صفاء نوار
صفاء نوار


مجرد سؤال

الرسالة المهمة فى كلمة الرئيس

صفاء نوار

الإثنين، 07 أكتوبر 2019 - 08:35 م

كل عام وأنتم بخير.. لا تفارقنى الرسائل التى حملتها كلمة الرئيس عبد الفتاح السيى بمناسبة انتصار أكتوبر ورغم أهمية الكلمة لكنى توقفت كثيرا أمام قوله:إن يوم السادس من أكتوبر عام 1973.. لا يمثل فقط نصراً عسكرياً باهراً.. حققته القوات المسلحة باقتدار.. بل هو تعبير فريد.. عن إرادة شعب مصر الكريم،.. وإن من حق الأجيال الحالية.. أن تعرف ماذا حدث فى تلك الفترة.. من حقهم علينا.. نحن من عاصرنا تلك الأيام.. أن نوضح بجلاء.. كيف كان الاختبار قاسياً، وكيف تكاتف الشعب كله وراء قواته المسلحة.. ليصبح الشعب كله جيشاً.. ليخرج من هذه الملحمة نصراً.. يرد الاعتبار.. ويفتح الأبواب أمام استعادة الأرض.. وتحقيق السلام معاً...
كنت فى تلك المرحلة فى بداية المرحلة الابتدائية وكان أبى مدرسا ينتمى إلى ما يسمونه الآن الطبقة الوسطى، أذكر أن المواصلات كان مزدحمة وكانت أتوبيسات النقل العام تنتفخ بالركاب وكانت مجارى الشوارع طافحة فى الطرق وكانت الخدمة التليفونية رديئة، ولم يظهر شيطان المحمول، ولم يكن بوسع أبى فى هذا الزمان إعطاء دروس خصوصية بل كانت عيبا وشخصيته وزملائه لم تكن تسمح بمثل هذا الغش، وبعد أكثر من 30 سنة فى التدريس ورغم ترقيته إلى درجة موجه لكن مرتب والدى يرحمه الله، لا يزيد على 60 جنيها، ولم يطمح فى امتلاك سيارة ملاكى بل تمكن من دفع مقدم تمليك بيت صغير بمدينة التحرير وكانت المدارس بجوار البيت وبأقل القليل كنا نستطيع العلاج، والحصول على حاجتنا التموينية ورغم ضيق الحال على الجميع فلاحين وعمالا وموظفين لكن ماكانت تقدمه الدولة من خدمات بإمكانياتها المتواضع كان كافيا لتواضع طموحات الناس، لذلك عندما سمعنا صوت الرئيس السادات يعلن الحرب صدقناه واصطف الجميع وراءه وطالت طوابير التبرع بالدم أمام المستشفيات والتطوع فى المقاومة الشعبية، كانت أحاديث أبى تشير إلى شعور بحجم الظروف الصعبة التى وجد الرئيس السادات نفسه فيها فهو يريد تحريرالأرض بأقل الإمكانيات المتاحة !
وهذه هى الرسالة الأهم فى كلمة الرئيس السيسي، وهو موضوع تقريبا فى نفس الظروف، يواجه شكل جديد من الحروب أخطرها حرب المياه والحرب ضد الإرهاب، ولكنى بكل الثقة أقول إن شعب مصر الآن ليس أقل وطنية من أجداده رغم اختلاف الظروف!

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة