غادة جابر
غادة جابر


قضية ورأى

غزو سوريا .. أسباب غير معلنة

بوابة أخبار اليوم

السبت، 12 أكتوبر 2019 - 07:44 م

 

بررَ أردوغان العملية العسكرية على سوريا، التى أعلنت عنها وزارة الدفاع التركية، فى 9 أكتوبر الجارى، بمواجهة قواته الأكراد وتأمين حدود الدولة التركية من الخطر الكردى المحدق المتمثل على حدودها، ولكن هناك أسبابا غير معلنة ولكنها مكشوفة وأبرزها محاولة الهروب من الضغوط الداخلية، ومنها انخفاض شعبيته، والانقسامات داخل حزبه، إضافة للمشكلات الاقتصادية الكبيرة، وأيضاً من الأسباب تحرير الدواعش المحتجزين لدى القوات السورية الديمقراطية، والذين يعملون لحساب أردوغان فى المنطقة عامةً، وسوريا خاصةً، لذا سعى لمغازلة الأتراك بمحاولة اللعب على الأمن القومى التركى، وحماية البلاد.
فإذا كانت تبريرات أردوغان منطقية، كان من الاجدر به أن يقوم بالتفاوض حولها مع حلفائه فى سوريا وهما روسيا وإيران، ولكن الأخيرتين رفضتا العملية ونددتا بها، رأينا أنه بعد هجمات داعش فى سوريا فر عشرات الآلاف من المسيحيين والايزيديين إلى تركيا فى بداية عام 2015 بدأ اللاجئون بعبور الحدود التركية اليونانية باتجاه الدول الأوروبية بأعداد هائلة، أدى تدفق اللاجئين الضخم إلى إعادة النظر فى إنشاء منطقة آمنة للمدنيين فى شمال سوريا ففى فبراير 2016 قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل: فى الوضع الحالى سيكون من المفيد أن يكون هناك مثل هذه المنطقة الآمنة بشمال غرب سوريا، وكان هناك نقاش حول اسم هذه المنطقة الآمنة، فوصفت تركيا المنطقة بأنها آمنة من (داعش والنظام السورى والقوات الكردية) إلا أن الولايات المتحدة أعلنت انها لن تقبل سوى بـ (منطقة خالية من داعش)، فمصلحة أردوغان الحقيقية مع تحرير الدواعش المحتجزين لدى سوريا، فالقوات السورية تحتجز نحو 12 ألف مقاتل داعشى داخل 7 سجون بشمال سوريا، بينهم 4 آلاف أجنبى، فبتحريرهم يربك النظام السورى، وعدد من الدول العربية الأخرى بعمليات إرهابية لاستنزافها، عدد مقاتلى تنظيم داعش فى سوريا يبلغ 18 ألف مقاتل، ويطمح أردوغان من عملية نبع السلام فى شمال البلاد إلى بزوغهم من جديد، وانطلاق عملياتهم فى محافظتى الرقة والحيكة، وعودة تنظيمات العنف والتطرف فى منطقة شرق الفرات، وهروب عناصر التنظيم من قوات سوريا الديمقراطية التى اعتقلتهم بعد معركة الباغوز اخر معاقل التنظيم. إن الاعتداء يساعد على دعم الجماعات والعناصر الإرهابية بل وتنامى وتفريخ تلك الجماعات الإرهابية كتنظيم (داعش)، و(هيئة تحرير الشام) بسوريا وتحويل شمال سوريا إلى حرب مفتوحة، ويساعد أيضاً الاعتداء التركى على تنامى قوة تنظيم (القاعدة) الممثل فى تنظيم (حراس الدين) المتورط فى إراقة دماء المدنيين السوريين خلال العامين الماضيين، وأود التطرق إلى الدور الأساسى لجماعة الاخوان الإرهابية والتحالف مع تركيا بشأن غزو سوريا حيث سعى التنظيم الدولى الإرهابى للإخوان إلى تقسيم الدولة السورية ووضع أجزاء منها تحت الوصاية التركية، فالنظام التركى والتنظيم الدولى الإرهابى للإخوان يتبادلان الاستفادة فيما بينهما، وظهر ذلك فى مساعدة تركيا للجماعات الإرهابية المدعومة إخوانياً فى السيطرة على ادلب وحلب، ودعم الإخوان فى عدد من المسارات السياسية.
فوضى النظام التركى المتمثلة فى قرارات (أردوغان)، وخطاباته الرنانة الموهومة، بادعاء دعمه لقضايا العالم الإسلامى ليست سوى أداة يخترعها لاستطاب جماعات تساعده على تنفيذ أجندته السوداء فى العديد من الدول الإسلامية والعربية.
< باحثة دكتوراة
جامعة السويس

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة