عبدالقادر شهيب
عبدالقادر شهيب


شىء من الأمل

الاخوان لا يتغيرون !

‬عبدالقادر شهيب

الإثنين، 07 أكتوبر 2019 - 08:17 م

هل تتذكرون ما فعله الإخوان فى الانتخابات الرئاسية المصرية عام ٢٠١٢، حينما سارعوا ليلا وقبل الانتهاء من فرز صناديق الانتخابات لإعلان فوز مرشحهم محمد مرسى فى هذه الانتخابات.. حزب النهضة الإخوانى فى تونس سارع أيضا وقبل أن تبدأ عملية فرز الأصوات إلى إعلان فوزه فى الانتخابات البرلمانية التى جرت أمس الأول فى تونس، وهى الانتخابات التى يعول عليها راشد الغنوشى زعيم حزب النهضة كثيرا فى تعويض خسارة حزبه فى الانتخابات الرئاسية، والأهم ان يجلس هو شخصيا على مقعد رئيس البرلمان التونسى، وأن يحوز هو وحزبه سلطة تشكيل الحكومة التونسية الجديدة، فى ظل الصلاحيات الكبيرة للبرلمان والحكومة التى تفوق صلاحيات رئيس الجمهورية.
وهكذا الإخوان لا يتغيرون، ويفعلون ذات الشىء مهما تباعدت أماكن وجودهم أو الجنسيات التى ينتمون لها، حتى وإن ادعوا غير ذلك وتظاهروا مثلما صرح الغنوشى أنه مختلف هو وإخوان تونس عن بقية الإخوان ليصير اكثر قبولا لدى الغرب والتونسيين، رغم أنهم يجمعهم تنظيم دولى واحد، وبالتالى أهداف استراتيجية واحدة وإن اختلفوا فى التكتيك والتكنيك.. ومن شاهد عن قرب الإخوان الذين يعيشون فى أوروبا وأمريكا سوف يكتشف أنهم لا يختلفون فى سلوكهم ومواقفهم عن الإخوان الذين عرفناهم فى مصر، خاصة فبما يتعلق بحالة الشبق للسلطة التى تسيطر عليهم، والتى جعلتهم جميعا الشهر الماضى يتصورون ان هذه السلطة فى مصر أينعت لهم وحان وقت الإمساك بها مجددا !
وذلك لا ينفى فى ذات الوقت أن الإخوان ينظرون الآن باهتمام خاص لانتخابات تونس البرلمانية ويراهنون على أن تعوضهم ما تعرضوا له من تراجع ولحق بهم من إخفاقات، بل ومطاردة فى المنطقة مؤخرا، فبعد أن تم طردهم شعبيا من السلطة فى مصر عام ٢٠١٣ تكرر ذلك فى السودان ٢٠١٩، وهم مهددون بأن يلقوا فى ليبيا ذات المصير.. ولذلك عوّلوا على انتخابات تونس البرلمانية كثيرا لوقف حالة الإحباط التى يعيشون فيها الآن، بعدما كانوا قبل أعوام قليلة مضت يتصورون أن الدنيا دانت لهم وأنهم صاروا سادة المنطقة العربية وأن حلمهم فى احياء دولة الخلافة قد اضحى تحقيقه ممكنا وقريبا !.. لذلك تعد نتائج انتخابات تونس حاليا لا تخص التونسيين وحدهم وإنما تهم ايضا كل أبناء المنطقة العربية، لأنها ستحمل فى طياتها مؤشرات عن مسار حركة الإخوان فى المستقبل القريب المنظور، ولا ننسى ان اخوان مصر عام ٢٠١١ تضخمت شهيتهم لالتهام السلطة بعد ان عاد الغنوشى إلى تونس ليقود إخوانها للسلطة فى أعقاب الإطاحة بالرئيس الأسبق بن على.
لكن يبقى ان ما يجمع الإخوان فى كل مكان اكبر مما يميزهم عن بعضهم.. ولذلك تصرف اخوان تونس فى لحظة فارقة كما تصرف اخوان مصر، وسارعوا إلى إعلان فوزهم بالانتخابات البرلمانية، وإن كان حزب قلب تونس الذى يتزعمه القروى المرشح الرئاسى فى تونس قد نفى ما أعلنه حزب النهضة، مؤكدا انه هو الذى فاز بالانتخابات التى سوف تعلن نتائجها غدا، وبفارق عدة مقاعد برلمانية.. وهذا ما ينبهنا إلى ان الإخوان لا يتغيرون، مهما اختلفت الأقنعة التى يرتدونها على وجوههم، او تباينت اللغة التى يستخدمونها فى كلامهم، مابين اللين والتشدد
وهنا يتعين علينا ألا نغفل عن خطرهم أو نتوهم أنهم سوف يتوقفون عن مؤامراتهم التى تستهدفنا، حتى وهم يعانون من الإحباط.. بل ان هذا الإحباط قد يحفزهم على الاندفاع اكثر فى تآمرهم.. ولذلك يجب ان نمضى فيما قررناه لتقوية جبهتنا الداخلية، سواء كان اقتصاديا أو سياسيا.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة