محمد درويش
محمد درويش


نقطة فى بحر

أردوغان.. الواهم الأكبر

بوابة أخبار اليوم

السبت، 12 أكتوبر 2019 - 07:18 م

 

محمد درويش

على خط رسمه له الغرب سواء بريطانيا أم أمريكا أم روسيا يسير  أردوغان لايخرج عنه قيد أنمله من أجل تحقيق المشروع الصهيونى وهدفه من النيل إلى الفرات.
لم يكتف الرجل الذى يعيش دور الزعامة بما فعله من فتح بلاده ممرات لعبور الدواعش من كل أنحاء العالم وشراء بترولهم بأبخس الأثمان سواء عندما كانوا فى العراق أو سوريا ليوفر لهم الأموال التى يحتاجونها لتنفيذ مخططهم تحت حلم وهم إقامة دولة الخلافة الاسلامية.
أردوغان هاله ماحدث لدواعش العراق الذين تم التخلص منهم واسترداد ما احتلوه من أراض عراقية، لم يتبق أمامه إلا مصر التى عاش معها فى عام الاخوان حلم استعادة الخلافة العثمانية التى حققها أجداده سليم الأول بغزو درة الشرق عام ١٥١٧م، تبخر الحلم على يد شعبنا العظيم فى ٣٠ يونيو ورفض أن يستسلم، إرادة شعب استجاب له جيشه الوطنى، وقاد أردوغان حربا إعلامية عبر الأثير موازية لها حرب على جبهتنا الغربية ظنا منه أنها طريق تقويض النظام ولايدرك أن الشعب والجيش فى بلادنا على قلب رجل واحد.
أمريكا التى أعلنت أنها قضت على داعش تماما فى الشمال السورى وبناء عليه قررت سحب قواتها من هناك، لم تكد تمر ٢٤ ساعة على الانسحاب وإلا كان الاعتداء التركى على الشمال الشرقى السورى.
قد نتفهم عقدة الأكراد التى تعيشها كل الأنظمة التركية على مدى العقود الماضية، ولكننا لانتفهم ما علاقة الحفاظ على وحدة الأراضى التركية من انفصال اكرادها وأكراد سوريا تمهيدا للالتحام بأكراد العراق وربما إيران لإقامة دولتهم التى يتوقون اليها منذ قرون، وماعلاقة ذلك بالسيطرة على سجون الشمال السورى وبها ١٨ ألف سجين داعشى استطاعت القوات الكردية اقتناصهم أسرى بعد معارك دفعت فيها أرواح الآلاف من شهدائها.
مازالت مصر صوب عينيه ومازال يخطط للالتفاف حولها عبر الغرب والجنوب وربما الشمال إن استطاع.
يحلم أردوغان بأن يتعافى الرجل المريض الذى قصمت جسده اوروبا فى نهاية الحرب العالمية الأولى، ولاينسى مع فعله جنود مصر بقيادة ابراهيم باشا فى القرن ١٩عندما كانوا على أبواب الآستانة ولولا سقوط القائد إبراهيم مريضا لأصحبت تركيا ولاية مصرية كما فعل أجداده فى مصر مع غزو سليم الأول.
هل يهمس أحد الناصحين فى أذن أردوغان بأنه حتى لو كان قد مُنح الضوء الاخضر من الغرب وضمن أن تغمض روسيا الأعين عن هجومه على الشمال الشرقى السورى، وحتى لو كان يدعى بعض المحللين بأن هناك فخا أمريكا أوروبيا يحكم حول عنقه فإننا نتمنى أيضا أن يهمس هذا الناصح فى أذن أردوغان بأن مصر هى ضوء أحمر وهو يعنى: قف ولاتتجاوز.. أيها الواهم الأكبر.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة