يوسف القعيد
يوسف القعيد


يحدث فى مصر الآن..

يا بيوت السويس

يوسف القعيد

الخميس، 17 أكتوبر 2019 - 07:57 م

يوم سويسى لا حد لجماله. انطلقت بنا سيارة رئيس جامعة السويس، الدكتور سيد الشرقاوى، أنا وزميلتى لميس جابر، كان الجميع هناك أرامل وأبناء شهداء أبطال حاربوا العدو الإسرائيلى فى ملحمة صمود السويس ومعاركها التى دخلت التاريخ. عروض فنية، عرض مسرحية: يوم النصر. وفيلم تسجيلى عن السويس. أبطال العروض طلاب الجامعة الذين قدموا تابلوهات غنائية.
عندما غنت فرقة الموسيقى العربية: يا بيوت السويس يا بيوت مدينتى، أستشهد أنا وتعيشى إنتى. التى شدا بها محمد حمام، وقت المعارك. فتحولت القاعة الممتلئة بالشباب من طلاب الجامعة لكتلة من التجاوب والتصفيق والهتافات.
محافظ السويس اللواء عبد المجيد صقر، اختار أن يوجه حديثه للشباب. طلاب الجامعة. تحدث معهم بأكبر قدر من الصدق والإنسانية. وحكى لهم الموقف الراهن فى مصر الآن. والدكتور سيد الشرقاوى، رئيس الجامعة الذى نجح فى تحويل الجامعة لمركز إشعاع حضارى ليس فى السويس وحدها لكن فى كل شبر من أرض مصر. وهكذا رسالة الجامعة كما يجب أن تكون. تقود من حولها إلى مستقبل أفضل، وأيام أجمل.
محمد نبيل، الروائى والكاتب الذى شارك فى كل تفاصيل الاحتفال وجميع الجنود المجهولين الذين جعلونا نعيش ست ساعات من المتعة الوطنية قدموا لنا يوماً من المستحيل أن نجده سوى فى السويس وحدها. إنها السويس المدينة التى هزمت العدو وتحولت لقلعة حصينة فى مواجهته خلال حرب السادس من أكتوبر.
من أجمل لحظات اليوم عندما تسلمت الدرع المقدم لصديق العمر جمال الغيطانى، الذى غافلنا ورحل فى أحد مستشفيات القوات المسلحة، بعد مرض طال أكثر مما ينبغى. تسلمت درعه نيابة عنه. الرئيس عبد الفتاح السيسى، كان حاضراً بإنجازاته وحب الشباب له ونظرتهم تجاهه باعتباره الأب والقدوة والمُخَلِّص وأحد من ساهموا ويساهمون وسيساهم فى المستقبل القريب والبعيد فى بناء مصر الحديثة وهزيمة إخوان الشياطين.
لو كنت معى لفرحت لأن شباب الجامعة هم الذين تولوا التنظيم. منذ لحظة وصولك إلى المكان وحتى مغادرتك له تجد شبابا مثل الورد الذى فتح فى جناين السويس وشابات مثل الأحلام الكبرى التى تعانق الأوطان فى اللحظات التاريخية يستقبلونك ويقودونك إلى المكان الذى يجب أن تجلس فيه ولا يتركونك إلا بعد أن يتأكدوا أنك فى أكمل راحة.
نائب السويس محمد المصرى، اعتبرنا ضيوفه. فهو لا يمثل السويس فى البرلمان فقط ولكنه جزء أصيل من تجربتها العظيمة فى العمل والبناء والتنمية ومواجهة أعداء الخارج وذيولهم وطوابيرهم الخامسة فى الداخل.
السويس تجعل ذهنك يذهب إلى التعبير الذى نحته جمال حمدان، رائد الجغرافيا السياسية فى مصر منذ أول يوم فى التاريخ وحتى آخر يوم فيه.. إنه صاحب تعبير عبقرية المكان. أدركت منذ وصولى إلى السويس فى العاشرة من صباح الأحد الماضى وحتى مغادرتى لها فى العاشرة مساء أن عبقرية المكان السويسى هى التى أخذتنا من أزمنتنا وحياتنا إلى التاريخ العظيم الذى سطره أهل السويس وأهل مصر فى مواجهة عدو اليوم وعدو الأمس، العدو الصهيونى.
عندما غنى محمد حمام: يا بيوت السويس كان يقصد يا بيوت أهل مصر.. ففى المدينة يتجلى الوطن.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة