أبطال فيلم الممر
أبطال فيلم الممر


فيلم الممر.. والحنين للماضي 

منال بركات

الإثنين، 07 أكتوبر 2019 - 04:09 م

تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي قبل أيام موعد عرض فيلم "الممر" في سابقة جديدة من نوعها، وإيذانا بمولد أسلوبا فريدا في التعبير عن البهجة بمشاهدة فيلم سينمائي ما زالت أصداؤه تملأ الأسماع. 

 

وترجع أسباب البهجة هنا، من ارتباط عرض الفيلم بمناسبة نصر أكتوبر، بعدما زهد المشاهد من الأعمال المكررة التي يتم بثها كل عام عبر القنوات المفتوحة على مدار 46 عاما مضت، ولم تأت بجديد بعد.

 

ورغم أن الفيلم لم يتناول حقبة عام النصر، غير أنه حملني عبر أحداثه في نستولجي وحنين للماضي بكل تفاصيل حرب أكتوبر التي عاصرت أحداثها وأنا ابنة السادسة من العمر، تذكرت عودة والدي من العمل والحديث عن قيام الحرب وإغلاق المدارس، ورغم شعوري بالفرحة لتوقف الدراسة، إلا أنني لمست القلق والخوف يحيط بنا لأن أصغر أعمامي وجار لنا على الجبهة.

 

والتقطت ذاكرتي تلك الأيام وكنا نستعد كأطفال بدخول عيد الفطر ونسعد بتجمعات السيدات لعمل الكعك، ولم تجرؤ سيدة بالعمارة بأكملها علي الظهور بصاجات الكعك، كيف ونحن في حالة حرب، ولا نعلم شيئا عن الأحباب. 

 

كالعادة في الأعياد، حرص أبوينا على إحضار ملابس العيد لأنه مناسبة هامة لدى الصغار، مع التنبيه بأنه غير مسموح لنا ارتدائها احتراما للموقف، ولحين الاطمئنان على ذوينا. 

 

وأذكر صافرات الإنذار وغلق الأنوار حتى انتهاء الغارات الجوية وسماع صافرة الأمان إيذانا بانتهائها، واختبائنا في أحضان والدينا خوفا من الظلام، ومدخل العقار الذي وضع أمامه ساتر من الطوب الأحمر لحجب الضوء، واللون الأزرق الذي طلي بها نوافذ الحي بأثره. 

 

كل هذه التداعيات تفجرت في ذاكرتي وأنا أتابع أحداث فيلم جديد تأخر إنتاجه 46 عاماًا ويبث لأول مرة على الشاشات الأرضية في هذه المناسبة، فهو حقا حدث جلل.

 

والرجوع للحق فضيلة... أن تعود الدولة مرة أخرى في ثوب جديد للإنتاج السينمائي «الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية»، أمر محمود نادى به كثير من المهتمين بالشأن السينمائي بعد ما  سيطرت على دور العرض أعمال منتجون لا هم لهم سوى جني المال بعيدا عن كل القيم الفنية المتعارف عليها، أو الاهتمام بالواجبات القومية.

 

شئنا أم أبينا، الإعلام والسينما وجهان لعملة واحدة. وﻳؤﻛـد ﻋﻠﻣﺎء الاجتماع وعلم اﻟﻧﻔس أن اﻹﻋﻼم ﺑوﺳﺎﺋﻠﻪ اﻟﻣﺗﻌددة ﻫو أﻛﺛر وﺳﺎﺋﻝ اﻟﺗﺄﺛﻳر ﻋلى ﻋﻘـوﻝ وأﻓﻛﺎر اﻟﻧﺎس، وﺑذﻟك ﻓﺈﻧﻪ اﻟوﺳـﻳﻠﺔ اﻷوﻟﻰ اﻟﺗﻲ ﺗﺷﻛﻝ اﺗﺟﺎﻫﺎت اﻟﻧﺎس ﻧﺣو الموضوعات واﻟﻣواﻗــف اﻟﺣﻳﺎﺗﻳــﺔ اﻟﻳوﻣﻳــﺔ، وأكثر الوسائل المساعدة ﻓــﻲ اﻟﺗﻧظــﻳم واﻟﺑﻧــﺎء الاﺟﺗﻣــﺎﻋي اﻟﻣﺗﻛﺎﻣــﻝ ﻣــن أﺟــﻝ ﻣﺻــﻠﺣﺔ اﻟﻔــرد واﻟﻣﺟﺗﻣــﻊ، فهل تعيد الدولة الكرة مرة أخرى أم ستتوقف عند «الممر»؟

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة