استخدام العنف ونشر الفوضى أبرز أساليب الإخوان
استخدام العنف ونشر الفوضى أبرز أساليب الإخوان


مراجعات الإخوان .. دموع التماسيح

محمد قنديل- أسامة السعيد

الثلاثاء، 08 أكتوبر 2019 - 12:19 ص

 

91عاما هو عمر جماعة «الإخوان» الإرهابية، ومنذ الأعوام الأولى لتأسيسها، وإلى اليوم، تواصل الجماعة ممارسة فقه الحيل والألاعيب، وفى كل مرحلة من مراحل وجودها المسموم فى العقل والجسد العربى والإسلامي، تستطيع الجماعة أن تجد صورا جديدة للخداع والضحك على العقول.. وقد استطاعت الجماعة منذ تأسيسها أن «تبدع» فى صور التحايل وآيات التلون لتمارس هوايتها المفضلة فى التضليل والخداع، مستخدمة شعارات الدين والمظلومية والاضطهاد، مع أن الحقيقة التاريخية والواقعية تؤكد ان تلك الجماعة هى الجانى الحقيقى فى كثير من أحداث التاريخ الدامية، وأن أيدى قادتها ملطخة بدماء أبرياء ممن اختلفوا مع الجماعة او انتهجوا مسارا يختلف عن نهج السمع والطاعة للمرشد!
 هكذا كانت جماعة الإخوان، وهكذا ستظل، وما لعبتهم الأخيرة وتسريب بعض رسائل الاستجداء من بعض شبابهم المسجون لقضاء فترة العقوبة على ارتكابه جرائم بحق الشعب المصرى سوى ورقة جديدة تستخدمها الجماعة فى لعبة التلون، والالتفاف للعودة من الأبواب الخلفية، والتحايل لخداع البسطاء واستدرار تعاطفهم، ولينسى الجميع أو يتناسى أن هؤلاء «المساكين» اليوم كانوا مجرمين بالأمس، وأنه لو أتيحت لهم الفرصة لما توانوا عن إسالة بحور الدماء فى كل شوارع مصر، عقابا للمصريين على انتفاضتهم وإطاحتهم بحكم المرشد.. الغريب أن تلك الألاعيب تتزامن مع إطلاق الجماعة لحملة جديدة للتحريض ضد الدولة المصرية، وإطلاق تظاهرات التخريب والإفساد، وهو ما يكشف بوضوح أن دموعهم ليست سوى دموع التماسيح!! هذه السطور محاولة لقراءة متعمقة فى تاريخ الجماعة وحيلها وألاعيبها عبر التاريخ، وتحالفها مع جماعات الدم فى مراحل مختلفة، تؤكد أن ذيل الجماعة المعوج لن يستقيم أبدا!

«رخصة عبد الناصر».. المناورة الجديدة لـ «الإرهابية»

لم تكن الرسالة التى تم تسريبها من جانب بعض شباب جماعة «الإخوان» المحبوسين فى السجون حاليا، لقضاء عقوبة إدانتهم فى العديد من جرائم العنف والأعمال الإرهابية سوى حجر ألقى فى «مستنقع» الجماعة المليء بالكثير من الصراعات والخلافات والمشكلات.. ورغم أن تلك الرسالة تعرضت للنفى تارة من جانب بعض قيادات الجماعة، أو التبرؤ من هؤلاء الشباب الذين يدفعون أجمل سنوات عمرهم خلف القضبان لأنهم انساقوا وراء أباطيل الجماعة وأوامر قياداتها تارة أخرى، إلا أنها تكشف أيضا جانبا مهما فى أسلوب تعامل الجماعة الإرهابية مع عناصرها وأتباعها، فهم بالنسبة لها ليسوا سوى أداة من أجل تحقيق مخططها للوصول إلى السلطة، أو وسيلة لتحقيق أغراض الجماعة المختلفة، وبمجرد انتهاء دور تلك الأدوات يتم التنصل منها بتلك الصورة المهينة.
منهج ثابت
والحقيقة أن الأسلوب الذى تعامل به بعض قيادات الجماعة مع الرسالة المنسوبة لشباب الإخوان فى السجون ليس جديدا، بل يكشف نهجا ثابتا فى تفكير تلك الجماعة الإنتهازية، منذ تأسيسها قبل أكثر من 90 عاما، ولعل أول من قام بإرساء هذا النهج كان المرشد الأول للجماعة ومؤسسها، حسن البنا، عندما أقدم «عبد المجيد أحمد حسن» عضو النظام الخاص لجماعة الإخوان 28 فى ديسمبر 1948 على اغتيال رئيس وزراء مصر آنذاك محمود فهمى النقراشى باشا بعد 20 يوما فقط من إصدار الأخير قرارا بحل جماعة الإخوان، فرغم أن «عبد المجيد أحمد حسن» عمل لفترة فى مكتب حسن البنا شخصيا، إلا أن البنا أنكر خلال التحقيقات أية معرفة بينه وبين القاتل، بل وسارع إلى إصدار بيان عقب الحادث «يتبرأ» من فاعليه تحت عنوان «ليسوا إخواناً وليسوا مسلمين»، فى حين أن قيادات الإخوان كانوا يعتبرون قتل النقراشى عملا فدائيا وليس اغتيالا سياسيا، ويدرج محمود الصباغ أحد أعضاء التنظيم الخاص فى كتاب «حقيقة التنظيم الخاص» اغتيال النقراشى باشا تحت عنوان «أعمال فدائية قام بها رجال من الإخوان المسلمين ضد أعوان الاستعمار والفاعل فيها معروف»!!. ولأن جماعة «الإخوان» فى الأساس جماعة انتهازية، فإنها تسارع إثر كل مأزق أو أزمة تمر بها لتعلن عن القيام بمراجعات وإعادة نظر فى الفكر والسلوك والرؤية العامة.
رخصة عبد الناصر
ووصلت انتهازية «الإخوان» واحدة من أكثر فصولها فجاجة خلال سنوات الصدام بين الجماعة وبين الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، فبعد تآمر الجماعة لاغتياله فى حادث المنشية الشهير عام 1956، وسجن العديد من شباب الإخوان الذين ثبت تورطهم فى المؤامرة على الدولة، والتى قادها سيد قطب، لجأت الجماعة إلى ما عرف منذ تلك الفترة بـ»رخصة عبد الناصر» وتشير إلى الرخصة التى منحتها الجماعة لبعض أفرادها وشبابها الذين كانوا متواجدين داخل السجون إبان حكم الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر، لتبيح لهم طلب العفو وإعلان تأييد الرئيس عبد الناصر، حتى يكون ذلك مبررا لخروجهم من السجن، وقد وافق حسن الهضيبى مرشد الجماعة آنذاك على تلك الرخصة، رغم ما أشاعه الإخوان لاحقا من أنه رفض، وأن ما وصف بمراجعات شباب الجماعة وقتها تم بغير موافقته، لكن الكثير من المصادر التاريخية، وأحاديث قيادات سابقة للجماعة ومنها القيادى المنشق عن الإخوان، خالد الزعفرانى، أكدت أن ما تم كان برضا وموافقة الجماعة وقيادتها، وأن الهضيبى أعطى أعضاء الإخوان بالسجون الرخصة ووافق عليها، كذلك وافقت عليها قيادات الجماعة فى ذلك التوقيت، ومن يومها وكثير من المراقبين لشئون الجماعة يعتبرون هذا الأسلوب منهجا متبعا فى صفوف الجماعة، ومخرجا لعناصرها بعد التورط فى الجرائم.
ويؤكد إسلام الكتاتنى، القيادى السابق بالجماعة، والباحث فى الحركات الإسلامية، أن الرخصة مستمدة من قصة الصحابى الجليل عمار بن ياسر، عندما أجبره المشركون على النيل بالألفاظ من الرسول وذكر آلهتهم بخير حتى يتركوه، ففعل ذلك ثم ذهب للنبى وأخبره بما حدث، فقال له النبى كيف تجد قلبك فقال مطمئن بالإيمان، فرد عليه الرسول وقال إن عادوا فعد.
وأوضح الكتاتنى أن الإخوان أخذوا بالرخصة استنادًا لهذا النص وعلى اعتبار أن الأمر مشروع، غير أن الذين أخذوا بالرخص لم يتبوأوا مناصب قيادية فى الجماعة بعد ذلك، كما كان ينظر إليهم نظرة أقل تقديرا من الذين تحملوا وأخذوا بالعزائم، وهؤلاء هم الذين تقلدوا مناصب قيادية فيما بعد.
ويرى كثير من المراقبين لملف جماعة «الإخوان» أن المبادرة الأخيرة، والتى هاجمها كثير من قيادات الجماعة، ومنهم إبراهيم منير القيادى البارز بالتنظيم الدولى للإخوان، تعكس حجم التفكك فى صفوف الجماعة، والصراعات الداخلية التى تعيشها، لكنها فى الوقت ذاته ينبغى أن تؤخذ بحذر، لاسيما وأن هؤلاء الشباب تشبعوا بأفكار الجماعة ومبادئها، وأنه من الصعب التخلى عن تلك الأفكار التى تربوا عليها لسنوات طويلة، وتصديق أنهم فجأة اكتشفوا زيف الأفكار الإخوانية وضلال منهج الجماعة.

لقراءة الملف كاملا طالع عدد جريدة الأخبار 7 أكتوبر ..

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة