الدكتور سيمور نصيروف مع محررة بوابة أخبار اليوم
الدكتور سيمور نصيروف مع محررة بوابة أخبار اليوم


خاص| رئيس الجالية الأذربيجانية: الإفتاء تعمل على تقريب وجهات النظر.. واختلاف العلماء رحمة

إسراء كارم

الإثنين، 14 أكتوبر 2019 - 05:07 م

 

أكد سَيمور نَصيروف، رئيس الجالية الأذربيجانية في مصر ومدرس اللغة الأذربيجانية في جامعة القاهرة، أن العالم كله ينتظر مؤتمر الإفتاء العالمي الخامس، وهو لقاء ينتظره جميع العلماء ممن يسيروا على المنهج الأصيل للإسلام لتبادل الخبرات ومناقشة الموضوعات المهمة التي تحتاج الأمة إليها.


وأضاف «نصيروف»، خلال تصريح لـ«بوابة أخبار اليوم»، أن دراسة الواقع ركن من الأركان التي توليها الإفتاء اهتمام خاص، فلابد من دراستها بتأن وعمق لأن الواقع يؤثر في عملية الإفتاء، وبالفعل أصبحت الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم هي المظلة التي يلجأ إليها العلماء لنشرها صحيح الدين في كل ربوع العالم، وازدياد المشاركين في المؤتمر كل عام أكبر دليل على النجاح.


وقال رئيس الجالية الأذربيجانية: «نحن من أذربيجان نشارك كل عام بكل شوق في المؤتمر الذي يقام على أعلى مستوى، ونرجع إلى دولتنا بأفكار جديدة بعد الاستماع إلى العلماء والاستفادة منهم والاجتهادات في عملية الإفتاء حول العالم، ساعيين لتنفيذ ما تم مناقشته لتجديد الخطاب الديني»، لافتا إلى أن المصري له قيمة كبيرة جدًا في كل بلدان العالم وليس في أذربيجان فقط، وذلك لوجود قبلة العلم والعلماء «الأزهر الشريف» و«دار الإفتاء» التي تضم كبار العلماء في مصر، واللذان لهما مكانة وقيمة عالية في قلوب المسلمين حول العالم.


واستكمل تصريحه: «ينظر المسلمون في البلدان الأخرى إلى دار الإفتاء على أنها المرجع الرئيسي في كل أمور دينهم، وأنا في هذا أتحدث كشاهد، فلا أقول ما قرأته بل ما عشته في مصر، حيث تأتيني الاتصالات سواء من أذربيجان أو الاتحاد السوفيتي أو أي دولة أخرى للتساؤل حول رأي دار الإفتاء في الكثير من القضايا المعاصرة».


وأكد خلال تصريحاته، أن النجاح هو ما عودتنا عليه دار الإفتاء، مهنئا مفتي الجمهورية الدكتور شوقي علام، والأمين العام لدور الإفتاء «النشط» الدكتور إبراهيم نجم، بالمؤتمر الخامس، لافتا إلى أن الإفتاء تبذل كل ما في وسعها لتقريب وجهات النظر بين العلماء المسلمين، وتدعوهم دائمًا إلى الاجتهاد الجماعي والعمل والتعاون، ولا شك أن هذا المؤتمر ستكون له ثمار كثيرة كما شهدنا في المؤتمرات السابقة.

 

وأشاد بما يحققه الدكتور إبراهيم نجم، قائلا:« اختيار شخص مثله وبمستواه يعد أحد إنجازات دار الإفتاء المصرية، خصوصًا وأنه عاش في الغرب ويعرف جيدًا ما يدور هناك كما يتقن لغاتهم وطريقة مخاطباتهم وهي أمور مهمة لتوصيل المعلومة الصحيحة، فدراسة أحوال بلد من البلدان لا تتحقق بالقراءة عنها ولكن بالعيش فيها، وهو ما حققه، حتى أنه عندما يتحدث الإنجليزية من الصعب التفرقة بينه وبين الإنجليز، فيمثل دار الإفتاء بأفضل طريقة وينقل الصورة الصحيحة للإسلام ويقوم بدور فعال، وهو ما يقدمه أيضًا في جهوده بالأمانة العامة ودور هيئات الإفتاء».


وأعرب الدكتور سيمور نصيروف، عن أمله في أن يتم التوسع في مثل هذه المؤتمرات، بحيث لا يقتصر على مؤتمر واحد في العام، بل يكون هناك مؤتمرات مصغرة في القارات بينما يكون الختامي في مصر، متمنيًا أيضًا ترجمة الفتاوى المهمة المعاصرة إلى لغات عديدة ليس فقط اللغات المشهورة بل أيضًا اللغات المحلية للدول، لأن هذا مهم جدا في التواصل مع الشعوب مباشرة، بحيث لا يقتصر على طبقات معينة ممن يتقنون اللغات العالمية.


وأشار إلى أن المؤتمر يؤدي دور كبير في توحيد صفوف العلماء المسلمين في العالم كله لمحاربة التطرف، وكذلك الإسلاموفوبيا، قائلا: «نستطيع بتبادل الخبرات توحيد جهودنا وشرح الإسلام بشكل صحيح في كل العالم».


وأنهى تصريحه، مؤكدًا:«إن درسنا كتب العلماء الكبار ومن السلف الصالح لاكتشفنا كم كان بينهم دائما الود والمحبة، فلم يكن بينهم التعصب عند الاختلاف بل كانوا ينظرون إلى هذا وأنه رحمة للعالمين، وكلما تعمقنا في عقولهم واجتهدنا وجدنا أن هناك منافع كبيرة جدا لأمتنا فيما يتعلق بالخلاف الفقهي، ولابد أن نعلم الأجيال القادمة كيف يتعاملوا مع هذا الخلاف ويستثمروه في جميع مناحي الحياة بدلا من النظر برؤية ضيقة».


تنطلق فعاليات المؤتمر العالمي الخامس للإفتاء الذي تعقده الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم تحت عنوان: "الإدارة الحضارية للخلاف الفقهي"، غدا الثلاثاء، وتستمر أعماله على مدار يومي 15 – 16 أكتوبر الجاري.

يأتي ذلك برعاية  من الرئيس عبد الفتاح السيسي -رئيس الجمهورية- وبحضور وفود من كبار العلماء والمفتين من 85 دولة على مستوى العالم، ويحضر المؤتمر جمع غفير من الوزراء وسفراء الدول وكبار المسئولين بالدولة وعدد من قامات العلم والفقه من مختلف دول العالم، أبرزها: السعودية والإمارات والكويت، والعراق، الأردن وتونس وفلسطين، وعُمان وصربيا والبوسنة والهرسك، وأوزبكستان وجزر القمر وبوروندي، وتنزانيا والسنغال، وماليزيا وتايلاند، والولايات المتحدة وفرنسا وروسيا واليونان وهولندا وأوكرانيا، وألبانيا وغيرها من دول العالم.

وينتظر أن يلقي فضيلة الدكتور شوقي علام – مفتي الجمهورية ورئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم – الكلمة الافتتاحية، وسيلقي الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف كلمته نيابةً عن رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، فيما سيلقي المستشار حسام عبد الرحيم وزير العدل كلمة في الافتتاح، كما سيلقي الدكتور نظير عياد الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية كلمته نيابة عن فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف.
 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة