الكاتب الصحفي عمرو الخياط
الكاتب الصحفي عمرو الخياط


عمرو الخياط يكتب| السلـطان القاتــل

عمرو الخياط

الجمعة، 18 أكتوبر 2019 - 11:50 م

وسط الصمت الاستراتيجي الأمريكي يوغل السلطان القاتل رجب طيب أردوغان في دماء الأبرياء في الشمال السوري، أردوغان قتل الإنسانية في صفوف جيشه قبل أن تمتد يده لتزهق أرواح الأبرياء أطفالاً ونساءً وشيوخاً. 
أردوغان الذي قرر إحياء الاحتلال التقليدي البغيض هو نفسه من يحيي فكرة الدولة الطائفية لتبرر وجود إسرائيل في المنطقة.
القاتل أردوغان يقيم دولته العنصرية على جثث الضحايا، ومع كل قطرة دماء تسقط فإن عظمة 30 يونيو تصعد إلى أعلى مراتب الشرف الإنساني، بعدما ثبت حقاً وصدقاً ويقيناً أنها ثورة الإنسانية التي قامت لحقن الدماء العربية، ومن عزمها يستمد الشعب السوري صموده الآن.
على استحياء تطل علينا الأمم المتحدة من داخل خزانة أدوات السياسة الدولية الأمريكية، في تقرير أصدره مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة، وتعمد خلاله استخدام ألفاظ المواربة والمناورة والاحتمالية.. «قد تكون تركيا - يمكن اعتبار حكومة انقرة مسئولة»..  وهو بصدد استعراض ما وصل لمكتب المفوض من معلومات وحقائق حول ارتكاب تركيا لعمليات إعدام جماعية وجرائم حرب ضد الأكراد في سوريا.
التقرير انتهى بالإشارة إلى ضرورة إجراء تحقيق فوري وشفاف ونزيه في تلك الجرائم، من أجل إلقاء القبض على المسئولين.
إذن، نحن في انتظار التحقيق ليعلن لنا من قتل الأبرياء؟، وكيف سيتم عقابه؟.
لا أدري هل صدر التقرير دون إجراء احترازي توثيقي على أرض الواقع من أجل جمع الاستدلالات والشواهد والقرائن، أم إنه صدر من أجل تنبيه القاتل ليتوقف مؤقتا قبل أن يضبط متلبساً؟!!، لست أدري.
هل لدى مكتب المفوض السامي سلطة التحفظ على مسرح الجريمة للحيلولة دون العبث في محتواه وأدلته، إن القاتل نفسه هو حارس المسرح، أم إننا جميعاً أمام عرض مسرحي هزلي بعنوان «السلطان القاتل»؟!.
لقد أتى أردوغان بفاحشة حربية ما سبقه بها أحد من العالمين، بعد ما شن أول حرب اعتدائية من أجل إنقاذ ونصرة تنظيم إرهابي، وبعدما كان الجيش الوطني السوري قد قوض تنظيم داعش، لكن آلة القتل التركية دارت من أجل إحياء التنظيم، فكان فتح السجون السورية أول أهدافها من أجل إطلاق سراح مجرمي داعش رداً لجميلهم الذي قدموه لتركيا في استنزاف الجيش السوري استعداداً لهذه اللحظة التى ستنقض فيها ميليشيات أردوغان على الأراضي السورية، بينما الجيش السوري العربي مازال منهكاً مستنزفاً من جراء معركته مع الدواعش.
اليوم يحتل أردوغان أراضي في شمال سوريا، ليقدم مبرراً لاحتلال إسرائيل للجولان، تحت زعم تأمين أعماق الأمن القومي.
بينما تنطلق المنظمات الحقوقية الممولة قطرياً نحو مصر، وتلقى باتهاماتها زوراً وبهتاناً، بينما نفس هذه المنظمات تُمارس الصمت مع سبق الإصرار والترصد أمام جرائم تركيا، فلا نسمع صوتاً للاتحاد الأوروبي يدافع عن الحق في الحياة، يبدو أننا أمام قيمة حقوقية جديدة باسم «الحق في القتل»، و«حرية الاحتلال الآمن»، ربما حصلت تركيا على مكافأة بضمها لعضوية الاتحاد الأوروبى بعدما تقدم أوراق اعتمادها مكتوبة بدماء السوريين.
السلطان القاتل يقدم فصول مسرحيته الدامية على خشبة مسرح العمليات السوري، لا ينقصه إلا أن تتعالى أصوات تصفيق المتفرجين الجالسين على مقاعدهم الوثيرة في منظمات المجتمع الدولي، وكأنهم مازالوا يبحثون عن توصيف قانوني لجريمة أردوغان أو لنص قانوني يحدد العقوبة أو ربما عن ثغرة قانونية تحصل بها براءته، أو ربما ينتهي التحقيق لقيد الجريمة المعلنة ضد المجهول المعلوم.
 مصداقية وشرف الجميع الآن في أوروبا وأمريكا وفي الجامعة العربية على المحك.
الجميع الآن أمام اختبار حقيقى لإنسانيته، أو الاعتراف بأن يكون القتل إحدى أدوات الاتصال الدبلوماسي.
القاتل المخادع رجب طيب أردوغان لا يمارس حماية إستراتيجية لأمن بلاده القومى كما يدعي، ولا ينشئ منطقة آمنة، بل يمارس تطهيراً عرقياً لشعب عربي ويقيم منطقة لمقابرهم الجماعية، التي سيسجل التاريخ اسمه في سجل العار الإنساني على شواهد قبورهم.
وعلى شواهد القبور يقف إرهابيو ومجرمو تنظيم الإخوان، يقتلون القتلى ويسعون إلى جنائزهم، لتبرير جريمة سلطان القتل.
إخوان السلطان يعلون شعائر صلواته الحرام بعد إسباغ الوضوء بدماء السوريين.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة