خالد رزق
خالد رزق


مشوار

التركى.. شركاؤه ومن يخدمون

خالد رزق

السبت، 12 أكتوبر 2019 - 07:57 م

الحرب أى حرب حتى تتفق ومسماها لابد وأن تكون بين طرفين من الأنداد أصحاب القوى المتكافئة أو بالأقل يتفوق أحد أطرافها عسكرياً مع احتفاظ الطرف الثانى بقدرة على التصدى والصمود، أما إذا شن طرف يمتلك القوة والقدرة عملا عسكريا على طرف عاجز عن أى فعل مقاوم فلا يكون ممكناً توصيفها بالحرب وإنما تكون صورة من صور أعمال الإبادة والتصفية، سيما وإن كان الطرف الضعيف يمثل فئة إثنية وعرقية أو دينية وقبلية.
بالضبط هذا هو الحادث فى شمال شرق العزيزة الغالية على القلب سورية، الذى غزته تركيا صاحبة القوة العسكرية المعتبرة عالمياً بزعم ردع أكراد سوريا وهم فئة من البشر ينتمون لأصل واحد وإن تفرقوا عبر 4 دول إقليمية، من الناحية الإنسانية إذن فتصفية عرقية هى التى تقودها الآلة العسكرية الوحشية لحاكم تركيا الإخوانى ضد فئة من البشر متذرعاً بتهديدهم أمن بلاده وهى فئة بالمناسبة من المسلمين السنة الذين يدعى الأغا التركى حليف الصهاينة أنه المدافع عنهم فى أقطاب الأرض.
الصورة المباشرة التى يراد تصديرها لنا عن العدوان العسكرى على سورية والذى انطلق مباشرة بعد إعلان الرئيس الأمريكى دونالد ترامب سحب قواته من شمال تركيا هى أن الأمر لا يعدو كونه فصلا من فصول الصراع التاريخى بين الترك والأكراد الذين كانت تدعمهم أمريكا وصاروا بعد انسحابها مصدر تهديد لتركيا.
أما الحقيقة فهى أن الترك وحلفاءهم الغربيين والصهاينة دفعتهم إلى حافة الجنون العدوانى المتبجح النجاحات المتتالية للجيش العربى السورى وحلفائه واستعادة سلطة الدولة على نحو 80% من الأراضى التى فرضت عليها جماعات الشر المسلحة المدعومة منهم سيطرتها، فبعدما تيقنوا من أن النظام والشعب السورى مستمسك بوحدة الأرض وبأنه ماض على طريق القضاء على فكرة التقسيم، ذهبوا إلى التدخل المباشر قبل أن تسنح الفرصة للجيش السورى فى بسط يد الدولة على الشمال، والعودة إلى المواجهة مع الصهاينة.
التركى لا يخدم بعدوانيته سوى الصهيوني، ولا يشاركه فيها غير الإخوان والسلفيين هؤلاء الذين قال عنهم الزعيم السورى خالد الذكر حافظ الأسد «أودعوا ذممهم وضمائرهم خارج حدود الوطن».

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة