أسامة شلش
أسامة شلش


وقفة

«الممر» عودة الوعى وكشف الحقيقة

أسامة شلش

الأحد، 06 أكتوبر 2019 - 07:25 م

أبدا لم تكن القوات المسلحة المصرية السبب فى هزيمة ١٩٦٧ النكراء ولكن أخطاء القيادة هى التى أوصلتنا الى تلك النتيجة فكل التداعيات  قبل الحرب كانت تؤكد أن هناك كارثة ستقع رغم الصورة الخطأ التى صورتنا بأقوالنا أننا ذاهبون بعد اعلان التعبئة لرمى اسرائيل فى البحر، ولكن ضاع الجيش وضاعت الهيبة وأخرجت اسرائيل التى وصلت لضفة القناة الشرقية لسانها وهى تنتظر مكالمة تليفونية كما أعلن موشى ديان وزير الحرب الاسرائيلى تعلن الاستسلام.
الجيش وجنوده وضباطه الشرفاء كما أكد ذلك الرئيس أنور السادات الذى جاء فى وقت عصيب  ليعد الدولة للحرب ويعطى اشارة اشتعالها كانوا ضحية من ضحايا الحرب ولكنهم أبدا لم يكونوا السبب فيها والحقيقة أن تلك الحرب والهزيمة مازالت تحتفظ باسرارها التى بدأت تنكشف ببطء سنة بعد أخرى وقطعا سيجيىء اليوم الذى تعلن فيه كل الحقائق.
الجيش الذى كان ضحية الحرب وخطأ القيادة التى لم تعد نفسها جيدا لخوض غمارها ما لبث أن لملم شتاته وأعلن بإرادة الشعب وحده لا تسليم ولا استسلام وخاض أولى معاركه فى رأس العش  بعد أيام من الكارثة وهزم كتيبة من رجال الصاعقة سرية اسرائيلية مدرعة حاولت الوصول لبورفؤاد التى لم تسقط فى ايديهم.. ما خرج للنور عن يوميات الحرب كان قليلا ولم يعبر عن صمود الجيش والجنود إلا فيلما قديما كان يحمل اسم «أغنية على الممر» كانت احداثه تدور حول مجموعة من الجنود فى أحد ممرات سيناء الحاكمة وكيف صمدوا أمام محاولات العدو المستميتة للدخول من الممر لسيناء ولكن لم يكشف حقائق ماحدث حتى جاء فيلم الممر الذى حرصت منذ اليوم الأول لعرضه فى السينما على الذهاب لمشاهدته، حوار وسيناريو فيه من المعانى الكبرى التى كان يجب على الناس معرفتها فهو يحكى فى أول مشاهده صورة لما حدث بعد التعبئة. صورة الضابط وهو يرفض تسلم الجنود الذين حضروا اليه فى الموقع الأمامى وهم بملابسهم المدنية كانت إحدى الصور التى كانت جزءا من أسباب الهزيمة تدل على عدم الاستعداد والهرجلة، ثم التعبير الحقيقى بعد الهجوم واكتشافهم أن الحرب قامت وأنهم ليس لهم اتصال بالقيادة ثم المفاجأة بقرار الانسحاب المفاجئ الكارثى بلا ضوابط فكانت الفوضى والضابط يقول للقائد: ولماذا ننسحب اعطونا فرصة للدفاع عن أنفسنا يمكننا الدفاع بأسلحتنا ولكن كان رد القائد دى أوامر نفذ الانسحاب! ثم وصف الحالة التى كان عليها الجنود وآثار الهزيمة وما حدث من بعض أفراد الشعب من تريقة واستهزاء فى مشهد الاعتداء على موظفى السنترال عندما سخروا من الجنود والضباط وهم يرددون الخطوط انسحبت من التليفونات زيكم وهى واقعة حقيقية بطلها الرائد فى ذلك الوقت محيى الدين نوح الذى صار فيما بعد فى حرب الاستنزاف أحد ابطال المجموعة ٣٩ قتال التى  كانت الدرع الأول فى مواجهة العدو.. الفيلم الرائع حوارا وإخراجا كان تعبيرا حقيقيا عن مرحلة الصمود خلال حرب الاستنزاف التى مهدت لحرب ١٩٧٣. ظهر ذلك فى كلمات الطمأنة من الزوجة لزوجها الضابط وهى تقول له ستعود وستنتصر ومن كلام الضابط لجنوده بعد  ذلك لن ندافع ولكننا سنهاجم من الآن وصمود أسرانا الذىن نكل بهم اليهود ولكنهم لم يستسلموا مطلقا وأعلنوا التحدى حتى وهم تحت القيد. ما حدث فى معارك الاستنزاف كان أكبر تدريب حى على ما حدث بعد ذلك وحقق انتصار أكتوبر.
كل الشكر لمن ساهم فى إخراج هذا الفيلم القوى المؤثر الذى واجه لأول مرة الحقيقة وهى أن القيادة كانت السبب فى  الكارثة ولكن التخطيط والروح هما ما أعادا لمصر كرامتها وحقها وانتصارها. نحتاج لعشرات الأفلام من تلك النوعية التى تعيد الوعي.

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة