صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


هل  تحاسب الفتاة على «دلعها» إذا كان طبعها غير مصطنع؟.. «الإفتاء» تجيب

إسراء كارم

الأحد، 06 أكتوبر 2019 - 08:47 م

أرسلت «بوابة أخبار اليوم»، سؤال أحد متابعي صفحة «إسلاميات بوابة أخبار اليوم»، إلى دار الإفتاء المصرية عبر الموبايل، للإجابة عنه، ونصه: « فتاة أسلوبها دلوع بالفطرة.. فهل تأثم على تفكير الرجال فيها بشكل سيء، حيث تتعامل بلطف مع الناس بدون قصد؟».

وأجابت «الإفتاء» بأنه عليها الالتزام بتعاليم الإسلام من الحشمة والحياء أمام الأجانب عنها، وعليها بستر عورتها، وتأثم إن فعلت غير ذلك.

وأوضحت أن الاختلاط بين الرجال والنساء في المدارس والجامعات والعمل وغيرها لا مانع منه شرعا إذا كان ذلك في حدود الآداب والتعاليم الإسلامية، ولم تكن هناك خلوة محرمة، فعَنْ عَوْنِ بْنِ أَبِي جُحَيْفَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: آخَى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ سَلْمَانَ، وَأَبِي الدَّرْدَاءِ، فَزَارَ سَلْمَانُ أَبَا الدَّرْدَاءِ، فَرَأَى أُمَّ الدَّرْدَاءِ مُتَبَذِّلَةً، فَقَالَ لَهَا: مَا شَأْنُكِ؟ قَالَتْ: أَخُوكَ أَبُو الدَّرْدَاءِ لَيْسَ لَهُ حَاجَةٌ فِي الدُّنْيَا، فَجَاءَ أَبُو الدَّرْدَاءِ فَصَنَعَ لَهُ طَعَامًا، فَقَالَ: كُلْ؟ قَالَ: فَإِنِّي صَائِمٌ، قَالَ: مَا أَنَا بِآكِلٍ حَتَّى تَأْكُلَ، قَالَ: فَأَكَلَ، فَلَمَّا كَانَ اللَّيْلُ ذَهَبَ أَبُو الدَّرْدَاءِ يَقُومُ، قَالَ: نَمْ، فَنَامَ، ثُمَّ ذَهَبَ يَقُومُ فَقَالَ: نَمْ، فَلَمَّا كَانَ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ قَالَ: سَلْمَانُ قُمِ الآنَ، فَصَلَّيَا فَقَالَ لَهُ سَلْمَانُ: إِنَّ لِرَبِّكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَلِنَفْسِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَلِأَهْلِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، فَأَعْطِ كُلَّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ، فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «صَدَقَ سَلْمَانُ» أخرجه البخاري في صحيحه.

 

ولفتت إلى أن هذا الحديث يدل على جواز الاختلاط بالمرأة الأجنبية ما دام ذلك في حدود الآداب الإسلامية، وقد قال الحافظ ابن حجر في «فتح الباري» : «وَفِي هَذَا الْحَدِيثِ مِنَ الْفَوَائِدِ.... جَوَازُ مُخَاطَبَةِ الْأَجْنَبِيَّةِ وَالسُّؤَالُ عَمَّا يَتَرَتَّبُ عَلَيْهِ الْمَصْلَحَةُ».

 

 وذكرت أنه يجب على المرأة التي تتعرض لمخالطة الرجال الالتزام بالحشمة في ملابسها، فعليها أن ترتدي ملابس فضفاضة لا تصف ولا تشف عما تحتها ولا تظهر جسدها، ويجب على الرجل والمرأة أن يلتزما بغض البصر عن العورات، فقد قال تعالى: {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ* وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ} [النور: 30، 31].

 وتابع، أما إذا لم يلتزم كل من الرجل والمرأة بآداب وتعاليم الإسلام، وكان اختلاطهما مثار فتنة ومؤديًا إلى المحرمات فإن الاختلاط يكون حرامًا شرعًا.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة