صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


«السلام أو الإبادة».. التحالف المستحيل أمل سوريا الوحيد أمام تركيا

آية سمير

الإثنين، 14 أكتوبر 2019 - 11:08 م

اتفاق كان يبدو مستحيلاً، صار اليوم الأمل الوحيد للنجاة، فإن كنت شجاعًا يمكنك خوض حرب، وإن كنت شجاعًا وتمتلك الكثير من الدعم والأسلحة قد تخوض حربين في وقت واحد، لكن أن تحارب وحدك على ثلاث جبهات، فلا يعني ذلك سوى الانتحار.

بعد إعلان تركيا غزو شمال سوريا لزعمها إقامة «منطقة آمنة»، عرف الأكراد أن أردوغان يسعى لإبادتهم، خاصة مع الانسحاب الأمريكي بعد سنوات من التحالف، حتى أنهم وصفوا ما حدث من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأنه «طعنة غدر» لهم، بعد أيام قليلة من الحرب بدأ شبح الفوضى وعودة داعش يلوح في الأفق، فسجون الأكراد الممتلئة بعناصر التنظيم الإرهابي لن تهدأ عندما ترى الفرصة سانحة لعودتها إلى للمشهد مرة أخرى.

وأخيرًا فإن قوات النظام السوري لن تجلس ساكنة أمام الغزو التركي لحدودها، لذلك كان على الأكراد الاختيار.
ففي تقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، ألقت الضوء على التحالف الذي أُعلن عنه الأكراد مع نظام بشار الأسد، مساء الأحد 13 أكتوبر، قائلة: «إنه على مدار خمسة أعوام اعتمدت الإدارة الأمريكية على نهج التحالف مع الأكراد من أجل محاربة «داعش» ومواجهة كل من النفوذ الإيراني والروسي في المنطقة».

ولكن الرئيس الأمريكي –وبشكل مفاجئ- قرر التخلي عن سياسات الولايات المتحدة الأمريكية القديمة والمتعارف عليها بقراره سحب القوات الأمريكية من سوريا فاتحًا المجال أمام القوات التركية لتتقدم، ليس هذا فقط، بل إن تخلي القوات الأمريكية عن مواقعها في منطقة الأكراد فتح المجال للنفوذ الروسي وحتى الإيراني، كما يهدد عودة تنظيم «داعش» الإرهابي وشبح داعش التي لم يكن هزيمتها أمرًا سهلاً، كما يغلق المجال الذي حافظت عليه واشنطن لفترة من أجل عقد اتفاق سياسي في المنطقة حال أرادت الولايات المتحدة ذلك.

وربما يمهد الاتفاق الكردي-السوري لحكومة بشار الأسد أن تدخل الجزء الشمالي من أرضها وتستعيده بعد سنوات من تركه للأكراد وذلك في مواجهة الغزو التركي، والذي أدى بالفعل لخلق حالة من الفوضى في المنطقة التي يُحتجز فيها مقاتلي «داعش» القدامى.

أدى الانسحاب الأمريكي إلى نزوح المئات من النساء والأطفال من القرى المتواجدة في شمال سوريا هربًا من الحرب والفوضى، ومن مقاتلي «داعش» الذين سيتم الإفراج عنهم فور وصول القوات التركية إلى مواقعهم، خاصة بعد خروج مقاتلي الولايات المتحدة والذين كانوا يؤمنونهم جنبًا إلى جنب مع الأكراد.

أما الآن، وبعد أن أدركت الولايات المتحدة أنها لن تكون قادرة على إقناع الحكومات على استعادة مواطنيها ممن تورطوا في قتال ضد تنظيم داعش الإرهابي فقد قامت بالانسحاب من المنطقة بالكامل.

ووفقًا للتقرير فإن الهجوم الذي يقوده حاليًا الرئيس التركي، والذي يأتي بلا شك بعد «ضوء أخضر» أعطاه ترامب للأتراك، يهدف بشكل أساسي إلى إبادة قوات سوريا الديمقراطية والتي على الرغم من كونها العنصر الأساسي لهزيمة «داعش» في هذه المنطقة إلا إنها أيضًا عنصر تهديد مباشر للدولة التركية نظرًا لما يربطهم بحزب العمال الكردستاني والذي يعتبر العدو الأول لتركيا والمصنف كتنظيم إرهابي بعدد من الدول والحكومات.

وقال التقرير إن الهجوم التركي يهدد «سلام هش» حاول الأكراد صناعته بهزيمتهم لتنظيم داعش الإرهابي ووضع أفراده داخل السجون، لكن هذا التنظيم لم تتم إبادته بالكامل، ولا تزال منطقة شمال سوريا تعج بالكثيرين من أعضاء «الخلايا الإرهابية النائمة» التي تنتظر اللحظة المناسبة من أجل خروجها للعالم مرة أخرى.

ويضيف التقرير أن خطوة ترامب التي يراها عدد كبير من السياسيين وحتى الأكراد أنفسهم كـ«خيانة» ستسمح بإطلاق سراح حوالي 11 ألف أسير، بينهم 9 آلاف مقاتل جنسيتهم من سوريا والعراق، وألفين آخرين من جنسيات مختلفة من حول العالم ترفض دولهم استعادتهم مرة أخرى.

وشبح عودة داعش ليس فقط خطرًا يؤرق العالم، ولكنه حقيقية، فقد حاولت عدد من النساء المنتميات للتنظيم الإرهابي التمرد في مخيم الهول، حيث أضرموا النيران في جزء من المخيم، وهاجموا الحراس، وعلى الرغم من نجاح الأكراد في صدهم هذه المرة، فإن استمرار صدهم لهجوم المتردين من «داعش» قد لا يصمد طويلا، فلن يتمكن الأكراد من الحرب على جبهتين لفترة طويلة.

وكان الأكراد قد أعلنوا تحالفهم مع نظام بشار الأسد مساء الأحد 13 أكتوبر، في خطوة جديدة من نوعها بعد سنوات من الانفصال والخلاف.

فأعلنت الإدارة الذاتية الكردية، الأحد، التوصل إلى اتفاق مع النظام السوري ينص على انتشار الجيش السوري على طول الحدود مع تركيا «للتصدي» لهجوم أنقرة والفصائل السورية الموالية لها المستمر منذ عدة أيام ضد مناطق سيطرتها.

وأضاف البيان: «لكي نمنع ونصد هذا الاعتداء فقد تم الاتفاق مع الحكومة السورية  كي يدخل الجيش السوري وينتشر على طول الحدود السورية التركية لمؤازرة قوات سوريا الديموقراطية»، مضيفا أن «هذا الاتفاق يتيح الفرصة لتحرير باقي الأراضي والمدن السورية المحتلة من قبل الجيش التركي».

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انسحابه من سوريا مساء الاثنين 7 أكتوبر، وتزامن ذلك مع إعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لبدءه عمليه عسكرية في شمال سوريا من أجل إنشاء منطقة آمنة على الحدود.

وتعرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للكثير من الانتقادات جراء قراره، لكنه أكد أن تدخل بلاده في صراعات الشرق الأوسط قد كلفها الكثير، خاصة اقتصاديًا.

وقال ترامب في حسابه على موقع تويتر: «الأكراد قاتلوا معنا، لكنهم حصلوا على مبالغ طائلة وعتاد هائل لفعل ذلك. إنهم يقاتلون تركيا منذ عقود».

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة