أحمد شلبى
أحمد شلبى


كلام على الهواء

نبع الدمار

أحمد شلبي

السبت، 12 أكتوبر 2019 - 07:53 م

انطلقت العملية العسكرية التركية إلى شمال شرق سوريا تحت عنوان نبع السلام الذى إذا تأملناه وجدناه دخانا وقتلى ونازحين وتدميرا للقرى وكأن سوريا ليس مكتوبا لها أن تستعيد بلادها وتظل رقعة الكل يتصارع فى أرجائها والثمن يدفعه الشعب السورى.
أمريكا أخلت المكان وأتاحت اختيار الزمن لهذه العملية بموافقة ضمنية من روسيا وصمت إيران وهم أعضاء فى الصراع الدموى على أرض سوريا ولا تسأل عن إسرائيل فهى وقود ومحرك هذا النبع.
وكما أصدرت أمريكا قرار ضم الجولان لإسرائيل ضاربة عرض الحائط بالقرارات الدولية التى تعتبرها أرضا محتلة.. أعطت الضوء الأخضر للتوغل التركى لمسافة اتفقوا عليها تصل إلى ٣٠ كم فى الأراضى السورية شرق الفرات.
المزاعم التركية لا تختلف عن المزاعم الإسرائيلية وهى تحت عنوان مكافحة الإرهاب وتجاهلوا أنهم أنفسهم صناع الإرهاب وإعداد وتدريب الإرهابيين الذين ينتشرون فى الأراضى العربية.
روسيا تبدى مخاوفها من فرار آلاف الداعشيين المسجونين والمحاصرين فى الرقة وهذا هو أحد أسباب نبع الدمار.. نقل الداعشيين إلى أماكن أخرى لأداء مهام عدوانية ضد مصر وليبيا بدعم أمريكى إسرائيلى. هذا التخريب أوقد ناراً أخرى فى إدلب حيث خرجت المظاهرات تدعم العملية العسكرية التركية تحت هدف إسقاط النظام السورى.. ورفض اللجنة الدستورية والعودة مرة أخرى إلى التخريب بأيدى أبناء الوطن بدلا من الجلوس على مائدة المفاوضات واختيار نظام يرضاه ويختاره الشعب السورى بكل فئاته وطوائفه.
شعلة النيران التركية أذكت مرة أخرى الخلافات السابقة وأشعلت النيران فيها فى وقت قامت فيه طائرات مجهولة «إسرائيلية» بضرب مواقع إيرانية فى سوريا وآخرون فجروا فى إدلب مواقع روسية حتى صارت سوريا مسرح نيران بعدما هدأت الأمور نسبياً.
الكل يلعب لصالحه ولمصالحه وإن تعارضت بين بعض الفرق يكون هناك اتفاق على حدود معينة لا يمكن تجاوزها مثلما تحركت ٣ مدرعات أمريكية لتنبه تركيا بالاتفاق والوقوف عند مسافة معينة ولكن لن يكون هناك اشتباك.
يا حسرة على سوريا وشعبها دمار وخراب وضياع وصراع قوى كبرى على أرضها وشعب نازح داخلياً وخارجياً يدفع الثمن.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة