بورسعيد يسرى عمارة الذى قام بأسر القائد الإسائيلى عساف ياجورى وغيره من أبطال سطروا بدمائهم تاريخآ مشرفآ .


وأضاف: «نحن هذا الجيل الذى تعرف عن قرب على الكثير من أبطال 56 أمثال مهران وعسران وحمدالله ,وعاشت بداخلنا مآثر هذه البطولات المجيدة وحكينا لأبنائنا قصص بطولاتهم فتربوا يعرفون تاريخ بلدهم  ,وهو ما يشغلنى الآن ,فأنا غير مقتنع بتربية أبنائنا التربية السليمة وزرع روح الإنتماء فى وجدانهم ,حيث نرى جيلآ أغلبه لايعرف قيمة وطنه وتاريخه العظيم وهذه مهمة الأسرة والمدرسة والجامعة».

 

حب الوطن.. والتضحية
ويكمل :«أعود وأذكر الجميع نحن جيل نشأ وترعرع على حب الوطن والاستعداد للتضحية بالغالى والنفيس من أجل الوطن. وبمناسبة هذه الذكرى العطرة أتوجه لقيادات التربية والتعليم بأن إهتموا بتعريف أبنائنا تاريخ بلدهم وبطولات جيش مصر العظيم. فمازال الأمل فى غد أفضل وجيل واع منتمى أمام عيوننا، فلنبدأ».


وقال بدر الدين حسن إعلامى: «إن حرب أكتوبر مر عليها 46 عام، والجيل الحالي كاد أن ينساها تماما للأسف. وهذا لايجب أن يحدث. والدولة عليها أن تذكر شبابها بهذه الحرب التي تفوقنا فيها علي إسرائيل ويجب أن نتفوق على جماعة الإخوان الإرهابية ومن يدعمهم ونثق فى رئيسنا السيسى الذى يضحى بروحه من أجل مصر وأن الوطن له جيش يمكى شعبه من أى شر».


ويسترجع «بدر الدين» الذكريات، بأنه وقتها كان موجود في القوات المسلحة كمجند ويحكى كان المعسكر الخاص بي مكان كلية التربية النوعية الحالي.وتابعت الحرب يوما بعد يوم حيث كنا مسئولين عن تموين القوات بالوقود. 


ويؤكد: «عشنا لحظات رهيبة نهارا. وليلا حيث كانت قوات العدو الجوية تقصف بورسعيد نهارا وليلا وكنا قيادة وجنود نترك. المعسكر ونقيم في حفر برميلية علي الرصيف المقابل الموجود به».


واختتم حديثه، قائلًا: «وأتذكر أننى رزقت بابنتي الأولي الدكتورة بسمة يوم. ١9 سبتمبر قبل الحرب بأسبوعين فقط. وأطلقت عليها إسم بسمة تيمنا بأن يمن الله علي مصر بالنصر ,والحمدلله تم في السادس من أكتوبر بعد مولدها بأسبوعين».

 روح 6 أكتوبر يحكيها شاهدين عليها ببورسعيد وعمارة يتمنى تعلم الأجيال القادمة منها

 روح 6 أكتوبر يحكيها شاهدين عليها ببورسعيد وعمارة يتمنى تعلم الأجيال القادمة منها

 روح 6 أكتوبر يحكيها شاهدين عليها ببورسعيد وعمارة يتمنى تعلم الأجيال القادمة منها

 روح 6 أكتوبر يحكيها شاهدين عليها ببورسعيد وعمارة يتمنى تعلم الأجيال القادمة منها

 روح 6 أكتوبر يحكيها شاهدين عليها ببورسعيد وعمارة يتمنى تعلم الأجيال القادمة منها

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة