عبلة الروينى
عبلة الروينى


نهار

اضطراب إعلامى!!

عبلة الرويني

الأحد، 06 أكتوبر 2019 - 06:47 م

 

تحت عنوان (نتمنى أن تستمتعوا بهواتفكم الحقيرة) ودعت صحيفة «أكسبريس» الأمريكية قراءها، معلنة إغلاق الصحيفة بشكل نهائى!!... مانشيت الأكسبريس، ليس مجرد عبارة ساخرة.. لكن عبارة حادة وغاضبة، تدين بوضوح السوشيال ميديا والإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعى، باعتبارها السبب الأول وراء انصراف القراء عن الصحف الورقية، وتراجع نسب التوزيع، وإغلاق الكثير من الصحف فى أنحاء العالم!!.... وكانت جريدة «السفير» اللبنانية قد أغلقت تماما (ورقيا وإلكترونيا) ٢٠١٦ بعد ٤٢ عاما من تأسيسها، بسبب أزمة مالية صعبة، وانحسار مصادر التمويل عن الجريدة!!... وهو نفس ما تعانيه حاليا جريدة «الحياة» اللندنية بصورة قاسية.. بعد أكثر من ٥٠ عاما على تأسيسها (مالكها الأمير خالد بن سعود).. تفاقمت أزماتها المالية، إلى الحد الذى حال دون تقاضى العاملين فيها رواتبهم لأشهر طويلة، وهو ما تنتهى إلى إغلاق المكاتب الدولية للصحيفة فى (بيروت. القاهرة. لندن).. وانتقال المقر الرسمى للجريدة من (لندن) إلى (دبى) ولتتحول إلى موقع إلكترونى فقط!!.. لكن لاتزال «الحياة» تقاوم موتها.. ماتزال هناك طبعة ورقية للجريدة بالسعودية.. ومايزال الموقع الإلكترونى قائما، وربما مايزال مكتب القاهرة أيضا.. لكن كل شيء يتقلص دون ضمانات مؤكدة للاستمرار!!...
الأزمة المالية بالتأكيد سبب مباشر لإغلاق الكثير من الصحف.. لكن أيضا هناك تراجع المكانة الإعلامية للصحف الورقية، وانصراف القراء عن متابعتها.. إضافة إلى سيادة السوشيال ميديا على الخريطة الإعلامية، بقدرتها الفائقة على التواجد فى قلب الحدث واللحظة (صوتا وصورة)... لكنها فى كثير من الأحيان، هى إعلام مخترق بالترويج الكاذب، واللجان الإلكترونية والأجندات المحددة، بما يهدد مصداقيتها، ويجعل منها (إعلاما غير آمن) مشكوكا فى سلامته... عكس الصحف الورقية.. شبيهة بالسلحفاة، لكنها الأكثر دقة ومصداقية، بما يحمى بقاءها.. (ربما).

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة