مؤمن خليفة
مؤمن خليفة


بدون أقنعة

بلطجة تركية وصفقة مشبوهة

مؤمن خليفة

السبت، 12 أكتوبر 2019 - 07:58 م

 

إصرار بلطجى إسطنبول على غزو الأراضى السورية هو بلطجة تركية غير مقبولة تهدد الاستقرار فى سوريا ومنطقة الشرق الأوسط وجريمة ضد الإنسانية واعتداء صارخ على سيادة دولة عربية.
هذا الغزو التركى يحتاج إلى وقفة عربية ودولية تكبح جماح وغرور أردوغان الذى يعانى من مشاكل كثيرة فى الداخل التركى على المستويين السياسى والاقتصادى ويعتبر أن العملية العسكرية فى الشمال السورى يمكن أن تعيد إليه شعبيته التى تراجعت فى الأشهر الأخيرة.
ولولا الظروف التى تمر بها سوريا الآن ما جرؤ هذا المجنون على أن يقدم على غزو البلد العربى الشقيق.. لقد استغل أردوغان التطورات الأخيرة وما حققه الجيش العربى السورى من نجاحات على أرض الواقع فى حربه ضد جماعات الإرهاب وداعش واستعادة أجزاء كانت محتلة خلال السنوات الماضية ليشعل المنطقة تحت دعاوى الحرب ضد الأكراد وتأمين حدوده المشتركة مع سوريا.
من يطالع المشهد السورى فى السنوات الماضية سوف يدرك على الفور طمع أردوغان فى الأرض السورية وحرصه على تصدير مشاكله الداخلية ليشغل الرأى العام فى بلده بعد هزائمه السياسية وخاصة فى معركة «عمدة إسطنبول» التى خسرها بالضربة القاضية وفوز حزب الشعب المعارض بالمنصب حتى بعد إصرار أردوغان على إعادة الانتخابات وكان أمله أن يوطد أركان حكمه. ولعل أبرز التصريحات على جريمة أردوغان ما قاله الكاتب التركى المعارض كوجهان باجيك فى صحيفة «أحوال تركية» الذى كشف عن إخفاقات الرئيس التركى المستمرة مما دفعه لغزو سوريا.
وقال إن الرئيس التركى يخوض معركة من أجل إنقاذ مستقبله السياسى فقرر شن حرب ضد الأكراد فى سوريا موضحا أن التوتر المتصاعد فى سوريا هو الخيار الوحيد أمام أردوغان بعد أن فقد القدرة على تأمين الدعم والتأييد من خلال وسائل سلمية كبناء الاقتصاد والرفاهية وسيادة القانون واحترام حرية المجتمع.
وقال إنه خلال السنوات الثلاث الماضية سعى أردوغان للحصول على الدعم من خلال إجراءات اقتصادية غير تقليدية مثل منح قروض ميسرة والاستثمار بكثافة فى مشاريع البنية التحتية التى تنفذها الدولة ورغم ذلك فإن أيا منها لم يوفر حلا للمشاكل الاقتصادية كالبطالة والتضخم وأن إخفاقات أردوغان الاقتصادية جلبت عليه الفشل فى الانتخابات المحلية فى إسطنبول وأنقرة ومدن أخرى كبيرة، بشكل أشار بوضوح إلى احتمال خسارته لأى انتخابات عامة مقبلة.
ولعلنا ندرك أن سوريا قد أصبحت ساحة للحرب بين أطراف عديدة على رأسها واشنطن وموسكو وإسرائيل وإيران وبالتالى فقد شعرت واشنطن بالفشل أمام روسيا رغم دعمها الكبير لأكراد سوريا وتدريبها لقواتهم العسكرية «قسد» فقررت الانسحاب من شمال شرق سوريا والتخلى عن حلفائها الأكراد وأعطت الضوء الأخضر لمجنون تركيا ليقوم بعمليته العسكرية بهدف دعم
الجماعات الإرهابية التى يهيمن عليها الإخوان وتنظيمهم الدولى. ما فعله ترامب وتصريحات وزير خارجيته بومبيو تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن هناك «صفقة» سوف تظهر تفاصيلها للنور خلال الأيام القادمة.
ليس هناك مبرر شرعى للغزو التركى على الرغم من تصريحات وزير الخارجية الأمريكى بأن بلاده تتفهم أن هناك مخاوف أمنية مشروعة لتركيا ولن يوقف صلف وهمجية أردوغان سوى موقف عربى واضح بعيدا عن الأوربيين الذين يهددون بدون أنياب وترامب الذى باع حلفاءه الأكراد بدون رحمة والأمم المتحدة التى تتآمر على سوريا وتنحاز لجماعات الشر والإرهاب على حساب الدولة السورية.. ما يحدث يشير إلى أن أصابع تل أبيب تلعب فيما يحدث على الأرض السورية.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة