صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


الكفاح الكردي من أجل الحقوق والأرض

رويترز

الإثنين، 14 أكتوبر 2019 - 09:29 م

 

توصل مقاتلو أكراد سوريا الذين هبوا لصد غزو تركي إلى اتفاق مع حكومة دمشق على نشر قوات الجيش السوري قرب الحدود التركية، الأمر الذي يجعل مستقبل منطقتهم محل شك.


ويهدف الاتفاق إلى وقف الهجوم التركي على شمال شرق سوريا بعدما بدأت القوات الأمريكية إخلاء المنطقة في تحول مفاجئ في سياسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إزاء سوريا. وقوبل هذا الإجراء بانتقادات واسعة في واشنطن بوصفه خداعا لحلفاء الولايات المتحدة الأكراد.


وتقول أنقرة إنها تعتزم إقامة «منطقة آمنة»، من أجل عودة ملايين اللاجئين الذين يقيمون حاليا على الأراضي التركية، على أن تكون فيما بعد منطقة عازلة في مواجهة مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية السورية الذين تعتبرهم تركيا التهديد الأمني الرئيسي في سوريا وتقول إنهم على صلة بمقاتلين يشنون عليها تمردا في الداخل.


وتضم تركيا وسوريا والعراق وإيران أعدادا كبيرة من الأقليات الكردية التي تطالب بدرجات مختلفة من الحكم الذاتي عن الحكومات المركزية بعد عقود القمع.

وفيما يلي نظرة عامة على وضع الأكراد:


التاريخ:
تتحدث الأقلية الكردية، وأغلبها من المسلمين السنة، لغة مرتبطة بالفارسية ويعيش أغلب أفرادها في مناطق جبلية على امتداد الحدود في أرمينيا والعراق وإيران وسوريا وتركيا.


وثارت النزعة القومية الكردية في تسعينيات القرن التاسع عشر عندما كانت الإمبراطورية العثمانية في أيامها الأخيرة.

ووعدت معاهدة سيفر لعام 1920 الأكراد بالاستقلال.


وبعد ثلاث سنوات مزق كمال أتاتورك المعاهدة. وقسمت معاهدة لوزان لعام 1924 الأكراد على الدول الجديدة في الشرق الأوسط.

سوريا:
قبل الانتفاضة السورية عام 2011 كان الأكراد يمثلون ما بين 8-10% من السكان.


وعلى مدار التاريخ لم تكن الحكومة السورية والأكراد على وفاق بشكل كامل، واستمرت النزاعات بينهم بشكل مستمر، حتى أن الرئيس السوري، بشار الأسد أعلن أنه سيستعيد شمال شرق البلاد، من الأكراد، لكن الجانبين أبقيا على بعض قنوات الاتصال مفتوحة.


ويقول زعماء أكراد سوريا إنهم لا يسعون للانفصال بل لحكم ذاتي في إطار الدولة السورية.


وتنامى نفوذ المقاتلين الأكراد بانضمامهم للقوات الأمريكية في استعادة أراض من تنظيم الدولة الإسلامية.


ووفر نشر القوات الأمريكية مظلة أمنية ساعدت في توسيع نطاق النفوذ الكردي لكن واشنطن تعارض خطط الأكراد للحصول على الحكم الذاتي.


وتعتبر القوات الكردية من أكبر الفائزين في الحرب فسيطرت على نحو ربع مساحة البلاد وهي مناطق غنية بالنفط والمياه والأراضي الزراعية.

وهي أكبر مساحة في سوريا خارج نطاق سيطرة الدولة، وأصبح لهم الآن قواتهم وإدارتهم.


لكن الانسحاب الأمريكي وقرار الأكراد دعوة قوات الحكومة السورية لصد الهجوم التركي يجعل مستقبل منطقتهم محل شك.

تركيا:
يشكل الأكراد نحو 20 % من السكان.


حمل حزب العمال الكردستاني السلاح ضد الدولة عام 1984 وشن تمردا للمطالبة بالحكم الذاتي في الجنوب الشرقي الذي تقطنه أغلبية كردية.

ومنذ ذلك الحين قتل أكثر من 40 ألف شخص في الصراع.


وألقي القبض على عبد الله أوجلان زعيم الحزب في عام 1999 وجرت محاكمته وحكم عليه بالإعدام. وخفف الحكم بعد ذلك إلى السجن مدى الحياة بعد أن ألغت تركيا عقوبة الإعدام.


وألغى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قيودا على اللغة الكردية. وأجرت الحكومة محادثات مع أوجلان، المسجون في جزيرة قرب اسطنبول، عام 2012 لكنها انهارت وتجدد الصراع.


وتصنف الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وتركيا حزب العمال الكردستاني منظمة إرهابية.


وشن الجيش التركي ضربات متكررة على أهداف في المنطقة الكردية العراقية قرب معقل حزب العمال الكردستاني في جبال قنديل.


وقال أردوغان إنه سيسحق وحدات حماية الشعب الكردية في سوريا التي تعتبرها أنقرة فرعا لحزب العمال الكردستاني وأرسل قوات إلى شمال سوريا لمهاجمة المقاتلين الأكراد وإجبارهم على التقهقر.

العراق:
يشكل الأكراد ما بين 15 و20 % من السكان يعيش أغلبهم في محافظات إقليم كردستان العراق الثلاث بشمال البلاد.


واستهدف حكم صدام حسين أكراد العراق بأسلحة كيماوية في أواخر الثمانينات ودمر قرى وأجبر آلافا منهم على الانتقال إلى مخيمات.


وحصلت المنطقة على حكم ذاتي منذ عام 1991 ولها حكومتها وقواتها المسلحة الخاصة لكنها لا تزال تعتمد في الميزانية على الحكومة المركزية في بغداد.


وعندما اجتاح تنظيم الدولة الإسلامية جزءا كبيرا من شمال العراق عام 2014، استغل مقاتلون أكراد انهيار السلطة المركزية وسيطروا على كركوك، المدينة المنتجة للنفط التي يعتبرونها عاصمتهم الإقليمية القديمة، ومنطقة أخرى موضع نزاع بين بغداد والشمال الكردي.


وفي ظل دعم أمريكي، هزمت القوات العراقية ومقاتلو البشمركة الكردية تنظيم الدولة الإسلامية.


ونظم أكراد العراق استفتاء على الاستقلال في سبتمبر 2017 أتى بنتائج عكسية وأثار أزمة إقليمية في ظل معارضة بغداد وقوى أخرى بالمنطقة.


وأثار الاستفتاء ردا عسكريا واقتصاديا من بغداد التي استردت منطقة كانت قوات كردية تسيطر عليها منذ عام 2014. وتحسنت العلاقات منذ ذلك الحين لكن لا تزال هناك توترات بشأن صادرات النفط وتقاسم الإيرادات.

إيران:
يشكل الأكراد نحو 10 % من السكان.


في عام 2011، تعهدت إيران بتكثيف العمل العسكري ضد حزب الحياة الحرة لكردستان وهو فرع لحزب العمال الكردستاني يسعى لحكم ذاتي أوسع للأكراد في إيران.


وتقول جماعات حقوقية إن الأكراد، وأقليات دينية وعرقية أخرى، يواجهون تمييزا في ظل المؤسسة الدينية الحاكمة.


وأخمد الحرس الثوري الإيراني الاضطرابات الكردية لعشرات السنين، وأصدر القضاء الإيراني أحكاما على كثير من النشطاء بالسجن لفترات طويلة أو بالإعدام.


وطالبت القوات المسلحة الإيرانية السلطات العراقية بتسليم معارضين أكراد انفصاليين متمركزين هناك وإغلاق قواعدهم. 
 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة