مدير المؤسسة الروسية للطاقة النووية خلال الحوار
مدير المؤسسة الروسية للطاقة النووية خلال الحوار


حوار| مدير المؤسسة الروسية للطاقة النووية: اطمئنوا «محطة الضبعة» الأعلى أماناً في العالم

روحية جلال

الأحد، 20 أكتوبر 2019 - 12:04 ص

- مصر تمتلك كوادر قادرة على تشغيل وصيانة المشروع وتأهيل 2000 مصري للعمل بالمحطة
- المشروع يوفر كهرباء نظيفة ورخيصة لمدة 60 عاما قادمة.. ويوفر 10 آلاف فـرصة عمــل


ما بين جنة الطموحات ونيران المخاطر ظل مشروع الضبعة النووي حلماً عالقًا لأكثر من 60 عاماً.. سعى المصريون كثيراً من أجل تحقيقه.. لكن طوفان العوائق سرعان ما كان يطرحه أرضًا في كل مرة.. إلى أن أعلنت الإرادة السياسية القوية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى منذ عامين عن البدء في تنفيذ برنامجها النووي السلمي لتوليد الكهرباء بإنشاء محطة «الضبعة» بمشاركة الجانب الروسي.. تفاصيل هامة حول مراحل الإنشاء والتقنيات وتوفير عنصر الأمان.. يكشفها لنا ألكسندر فورونكوف، مدير عام المؤسسة الروسية للطاقة النووية «روساتوم» بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا في حواره لـ «بوابة أخبار اليوم».. وإليكم نص الحوار..

 

مشروع «الضبعة» النووي حلم طال انتظاره.. بداية نود أن نشرح للمواطن المصري ما هي تفاصيل المحطة وما التكلفة الاستثمارية.. والقدرة الإجمالية التي سينتجها ؟


مشروع الضبعة النووي سيوفر الطاقة الآمنة لمصر، ويسمح بالحصول على الطاقة اللازمة لتحقيق النمو الاقتصادي المطلوب وتتكون المحطة من أربعة مفاعلات نووية من الجيل «الثالث « بقدرة إنتاجية 1200 ميجاوات للمفاعل الواحد وبإجمالي 4800 ميجاوات، وتصل تكلفة المشروع الاستثمارية إلى نحو 25 مليار دولار.

 

عنصر الأمان 


الأمان.. هو أكثر ما يهتم به المواطنون.. ماذا عن توافر عنصر الأمان ؟


أود أن أقول لكل المواطنين.. اطمئنوا لا خوف على الإطلاق.. المحطة من الجيل الثالث المطور، ولها مبنى احتواء مزدوج يستطيع تحمل اصطدام طائرة تزن ٤٠٠ طن محملة بالوقود، وتطير بسرعة ١٥٠ مترا/الثانية، وتتحمل عجلة زلزالية حتى ٠.٣ عجلة زلزالية وتتحمل تسونامى حتى ١٤ مترا.


كم تبلغ نسبة المشاركة المحلية من المصريين في تنفيذ المشروع ؟


نحن نحرص على توطين وجذب أكبر قدرات محلية مصرية وستصل النسبة حوالي 20% كحد أدنى للمشاركة المحلية للوحدة النووية الأولى وصولاً إلى نسبة 35% للوحدة النووية الرابعة.

 

كم فرصة عمل ممكن يوفرها المشروع ؟


قرابة 10 آلاف فرصة عمل وفى الغالب سيكون جميعهم مصريين.

 

من وجهة نظركم.. هل ترى أن الكوادر المصرية قادرة على تشغيل مشروعات نووية ؟


مصر بها كوادر بشرية في هذا المجال على أعلى مستوى ولا يمكن الاستهانة بها.

 

ماذا عن خطة « روساتوم» لتدريب العمالة المصرية في هذا المجال ؟


هناك أنواع مختلفة من التدريبات، وبالفعل بدأنا تدريب عدد كبير من العاملين في روسيا، وفى بداية العام القادم سنقوم بتدريب عدد آخر يعمل في منظومة تشغيل المحطة وفى 2024 سنقوم بتدريب الكوادر المسئولة عن أعمال صيانة المحطة.


ووفقاً للعقود بين روسيا ومصر، فإن «روساتوم» تخطط لتدريب 2000 شخص، وذلك وصولًا لإعداد وتجهيز جميع الأفراد اللازمين للتشغيل الناجح والآمن للأربع وحدات بالمحطة.

 

الطاقة النووية 


هل توفر روسيا منحا دراسية للطلاب المصريين الراغبين في دراسة مجال الطاقة النووية بصفة عامة؟


بالطبع توفر الحكومة الروسية برنامج منح دراسية للطلاب المصريين الراغبين في إتقان التخصصات النووية والهندسية في الجامعات الروسية.

 

لماذا تم إنشاء مدرسة «الضبعة» النووية في مصر؟ وكيف يمكن استغلالها لتدريب الكوادر البشرية ؟

 

الغرض الأساسي لمدرسة التقنيات النووية في الضبعة، والتي بدأت عملها بالفعل إنشاء وتدريب أفراد مؤهلين للقيام بمزيد من العمل في محطات الطاقة النووية، وتقع في محافظة مطروح في المنطقة المجاورة مباشرة لموقع بناء المحطة، وهى مدرجة في مجال مسئولية وزارة التعليم، وتلعب المدرسة دوراً مهماً في تدريب المهنيين الشباب من المستوى المتوسط للعمل في أول محطة طاقة نووية في مصر.

 

كيف يُدار المفاعل النووي؟.. وكيف يأتي الوقود النووي ؟


الوقود النووي يشمل عدة مراحل أولها أننا نستخرج اليورانيوم ثم نقوم بتخصيب اليورانيوم ثم إنتاج الوقود وتحويله لتركيبات خاصة داخل مفاعل ثم ترتفع الحرارة ثم تستخدم 4 مفاعلات نووية لتوليد الكهرباء.

تنفيذ المشروع
 
متى نرى المشروع بشكل فعلى على أرض الواقع ؟


نحن نعمل على تنفيذ المشروع وفق الجدول المُقر من هيئة المحطات النووية المصرية وشركة روساتوم، وقد حصلنا بالفعل على التراخيص المطلوبة من الجهات الرقابية المصرية في ابريل الماضي، وحالياً ننتهي من الترتيبات لبداية العمل في الموقع.

 

العالم يشهد تغيرا مناخيا غير مسبوق.. ما العلاقة بين الطاقة النووية والحفاظ على البيئة ؟


إنشاء محطة الضبعة للطاقة النووية في مصر يعتبر خطوة مهمة للحفاظ على البيئة المصرية والعالمية وتقليل الانبعاثات الكربونية الضارة وهو ما يحقق الهدف البيئي المنشود لرؤية مصر حيث إن حرارة سطح الأرض ارتفعت بمقدار 1.1 درجة مئوية منذ القرن التاسع عشر وهو ما أدى إلى زيادة حرائق الغابات وذوبان صفائح القطب الشمالي المتجمد كما أن كوكبنا يختنق من انبعاثات الكربون الضارة ولا يسعنا الانتظار لأننا سنفقد المزيد وقد يصبح الضرر غير قابل للإصلاح.. لذلك يجب أن نلتفت إلى أزمة الانبعاث الحراري العالمي وأن ندرك حجم خطورة زيادة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون المتولدة من مصادر الطاقة الكربونية على كوكبنا.

 

المنتج النووي 


هل يمكن أن تتحول مصر لمركز استراتيجى للطاقة النووية في الشرق الأوسط؟


هناك عاملان مهمان لا بد أن يتوافرا في كل منتج، خاصة المنتج النووي، وهما الجانب الاقتصادي القابل للمنافسة، وتحقيق أعلى نسبة للسلامة والأمن، إلى جانب أن كل محطة لها معايير تختلف عن الأخرى، فالتعاون الإستراتيجى بين روسيا ومصر في استخدام الطاقة النووية له معايير تختلف عن البلاد الأخرى، ومع دخول الشركات المصرية في المجال النووي، ستستطيع المنافسة على إحراز تقدم في هذا المجال وتوفير متطلبات صناعة الطاقة النووية في أنحاء كثيرة بالعالم.

 

ما هي قائمة المصانع والشركات التي تم اختيارها للعمل في محطة الضبعة؟


نحن لا نختار قوائم وإنما هي مناقصات، ومن خلال المناقصات تظهر الشركات المصرية التي تتوافر فيها الشروط، فهناك لجنة للتقييم ومن خلالها يمكن للشركة أن تدخل المناقصة.

 

تحتل « روساتوم» مركزاً متميزاً بالسوق النووية العالمية.. فماذا عن تحركاتها هذه الفترة ؟


روساتوم هي أكبر منتج للكهرباء في روسيا، حيث توفر أكثر من 18 % من احتياجات الطاقة في البلاد، كما أنها تحتل المرتبة الأولى في العالم أيضا من حيث مجموعة المشروعات الأجنبية، وتوجد 36 وحدة طاقة في 12 دولة في مراحل مختلفة من التنفيذ، وتحتل المركز الأول في العالم من حيث تخصيب اليورانيوم، والثانية في العالم من حيث احتياطيات اليورانيوم والمرتبة الرابعة من حيث إنتاجه، وتوفر أيضًا 17 %من سوق الوقود النووي، وتتضمن الشركة الحكومية حوالي 400 شركة ومنظمة، بما في ذلك أسطول كاسحات الجليد النووي الوحيد في العالم، ويعمل في روساتوم حوالي 250 ألف شخص.

 

ما العوائد الاستثمارية التي ستكتسبها مصر من مشروع «الضبعة» ؟


«الضبعة» ستوفر كهرباء نظيفة ورخيصة لمصر لمدة 60 عاما والمفاعلات النووية تعتبر خططاً للبنية التحتية تحفز التنمية في مختلف الصناعات، ووفقاً لتقديراتنا، في المتوسط، فإن كل دولار يتم استثماره في بناء محطة طاقة نووية باستخدام التقنيات الروسية سيحقق 2 دولار من إيرادات الشركات المحلية، ودولاراً ونصف الدولار من إيرادات الضرائب، و4 دولارات من إجمالي الناتج المحلى القومي، وستحصل القاهرة على مزايا تنافسية كبيرة مقارنة ببلدان أخرى في المنطقة.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة