جـلال عـارف
جـلال عـارف


فى الصميم

ترامب.. ونورماندى!!

جلال عارف

الإثنين، 14 أكتوبر 2019 - 06:21 م

لم يعد خافيا على أحد أن الغزو التركى الغاشم لشمال سوريا ما كان يمكن أن يتم إلا بتواطؤ أمريكى كامل. ورغم حرص واشنطون على التأكيد بأنها لم تمنح إردوغان «الكارت الأخضر»، ليبدأ الغزو، فإن الأحداث بعد ذلك تؤكد أنها قد منحت «المهووس العثمانلي» كل الكروت وبكل الألوان ما عدا اللون الأحمر الذى يقول له: ممنوع!!
فى البداية حاولت أمريكا التهوين من قرارها بفتح الطريق أمام الغزو التركى، فكانت التصريحات بأن الانسحاب يتعلق بخمسين جندى فقط بموقع أو اثنين قرب الحدود.. الآن يقول البنتاجون إن ألف جنديا «من أصل ألفين»، سيتم سحبهم فى المرحلة الأولي، ويؤكد ترامب أن الانسحاب قرار نهائى!!
وفى البداية قال ترامب إنه سيسحق تركيا تجاريا إذا تخطت الحدود المتفق عليها. والآن تتجاوز القوات التركىة كل ما قيل عن «منطقة آمنة» وتقترب من نقط ارتكاز أمريكية كان البعض يظن أن وجودها يمثل الحماية والأمان.. فيكون الرد هو «هرولة»  الجنود الأمريكيين فاتحين الطريق لاستكمال الجريمة التركية!!
وفى البداية قالت واشنطون إنها لن تتخلى عن حلفائها الأكراد، ثم تركتهم فى مواجهة الدبابات التركية!! وأكدت واشنطون أنها ستوفر الحماية الجوية ثم تركت طائرات إردوغان تقصف المدنيين السوريين!!
وبينما كان صناع السياسة الأمريكية يتساءلون: كيف يمكن لحلفاء أمريكا أن يثقوا فى تعهداتها.. كان ترامب يبرر الأمر بأن أكراد سوريا قاتلوا فعلا ضد الدواعش، لكنهم لم يشاركوا مع أمريكا فى الحرب العالمية الثانية، ولم يقاتلوا معها فى معركة «نورماندي»!!
وبالطبع يثور التساؤل: إذا كانت «نورماندي»، هى المقياس عند ترامب فماذا عن التحالف مع ألمانيا التى كانت فى الطرف الآخر فى هذه الحرب؟ وماذا عن وجود أكبر قاعدة عسكرية أمريكية بالخارج فى دويلة قطر التى لم تسمع عن «نورماندي»، ولم تكن على خريطة العالم فى ذلك الوقت.. وإن كانت الآن تشارك إردوغان وعصابة الإخوان فى «نورماندى تو»، حيث سفينة الإرهاب الموشكة على الغرق؟!!

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة