محمد سعد
محمد سعد


أمنية

ليتهم هدموا الكعبة!

محمد سعد

الأحد، 20 أكتوبر 2019 - 07:26 م

يقال إن الإمام صعد إلى المنبر وحمد الله وأثنى عليه ثم قال جملة واحدة فقط «أيها الناس عودوا إلى بيوتكم وعلموا أولادكم أن هدم الكعبة أهون عند الله من سفك دم مسلم» ثم قال إنى داع فأمنوا وعقب الدعاء أمر بإقامة الصلاة، هذه الرواية منسوبة لإمام مسجد فى مدينة تلا بالمنوفية التى شهدت منذ أيام واقعة حزينة سطر بطولتها شاب لم يتجاوز السابعة عشرة ربيعا، تمسك بالمبادئ والقيم، محاولا الحفاظ على كرامة فتاة، تحرش بها شاب جامعى فكانت عقوبة معاتبته له هى القتل بدم بارد ليخلف وراءه أماً وأباً لم تجف دموعهما، مطالبين بالقصاص من القاتل، حتى يهدأ فى رقدته، وتطمئن قلوبهما بأن الله لم يضيع نجلهما.
صرخات مدوية شهدها مستشفى تلا، الذى شهد اللحظات الأخيرة للشاب محمود محمد البنا، 17 سنة، الطالب بمدرسة السادات الثانوية، بعد تعدى أربعة أشخاص عليه يتزعمهم المتهم الرئيسى محمد أشرف راجح الطالب بجامعة السادات، وبدم بارد استل راجح سلاحه «مطواة» وعاونه الثلاثة الآخرون بعد أن تربصوا بالضحية، ليتابعوه بالشارع المجاور للمنزل، ويقوم أحدهم بإمساكه ووضع مادة حارقة على وجهه ليباشر القاتل جريمته، ويوجه طعنات نافذة ويفروا هاربين.
السبب وراء الجريمة تدوينة كتبها الضحية بعد أن شاهد راجح يقوم بالتحرش بإحدى الفتيات، وبقلب نقى، لا يعرف الغدر، عاتب المتهم على فعلته، وكتب تدوينة «إللى يضرب حرمة يبقى زيها»، وهو الذى أشعل غضب القاتل ليرسل له عددا من رسائل التهديد ويتوعده، إلى أن جاءت ساعة الغدر.
جريمة راجح لم تكن الأولى ولن تكون الأخيرة وسط جيل الشباب، فخلال شهر أكتوبر فقط وقعت عدة حوادث قتل عمد، تشترك جميعها فى أن الجناة والمجنى عليهم تحت سن العشرين أو قد تزيد بقليل، بالإضافة إلى أن جميعها حدثت باستخدام الأسلحة البيضاء.
ففى ميدان فيكتوريا بشبرا مصر قُتل الشاب أحمد سليمان الشهير بأحمد سوده، 18 عاما، إثر مشادة كلامية مع المدعو أشرف المحمدى، 22 عاما، والسبب أن «سودة» كان يتسوق مع صديق له، ونظر إلى قاتله الذى لم ترق له نظرات الضحية فتعدى علية بألفاظ خارجة وسحب سكيناً وقام بطعن المجنى عليه فى بطنه ليسقط غارقا فى دمائه.
وفى بورسعيد لقى طالب 17 سنة، حتفه، بسبب وقوع مشاجرة بين شقيق المتوفى، 13 عاما، وطالب آخر 18 عاما، فقام الاثنان بالاتصال بذويهما، فحضر المجنى عليه، وبحوزته خنجر، ووصل شقيق الثانى لمناصرته والبالغ 19 سنة، والذى سبق اتهامه فى 3 قضايا متنوعة، وقام الجانى بخطف الخنجر من المجنى عليه، وطعنه بجرح نافذ بالصدر أودى بحياته.
مسك الختام
عن ابن عباس قال، لما نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الكعبة، قال مرحبًا بك من بيت ما أعظمك وأعظم حرمتك وللمؤمن أعظم عند الله حرمة منك.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة