أحمد شلبى
أحمد شلبى


كلام على الهواء

يوم الخلود

أحمد شلبي

الأحد، 06 أكتوبر 2019 - 07:16 م

يوم «ليس كمثله يوم» ذكرى عزيزة على النفس لا تذوب أبدا بل تزداد عشقا طوال السنين إلى نهاية الزمان.. إنه يوم ٦ أكتوبر.. العاشر من رمضان.. مازالت الذكريات تتدفق وتعود بنا إلى زمن الحرب.. فالكل كان فى رباط سواء على الجبهة أو فى الجبهة الداخلية.. الكل مسيحى ومسلم وما دون ذلك كان يتلهف لمعرف الأخبار أولا بأول ونبض عروقه أعلى من صوت المعارك كلما سمع عن تقدم قواتنا على الجبهة.. قهر العدو الصهيونى ليس مفاجأة لنا نحن المصريين فمنذ بداية التاريخ وأهل مصر فى رباط وقلب واحد وصف واحد فى مواجهة الأعداء وتعليمهم دروس فى الحياة العسكرية.
حرب أكتوبر كانت أحد وأهم هذه الدروس مع عدو متغطرس تحصن وراء جدر مائية وترابية وتحصينات فولاذية لا تهدمها الصواريخ والقنابل الذرية - مثلما فعلت أمريكا فى هيروشيما - ولكن إرادة وعقل المصريين بعون الله استطاعوا أن يحطموا تلك الأسطورة وتلك الحصون وعبروا المانع المائى ليس بعتادهم فقط بل بإيمانهم وصلابتهم قبل مدافعهم ومدرعاتهم ودباباتهم وجميع الأسلحة.. كانوا كالبرق الذى يصعق العدو ويثبته مكانه إما مقتولا أو أسيرا.
شارون قال إن الجندى المصرى ليس هو ما عهدناه فى ١٩٦٧.. انهم أسود لا يخشون أحدا يهاجمون بصدورهم.. يصبرون على حصارهم.. يجيدون التصرف والتعامل مع الواقع لدرجة تجبر من يهاجمهم أن يحنى هامته أمام شجاعتهم.. هذا هو الجندى المصرى من وجهة نظر أشد الناس عداوة للمصريين.. صلب.. قوي.. قلبه ملئ بالإيمان بالله.. يتحدى الظروف أيا ما كانت.. شجاع لا يهاب الموت.. يضحى بحياته من أجل وطنه وترابه وأهله.
حرب أكتوبر مازالت تثير شغف المحللين العسكريين فى العالم حتى الآن كما تصور بالأمس هتلر فى مقولته «سلاح ألمانى وجندى مصرى أغزو العالم وأحكمه» ولكننا لسنا هنا لغزو العالم وإنما لردع الأعداء والدفاع عن الوطن إما النصر أو الشهادة.

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة