علم كتالونيا
علم كتالونيا


«حكاية الماضي» و«حلم الحاضر».. ملخص انتفاضة كتالونيا ضد المملكة الإسبانية

أحمد نزيه

الأربعاء، 16 أكتوبر 2019 - 02:08 م

تعود كتالونيا إلى واجهة المشهد السياسي العالمي، بعيدًا عن الرياضة وكرة القدم، وذلك في ظل احتجاجاتٍ عنيفةٍ تشهدها البلاد، لا تزال تتواصل منذ أمس الأول الاثنين، تعلوها مطلب الاستقلال عن إسبانيا.

 

وتعيش كتالونيا حالة من الشلل، وسط اشتباكاتٍ عنيفةٍ بين المتظاهرين والشرطة الإسبانية، أدت لسقوط أكثر من 130 مصابًا إلى حد الآن.


واشتعلت الأحداث في الإقليم بعد صدور أحكامٍ قضائيةٍ يوم الاثنين الماضي ضد تسعة من زعماء الإقليم السابقين، الذين قادوا استفتاء الانفصال عن إسبانيا قبل نحو سنتين. وتراوحت الأحكام بين السجن لتسع سنوات إلى ثلاث عشرة سنةً، كان أقصاها من نصيب أورويل جونكرايس، نائب زعيم الإقليم السابق.

 

ولم يعبئ جونكرايس بالحكم الصادر ضده، وقال ، "هذا الحكم لن يضعف حركة الاستقلال بل على العكس تمامًا لن نتوقف عن التفكير في ذلك.. الأحكام بالسجن لن تكون حائلا دون تحقيق أهدافنا".

 

وبدوره، قال زعيم الإقليم الحالي كيم تورا إن حكومته ستظل تدافع عن حق تقرير المصير لشعب كتالونيا.

 

ومن جديدٍ تطلع كتالونيا للانفصال عن إسبانيا، ذلك الحلم الذي يراود كثيرٌ من الكتالونيين الباحثين عن بوابة إقامة بلدٍ ثالثٍ في شبه الجزيرة الأيبيرية إلى جانب إسبانيا والبرتغال.

 

قصة الأمس

وحكاية كتالونيا مع إسبانيا تبدأ من القرن الثامن عشر الميلادي، الذي شهد سيطرة إسبانيا على كتالونيا، فقبل ثلاثمائة سنين ازدادوا بخمسٍ، وقعت كتالونيا تحت احتلال إسبانيا وفرنسا، اللذين احتلا أيضًا إمارة موناكو، وذلك ضمن ما عرفت بحرب الخلافة الإسبانية مطلع القرن الخامس عشر، والتي دارت رحاها ما بين عامي 1701 و1714، بعد وفاة العاهل الإسباني كارلوس الثاني.

 

ويعتبر اليوم هو العيد الوطني في كتالونيا، والمتمثل في ذكرى سيطرة قوات الملك فيليبي الخامس على كتالونيا، في الحادي عشر من سبتمبر عام 1714، ويتخذ الانفصاليون الكتالونيون من هذا اليوم مناسبةً كل عامٍ للمطالبة باستقلال الإقليم عن المملكة الإسبانية.

 

وعاش إقليم كتالونيا فترةً عصيبةً تحت حكم الديكتاتور فرانشيسكو فرانكو، الذي عمد التنكيل بالإقليم، وسلط قبضة دولته الفولاذية على دعاة الانفصال في كتالونيا.

 

ومع رحيل فرانكو بدأ الإقليم يتنفس الصعداء، وبات يتمتع بالحكم الذاتي بدءًا من عام 1979، وذلك بعد سقوط نظام فرانشيسكو فرانكو عام 1975 بوفاته، بعد حقبةٍ مريرةٍ دامت لنحو أربعة عقود من الزمن، بدءًا من عام 1936 وحتى وفاته.

 

استفتاء الانفصال

وناضل الانفصاليون في إقليم كتالونيا من أجل تنظيم استفتاءٍ لتقرير مصير الإقليم ذاتي الحكم في إسبانيا، إما بالبقاء في المملكة أو شق الطريق نحو بناء دولة جديدة تستعيد من خلالها برشلونة وما حولها من المدن الكتالونية، الدولة القديمة، التي وُئدت قبل أكثر من ثلاثة قرون.

 

وتمكنت كتالونيا أخيرًا من تنظيم استفتاء تقرير المصير في الفاتح من أكتوبر عام 2017، بيد أن إسبانيا لم تعتد بشرعية هذا الاستفتاء، وشرعت في كل الوسائل لإفساد يوم الاستفتاء في الإقليم.

 

ورغم ذلك، مضى قادة كتالونيا في تنظيم الاستفتاء، الذي جاءت نتيجته لصالح الانفصال بنسبةٍ فاقت الـ90%. وبلغت حينها نسبة المشاركة نحو 46%، في وقتٍ قاطع فيه غالبية مؤيدي البقاء داخل المملكة الإسبانية عملية الاستفتاء برمتها.

 

وعلى ضوء هذه النتائج، أعلن برلمان إقليم كتالونيا في السادس والعشرين من شهر أكتوبر 2017 الانفصال عن إسبانيا بصورةٍ أحاديةٍ، لتقرر مدريد في اليوم التالي فرض الحكم المباشر على الإقليم، وإلغاء تمتعه بالحكم الذاتي، وأقالت حكومة كارلس بوجديمون، زعيم إقليم كتالونيا آنذاك.

 

وبهذا، تمكنت إسبانيا من إجهاض حلم انفصال كتالونيا عنها، والذي لم يدم سوى ليومٍ واحدٍ فقط، لكنه ما يلبث أن ينشط مجددًا مع أي جديدٍ يتعلق بالإقليم، الذي بات أشبه بالبركان في وجه إسبانيا، الذي لا يخمل، وسرعان ما يثور مجددًا.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة