إبراهيم عبد المجيد
إبراهيم عبد المجيد


مصر الجديدة :

فى انتظار الخنازير !!

إبراهيم عبدالمجيد

السبت، 19 أكتوبر 2019 - 07:37 م

سؤال أو أسئلة طال العهد بها ولا إجابة. أعنى بها الشوارع والمدن فى مصر. أليست من اختصاص المحافظات والمجالس أو الهيئات المحلية. كيف حقا تعجز دولة تبنى مدنا جديدة تتكلف مئات المليارات من الجنيهات عن نظافة الشوارع والمدن القديمة. هذا ليس موضوعا جديدا ولا يمكن أبدا أن يقتنع أى عاقل بعجز الدولة عن ذلك. منذ عشر سنوات تقريبا بدأت الدولة تضيف مبلغا من المال على فاتورة الكهرباء نظير حمل الزبالة من أمام البيوت لكن رغم أن ذلك يتم فى بعض المناطق فنسبة مايتم حمله لا تساوى شيئا أمام ما يبقى بسبب ازدحام العمارات بالسكان والمحلات ، ولم تتوقف الدولة عن الحصول على هذه النسبة بل زادت فيما يخص أصحاب العدادات الأكترونية ذات الكارت فمع كل شحن للعداد يتم اقتطاع النسبة المقررة للحى رغم أن الشحن يتم أكثر من مرة فى الشهر وهكذا فالنسبة تضاعفت ولم تعد شهرية. هذا كله لا يهمنى لكنى فى ذهول قديم يزداد مع مرورى فى الشوارع وبين المدن فلا أجد رصيفا إلا مشغولا بالمقاهى أو محطما ولا أجد شارعا إلا ممتلئا بالزبالة على الجانبين. قرأنا عشرات المرات أفكارا عن تدوير الزبالة وفائدتها بعد التخلص منها وقرأنا عن مشاريع مرتقبة ولا مشروع سمعنا أنه تحقق. لن أتحدث عن المخالفات فى المبانى فهذا صار حديثا قديما فالقاعدة الآن هى المخالفات ولو وجدت عمارة غير مخالفة يمكن أن تكتب عنها باعتبارها ظاهرة عجيبة والأحياء مازالت سادرة فى الأمر. علاقة المخالفات هى التى تهمنى بالقبح من ناحية وبالزبالة من ناحية أخرى لأن ازدحام العمارات المخالفة بالسكان يعنى زبالة أكثر أمامها أو قريبا منها فى أى مكان فى الشارع. زمان أيام الملكية المكروهة فى كتب التاريخ المزيفة كانت المبانى تساوى عرض الشارع مرة ونصف بمعنى أن الشارع الذى عرضه ستة أمتار يكون ارتفاع المبنى تسعة أمتار وكان السبب المعلن الذى ضاع فى التاريخ هو أن ذلك الالتزام بالارتفاع يحقق شيئين هامين جدا الأول صحى فتدخل الشمس والهواء البيوت والثانى اجتماعى فلا تتحول الشوارع الضيقة بالبنايات العالية إلى أوكار للمجرمين. الآن الشوراع الضيقة بها عمارات ترتفع لعشرة وخمسة عشر طابقا وتحولت فى معظم الأحياء للأسف إلى أوكار للمجرمين تُوزع فيها المخدرات علنا ويتم بها التحرش علنا وملأتها المقاهى والتكاتك التى يعرف الجميع كيف صارت مصدرا للجرائم. إن زيادة السكان لايمكن أن تكون عُذرا للقذارة فالأحياء والمسؤولون يستطيعون لو أرادوا أن يجدوا حلولا لكن لا أحد يهتم. لن أتحدث عن الجرائم التى تفاجئنا كل يوم فى مثل هذه الأحياء فذلك حديث مؤلم لكنها صارت القاعدة. من الأشياء المنحطة جدا أن تدخل سوقا فى حى شعبى فتجد زحام القذارة والمخلفات جوار البضائع التى تباع من خضروات وغيره ولا أحد يلزم الباعة بتنظيف أماكنهم ولا بمواعيد محددة للبيع والشراء بعدها يعود السوق إلى أرض فضاء كما يحدث فى كل الأسواق الشعبية فى العالم. أعود فأقول أن هذا ليس موضوعا جديدا لكنه أخذ اشكالا مرعبة الآن ويبدو أنه لا أحد يهتم وحتى بعد هذا المقال لن يهتم أحد لكنى من أثر الحزن على كل ملامح الجمال التى تضيع فى بلادنا أكتب. يوما حين ظهرت انفلونزا الخنازير تم ذبح كل الخنازير فى مصر وقيل بعدها أن هذا سيتسبب فى بقاء الزبالة وزيادتها ورغم أنى لم أصدق ذلك فالخنازير لم تكن تتمشى فى الأسواق لكن كان يطلقها أصحابها الزبالين على أماكن تجميعهم للزبالة. الان يكاد يبدو لى ذلك صحيحا وأنه لا حل لمشاكل المدن والأحياء إلا بعودة الخنازير. فهل دولة بحجم مصر تنتظر أن ينقذها الخنازير من كل هذا القبح ؟!

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة