جلال دويدار
جلال دويدار


رحلة

انتعاش السياحة من اسكندنافيا يحتاج الرعاية

جلال دويدار

الأربعاء، 16 أكتوبر 2019 - 08:05 م

ليس جديدا القول ان من بين أهم عوامل الجذب السياحى لدينا..الطقس المعتدل والشمس الساطعة. هذه الإمكانات الربانية بالإضافة لما نملكه من تراث وتاريخ حضارى تعد منتجا سياحيا فريدا يبحث عنه ويتشوق إليه ملايين السياح. يأتى فى مقدمة هؤلاء السياح.. الوافدون من  دول الشمال الأوربي خاصة الاسكندنافيين الذين يعانون من قسوة الشتاء.
على ضوء هذا المتوافر عندنا ويبحثون عنه فقد كانت مقاصدنا السياحية قبلتهم قبل عدة عقود من الزمن. فى هذا الوقت كانت أفواجهم لاتنقطع عن زيارة مصر لنقل هذه الأفواج. كانت هناك رحلات منتظمة لشركة الخطوط الوطنية للدول الاسكندنافية الثلاث السويد والنرويج والدنمارك (ساس). يضاف إلى ذلك العديد من رحلات الطيران الشارتر التى كان يتم تنظيمها بالتعاون بين الشركات السياحية المصرية والاسكندنافية.
كانت اهتمامات هؤلاء السياح تتركز على زيارة مناطق الآثار. جانب منهم كان يتجه إلى مناطق الاستشفاء بأشعة الشمس والدفن فى الرمال بواحة سيوة. تركز هدفهم فى العلاج من أمراض المفاصل والروماتيزم بتأثير البرد الشديد فى بلادهم. من هذا المنطلق فقد كانت هذه المناطق من أسواقنا التقليدية لسنوات طويلة إلى أن توقف الوافدون منها عاما. أتبع ذلك إغلاق شركة (ساس) لخطها الجوى إلى القاهرة والذى استمر تشغيله لعقود طويلة. جاء هذا التطور السلبى بشكل أساسى بعد أحداث ٢٥ يناير ٢٠١١ نتيجة الفوضى وانعدام الأمن.
>>>
بعد ثورة ٣٠ يونيو عاد الأمن والاستقرار وبالتالى الثقة فى الدولة المصرية. كان من نتيجة ذلك بدء البعث السياحى من جديد. كما هو معروف فإن هذين العاملين- الأمن والاستقرار- يعدان من أهم عوامل احياء حركةً السياحة إلى مصر. يحدث هذا على أساس ان السائح يقوم برحلته للاستمتاع بإجازته فى أمن وأمان. فى هذا الإطار فإنه ليس على استعداد بأى حال من الأحوال للمغامرة بحياته أو التعرض لأى مشاكل.
استنادا إلى هذه الحقيقة غير القابلة للجدل فان الأمن والاستقرار هو المحرك الأساسى لحركة السياحة المتنامية التى تهدف الاستمتاع بامكانات ومقومات  مصر التراثية والطبيعية. إننا ندين فى تحقيق هذا الأمن والاستقرار إلى تضحيات آبائنا وإخوتنا وأبنائنا من رجال القوات المسلحة والشرطة لما بذلوه لتحقيق هذا الإنجاز. حول هذا الشأن فإن اَى جهود اخرى ليست إلا عوامل مساعدة تعتمد على ماأصبحنا نعيشه من امن واستقرار. هذا الوضع الإيجابى امتد اثره لكل الانشطة الحياتية خاصة المرتبطة بالنمو الاقتصادى.
>>>
عودة إلى السوق السياحى الاسكندنافى الواعد فإن بوادر إحيائه باتت تلوح فى الأفق من جديد. إنها تتمثل فى بدء تسيير رحلات شارتر تحمل أفواجا من السويد. إنها ولا جدال سوف تضيف بعدا جديدًا إلى حركة النمو السياحى وما يرتبط بها من زيادة الدخل بالعملات الصعبة.
إن أهم ما تتميز  به السياحة الاسكندنافية هو الإنفاق العالى الذى يمكن ان يحد من ظاهرة السياحة المتدنية الأسعار التى لايمكن ان تليق بإمكانات ومكانة مصر السياحية. كم أرجو ان نتمكن من الحفاظ على هذه الميزة كمقدمة للتحرك بفاعلية فى عملية تطهير الوسط السياحى من الدخلاء الذين يحطون من قيمة وسمعة السياحة المصرية.
نعم كلنا نعرف أن هذه الأسعار ترتبط فى بعض جوانبها بالعرض والطلب. هذه الحجة لابد ان تسقط حاليا فى ظل الارتفاع فى معدلات الحركة السياحية الوافدة. بالطبع فإن وزارة السياحة تتحمل الجانب الأكبر من هذه العملية المهمة ومعها المهنيين بقطاع الأعمال السياحى.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة