د.هدى محمد
د.هدى محمد


نقطة تحول

تداعيات التوغل التركى شمال سوريا

د.هدى محمد

الخميس، 10 أكتوبر 2019 - 07:46 م

أثار قرار الرئيس الأمريكى المفاجئ سحب القوات الأمريكية من شمال شرق سوريا المخاوف، والذى أعطى بدوره الضوء الأخضر لغزو تركى للمنطقة وبالفعل انطلقت عملية عسكرية تركية فى شمال شرق سوريا، وبعد مكالمة تليفونية بين أردوغان وترامب، وسط مخاوف من تأثير ذلك على السيطرة على تنظيم الدولة الذى قضى عليه فى 2018 بمساعدة قوات سوريا الديمقراطية ذات الأقلية الكردية والتى تسيطر على المنطقة التى كانت معقل تنظيم الدولة، بينما تعتبر تركيا قوات سوريا الديمقراطية التى تأسست فى عام 2015 امتداداً لحزب العمال الكردستانى الذى تحظره، وهو الهدف الأكبر لتركيا بينما الهدف المعلن للعملية هو إقامة منطقة آمنة للاجئين السوريين رغم عدم وجود غطاء سياسى لتركيا، بينما ترفض الولايات المتحدة والعالم كله هذا الرأى حيث إنهم يعتبرونهم مفتاح الانتصار على تنظيم الدولة بعد مشاركتهم للقوات الأمريكية فى الحرب عليه، بينما حذر السيناتور الأمريكى ليندسى جراهام أن الكونجرس سيجعل تركيا تدفع ثمن العملية العسكرية التى بدأت، وأعلن دعمه للأكراد الذين تخلت عنهم إدارة الرئيس ترامب، وهدد نواب بالكونجرس بتعليق عضوية تركيا فى حلف الناتو ومناقشة مشروع قانون لفرض عقوبات على تركيا يهدد الاقتصاد التركى، ويرى المحللون أن تداعيات قرار ترامب والغزو التركى قد تتعدى شرق الفرات إلى الشرق الأوسط، وطالب بوتين بالحفاظ على وحدة الأراضى السورية، ودعت مصر لعقد جلسة طارئة للجامعة العربية لمناقشة العملية العسكرية التركية فى شمال سوريا.
بينما أبدى ترامب ندمه على تكلفة التدخل فى منطقة الشرق الأوسط موضحاً أن بلاده انفقت 8 مليارات دولار من أجل توجيه السياسة الأمريكية تجاه الشرق الوسط وخوض الحرب فيها، وأن قرار انسحاب القوات جاء بعد قتل آلاف الجنود الأمريكيين والملايين فى الجهة المقابلة، مشيراً إلى أن الذهاب إلى الشرق الأوسط هو أسوأ قرار على الإطلاق، واتخذ بناءً على مزاعم باطلة وتبين أنها عارية من الصحة وهو ادعاء وجود أسلحة دمار شامل، ذلك التصريح القنبلة الذى يقوض أسباب الحرب على العراق، هل يراهن ترامب بانسحاب قواته من سوريا على الناخب الأمريكى فى الانتخابات الأمريكية القادمة 2020.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة