آمال المغربى
آمال المغربى


عين على الحدث

واشنطن تتخلى عن حلفائها!!

آمال المغربي

السبت، 12 أكتوبر 2019 - 07:47 م

الاكراد فى شمال سوريا يتباكون على تخلى واشنطن عنهم بعد ان تركتهم فريسة للغزو التركى لاراضهم ولم تنظر وراءها رغم ما فعلوه بجانب واشنطن فى حربها المزعومة ضد تنظيم داعش.. الكل يعرف ان تركيا لا تجرؤ على القيام بهذه العملية ما لم تأخذ ضوءا اخضر يتيح لها ان تحقق اهدافا وافقت عليها واشنطن.. صحيح ان الاكراد وقفوا مع حكومة ترامب ضد تنظيم داعش الارهابى طيلة سنوات وقدموا كل عزيز وغال ليثبتوا ولاءهم لواشنطن، الا ان ما لا يعرفونه انهم لا يستطيعون ان يقدموا جديدا او مالا لواشنطن.
أكراد سوريا المصدومون من طعنة ترامب لهم يعرفون ان أمريكا سبق ان خذلت أكراد العراق حين امتنعت عن حمايتهم، عندما أجروا الاستفتاء على الاستقلال قبل ثلاثة أعوام رغم الدور الذى قاموا به فى تسهيل غزو أمريكا للعراق.. الاكراد وغيرهم لايتعلمون من التاريخ ولا من تصريحات ترامب المتكررة والتى تؤكد ان أى دور تقوم به الولايات المتحدة يبدو كأنه مساعدة للحلفاء لا بد أن يكون له ثمن.
القرار الذى اتخذه ترامب بتنحى القوات الأمريكية فى الشمال السورى جانبا، والسماح بالهجوم التركى الذى يهدف إلى ابعاد الاكراد حلفاء واشنطن منذ وقت طويل، عن حدودها تحت اسم المنطقة الآمنة احدث موجات صادمة عند البعض مازال يتردّد صداها من واشنطن إلى الدول الحليفة فى منطقة الشرق الأوسط، رغم انها مواقف ليست جديدة على السياسات الامريكية التى تقوم على التخلى عن حلفائها عندما تنتهى الاسباب التى كانت تدعمهم من اجلها ولهذا سبق ان غدرت بالكثير من الحكام والرؤساء والدول عندما استنفدت اسبابها منهم.
الامثلة كثيرة ويصعب حصرها لحلفاء تخلى الامريكيين عنهم على سبيل المثال لا الحصر شاه إيران السابق محمد رضا بهلوي الذى وظف كل إمكانيات إيران ومواردها منذ توليه الحكم عام 1949 فى خدمة سياسة واشنطن وأهدافها الإقليمية والدولية وعند اندلاع الثورة الإيرانية تركته يواجه بمفرده مصير السقوط المحتوم وسدت كل أبوابها فى وجهه ولم يجد مكانا يعالج فيه من مرض السرطان إلا فى بنما، قبل أن يمنحه الرئيس الراحل أنور السادات لجوءا سياسيا .
وفى عام 1986 رفضت الولايات المتحدة استقبال الرئيس السودانى الراحل جعفر النميرى على أراضيها ليكون لاجئا سياسيا بعد ثورة السودانيين عليه، وتناسى الأمريكيون ما أسداه لهم نميرى من خدمات لا سيما دفنه المزعوم لنفاياتهم النووية فى بلاده، ومساعدته فى ترحيل يهود الفلاشا من إثيوبيا إلى اسرائيل.
فى عام 2008 ترك الرئيس الأمريكى السابق جورج بوش أحد أبرز حلفائه وهو الرئيس الباكستانى برويز مشرف يسقط نتيجة غليان الشارع الباكستانى على سياساته ، ليغادر مشرف السلطة منبوذا رغم انه كان جنرالها فى باكستان التى حولها إلى مركز متقدم للولايات المتحدة فى العمل العسكرى والاستخبارى فى حربها على ما يسمى الإرهاب وجعل من الأراضى الباكستانية جسرًا للانقضاض على جارتها أفغانستان.
ما يحدث مع الاكراد وغيرهم ما هو الا تجسيد لكلمة قالها السياسى البريطانى المحنك وينستون تشرتشل «فى السياسة ليس هناك عدو دائم ولا صديق دائم وإنما مصالح دائمة «وهو ما تسير عليه السياسات الامريكية وسياسات الدول الكبرى بصفة عامة.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة