داخل أقدم ورشة للقطارات في أفريقيا
داخل أقدم ورشة للقطارات في أفريقيا


5 قطاعات رئيسية بـ«الفرز» لصيانة الجرارات والعربات على مساحة 235 فداناً

صور| داخل أقدم ورشة للقطارات في أفريقيا.. هنا القديم يصبح جديداً

عبدالمنعم ممدوح- عمرو علاء الدين

الخميس، 17 أكتوبر 2019 - 06:39 ص

قطارات تنطلق يومياً إلى المحطات، تحتضن داخل عرباتها أكثر من مليون راكب يومياً، هدفها ليس مجرد إيصالهم إلى وجهتهم، وإنما تحمل قصص وحكايات الركاب فمنهم المريض الذى يذهب للمستشفى، والموظف إلى عمله، والطالب إلى جامعته وغيرها من الحكايات التى تتحمل هيئة السكة الحديد مسئولية تحقيقها بمجرد وصول القطار إلى وجهته.. معركة يومية تتم داخل ورش السكة الحديد، حتى يخرج القطار فى رحلته، آلاف المهندسين والعمال داخل الورش المختلفة يجهزون الجرارات والعربات يومياً، ورغم أن الأسطول الحالى قديم ويبلغ عمر البعض 40 عاماً، إلا أن كفاءة الفنيين والمهندسين جعلته على قيد الحياة..قضت «الأخبار» يوماً مع المهندسين والفنيين فى ورش الفرز أقدم ورش لصيانة القطارات فى مصر وأفريقيا، لمعايشة عملية تجهيز وصيانة القطارات اليومية سواء جرارات أو عربات بمختلف أنواعها حيث تضم 5 ورش رئيسية، وهى الجرارات والعربات الإسبانى والعربات الفرنساوى، وعربات النوم وعربات توليد القوى على مساحة 235 فدانا.


يدخل الجرار إلى الورشة بعد أن ينهى رحلته، حتى يستقبله المهندسون والفنيون، لإجراء الصيانة اليومية لتجهيزه للخروج فى رحلة جديدة، كمصارع يأخذ استراحة على ركن الحلبة حتى يعالجه الأطباء ويمنحه مدربه التعليمات الجديدة، يستقبل الجرار مجموعة من الفنيين للتجهيز اليومى والتى تقوم بالكشف عن المياه والزيت، والبواجى والفرامل، بالإضافة إلى كشافات الإضاءة والسرينة، وأى عارض طارئ قبل خروج الجرار على الخط لضمان عامل الأمان والسلامة وعدم تعطله أثناء الرحلة.
وتقوم ورش الفرز بإجراء صيانة يومية لـ 15 جرارا تقريباً، أما فى ورش أبو غاطس الأقرب لمحطة مصر بالقاهرة فتقوم بصيانة يومية لأكثر من 120 جرارا والتى يتم تجهيزها للرحلات، كما تتم صيانة يومية فى كل المحطات بالمناطق مثل الإسكندرية ومطروح وطنطا والزقازيق، فكل منطقة يوجد بها فرقة صيانة تقوم بعمل الصيانة اليومية للجرارات عند وصولها المحطة.
بدأت «الأخبار» جولتها داخل ورشة الجرارات من رصيف الصيانات اليومية، حيث يعكف العمال على تغيير الفرامل والكشف عن الزيت وغيرها من عناصر، ثم اصطحبنا المهندس عصام رشاد مدير إدارة ورش الفرز الخاصة بصيانة الجرارات، إلى ورشة «العيار» وهى التى يتم بها الصيانات الأكبر للموتور وورشة البواجى حيث يتم رفع القطار بالكامل الذى يزن 120 طنا تقريباً من خلال الأوناش حتى يصلح الفنيون كافة الأعطال وتغيير قطع الغيار التالفة.. وأكد رشاد أن هناك أكثر من نوع آخر للصيانة فهناك الصيانة الدورية والتى تتم كل 15 يوما إلى شهر، والتى يتم تسجيلها بدقة فى كشوف «التجاوز» ويقيد بها كل الصيانات الدورية التى تتم للجرار، والتى يتم بها الكشف على البواجى ووضع شحم وزيت، والكشف على الفرامل، وتغيير فلاتر الزيت والجاز، والكشف على الردياتير، كما يقوم مهندسو الكهرباء بالكشف على مواتير الجر و»الشربون» والتابلوه، ويتم ذلك من خلال جدول دقيق لعملية الصيانة لضمان عدم نسيان أى خطوة من الخطوات، وبعد الانتهاء من الصيانة الدورية، يتم نقله للصيانة اليومية للتجيهز أيضاً للخروج على الخط السككى، كما تتم صيانة شاملة على الجرار كل 6 أشهر أو كل سنة، وبعد تلك الصيانات هناك العمرات والتى تتم فى شركة «إيرماس» التابعة للهيئة وهى متخصصة فى عمرات الموتور، وتتم كل 3 سنوات وهى العمرة البسيطة ومتوسطة بعد 6 سنوات، وبعدها العمرة «الجسيمة» وأصبحنا حاليا نقوم بالعمرات كاملة فى مصر ولا نرسلها للخارج، أما الصيانة الدورية للجرارات فتتم بنسبة 99% فى ورش الفرز بالقاهرة وهى أقدم ورشة موجودة فى سكك حديد مصر وأفريقيا.. وأضاف أن الفنيين بالورشة متخصصون حيث يوجد 15 مهندسا، و850 فنيا و150 إداريا، يعملون فى 45 قسما تخصصى كهرباء وميكانيكا أبرزها قسم العيار الخاص بالمواتير، و»الجوالق» الخاص بتغيير الزيت، وأقسام العوارض والبواجى والمخارط واللحام والسمكرة، وقسم الصندوق الذى يعنى صيانة عربة السكة الحديد من الداخل.
وعن أنواع الجرارات أكد أن الهيئة تمتلك «الهنشل» الألمانى وهو الأكثر استخداماً فى الهيئة والأقدم والذى بدأ دخوله الخدمة عام 1978 إلى 1988، ويوجد بورش الفرز 175 جرار هنشل، و41 جرار EMD، و60 جرارا كنديا، وأشار إلى أن أحدث جرار هو EMD والذى دخل الخدمة فى مصر عام 2009.


صيانة «5 نجوم» لعربات النوم

عربات النوم فنادق متنقلة على قضبان السكة الحديد، توفر خدمات 5 نجوم للركاب، فهى تحتاج إلى صيانات من نوع مختلف وأكثر تميزاً، بجانب الإصلاحات المعتادة، وتحتاج عربات النوم إلى رعاية وتجهيز فندقى لتوفير أفضل خدمة للجمهور من الغرف والمطابخ وعربات النوادى التى تضم الكافتريات، ورش عربات النوم فى الفرز تعد ورش الـ VIP، لذلك تحتاج إلى فريق عمل على أعلى مستوى من الاحترافية، «الأخبار» قامت بجولة داخل أروقة قطارات النوم وورشة الصيانة بمرافقة المهندس أحمد جمال مدير إدارة قطارات النوم، لاكتشاف الجهد المبذول الذى يتم لتأهيل وتطوير تلك العربات وخروجها بشكل لائق أمام الركاب.. العمال منتشرون داخل وخارج العربات يقومون بعملية الإصلاح، فهناك عمال متخصصون فى صيانة البواجى والأجزاء الميكانيكية بالعربات والتكيفات والكهرباء، وهناك عمال يعكفون داخل العربات لصيانة الأثاث وغرف النوم والنوافذ الزجاجية.
وأكد المهندس أحمد جمال، أن هناك 101 عربة نوم منها 46 عربة إنتاج 1980 ألمانية الصنع، و55 عربة إسبانى تمت صناعتها فى ورش أبو راضى عام 1994، بالإضافة إلى 20 مطعما متحركا وناديا.
وأشار إلى أن الورشة تقوم بعمل الصيانات اليومية والدورية بالإضافة إلى العمرات الجسيمة، كما استطاعت الورشة بإمكانياتها وبإبداع الأيدى المصرية من تطوير أكثر من 20 عربة ألمانى بتكلفة 250 ألف جنيه للعربة بدلاً من 450 ألف جنيه، والإبداع فى إضافة العديد من الامتيازات عليها للوصول إلى أعلى درجة من الكفاءة، بهدف راحة الركاب، حيث تم توسيع أبواب الغرفة الخاصة بالعربات، وتحسين الإضاءة، وتجديد الكراسى والديكورات، وتغيير ألوان الغرف والطرقات من الرمادى للبيج لمنح إحساس بالمساحة ووضع صور للملك الذهبى توت عنخ أمون لتشجيع السياحة، وأنه سيتم تأهيل وتجديد 55 عربة نوم إسبانى.
وأضاف أنه تم تحويل غرفة «نادى عادى» إلى قاعة اجتماعات بالفكر المصرى، كما توجد عربات TOP VIP، والتى تعد من أفضل العربات الموجودة حيث الكراسى المريحة الكبيرة والشاشات على كل كرسى، وأشار إلى أن العمال الموجودين بالورشة من أمهر الفنيين الذين يستطيعون تأهيل العربات وتطويرها بشكل يليق بتاريخ سكك حديد مصر.

«الإسبانى».. 24 ساعة أعمالًا شاقة
عربات القطارات هى الوجهة التى يتعامل معها الركاب يومياً، مما يعرضها للكثير من تلف بعض عناصرها بسبب سوء الاستخدام، بالإضافة إلى الصيانات الميكانيكية والكهربية التى تتم عليها، وتضم ورش الفرز ورشا متخصصة للعربات الإسبانى وأخرى للفرنساوى، وتضم كل ورشة الفنيين المتخصصين فى كل عربة لضمان إجراء الصيانات بشكل سليم، استقبلنا المهندس رمضان عبد الحليم مدير إدارة ورش العربات الإسبانى، فى جولة داخل الورشة الذى انتشر بها العمال يقومون بإجراء الإصلاحات أسفل العربات وداخلها سواء ميكانيكاً أو كهربياً وصيانة للتكييفات.
وأكد عبد الحليم، أن الورشة تقوم بصيانة 14 قطارا يومياً تضم 12 عربة بإجمالى 168 عربة تقريباً، ويتم فى تلك الصيانة الكشف على البواجى والعجل والسوست، ودائرة الفرامل وتغييرها، بالإضافة إلى الكشف عن جهاز الجر، وهناك صيانة أيضا للصندوق وهو العربة من الداخل وإصلاح أى تالف مثل الزجاج أو المقاعد، وأشار إلى أن العربات يتم عليها فحص دورى كل 13 شهرا، كما يتم إجراء عمرة «جسيمة» كل عام ونصف.
وأضاف أن الورشة تعمل على مدار 24 ساعة، تضم بجانب العمالة اليومية الموجودة صباحاً والتى يتم توزيعهم على الصيانات اليومية والدورية، وجود 3 ورديات متخصصة تضم مهندسا و12 فنيا، لصيانة الصندوق والبواجى والكهرباء والميكانيكا.

الفنيون.. جنود مجهولون فى تجهيز القطارات

850 قطارا يخرج يومياً لخدمة المواطنين، لا أحد يرى الجنود المجهولة التى قامت بصيانة وتجهيز القطارات، عملهم يحمل الكثير من المخاطر فى التعامل مع القطارات أو الأدوات التى يستخدمونها فى عملية الصيانة، «الأخبار» تحدثت مع الفنيين عن رؤيتهم للتطوير وطبيعة عملهم ودورهم فى المشاركة بعملية التطوير التى تخدم الهيئة.
فى البداية أكد محمد سعد إبراهيم فنى مواتير، انه يعمل بالهيئة منذ 32 عاماً، وان الفترة الحالية تشهد العديد من عمليات التطوير داخل الورشة وهناك اهتمام بالأمن والسلامة للعامل أثناء صيانة الجرارات.
وقال سيد طه،فنى جرارات، أنه يعمل منذ 32 عاماً وأصبح يمتلك خبرة كبيرة خاصة فى مجال الخراطة  واشار إلى أن الفنيين المصريين اصبحوا متميزين فى عمليات الصيانة سواء للجرارات الألمانى أو EMD.
رغم صغر سنه وخبرته التى لا تتعدى 4 سنوات، إلا أن أحمد أبو بكر، اكتسب خبرة كبيرة فى صيانة الجرارات، واكد انه اكتسب خبرته من العمل مع الفنيين بالهيئة الذى يعتبرهم أسرته، وأضاف ان تخصصه هو صيانة جوالق الجرارات.
وأكد خالد غنيم والذى يمتلك 15 سنه خبرة فى صيانة البواجى ومواتير الجرارات، أنهم لا يمتلكون نسبة للخطأ الذى قد يكلف حياة مئات المواطنين.
وأوضح سعيد سيد أحمد،ملاحظ مخارط، أن الفنيين على أعلى مستوى وأنهم استطاعوا صناعة عمل قطاع غيار ومسامير لجرارات EMD، لسد عجز المهمات.
وأكد جمال أحمد والذى يعمل فى الهيئة منذ 27 عاماً، انه ملاحظ عملية التشحيم ورمان البلي، وانها مهنة تحتاج لدقة وتركيز، وأشار إلى ان تخصصه يواجه أزمة بسبب قلة الفنيين.
كما يقف صبحى عبد القادر وايهاب محمد عبد المجيد يقومون بصيانة بواجى الجرارات والذى تعدت خبرتهم فى صيانتها 25 عاماً، واكدا ان مهنتهم تتسم بالصعوبة والخطر بسبب وزن قطع الغيار الثقيلة.
وفى ورش الاسبانى وقف سعيد حميد فنى بواجى ويمتلك خبرة 31 عاماً، وزميله خميس شاهين خبرة 15 عاماً، اسفل احد العربات لتغيير الفرامل وصيانة البواجى وانهما يشعرون بالمسئولية فى المشاركة بعملية التطوير.

 داخل أقدم ورشة للقطارات في أفريقيا.. هنا القديم يصبح جديداً

 داخل أقدم ورشة للقطارات في أفريقيا.. هنا القديم يصبح جديداً

 داخل أقدم ورشة للقطارات في أفريقيا.. هنا القديم يصبح جديداً

 داخل أقدم ورشة للقطارات في أفريقيا.. هنا القديم يصبح جديداً

 داخل أقدم ورشة للقطارات في أفريقيا.. هنا القديم يصبح جديداً

 داخل أقدم ورشة للقطارات في أفريقيا.. هنا القديم يصبح جديداً

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة