ملكة جمال «الأقزام».. «نجوان» من رشقها بالحجارة لمصممة أزياء 
ملكة جمال «الأقزام».. «نجوان» من رشقها بالحجارة لمصممة أزياء 


حكايات| ملكة جمال «الأقزام».. «نجوان» من رشقها بالحجارة لمصممة أزياء 

إسلام دياب

الإثنين، 21 أكتوبر 2019 - 05:44 م

كلما ذهبت إلى محل للملابس لا تجد ما يناسبها، فتنقل معاناتها إلى صديقاتها من قصار القامة، لتصطدم بأن المشكلة عامة لديهم، لكنها لم تستسلم وبدأت مشوار الألف ميل لإسعاد نفسها والآخرين.

 

بعد تخرجها في كلية الاقتصاد المنزلي بجامعة حلوان (قسم ملابس)، قررت نجوان علي خفاجي ابنة محافظة القليوبية قبول التحدي من أجل تغيير نظرة المجتمع المصري عن قصار القامة.

ومع هذا الإصرار، نجحت «نجوان» في انتزاع لقب أول مصممة أزياء لها ولقصار القامة ومنه إلى لقب ملكة جمال الأقزام بشرم الشيخ، قبل أن يتم تعيينها منذ أيام قليلة بشركة بترول حكومية.

 

اقرأ للمحرر أيضًا| منجد بذراع واحدة.. «لطفي» الذي صفّق بيده اليسرى فقط

 

«لاختلافي عن الآخرين كان كثيرون ينظرون لي نظرة غريبة كوني قصيرة القامة، لدرجة أن الأطفال كانوا يقذفونا بالحجارة فور رؤيتنا، فقررت أن اختلف بحق عن غيري وأن أصنع مستقبلي وأتحدى كل الظروف التي تعيقني».. كلمات تحاصرها الدموع بدأت نجوان خفاجي حديثها عن مشوار طويل وتحدي واضح بدأته منذ فترة.

 

وبلغة أكثر تأثيراً، واصلت نجوان حديثها: «كنت في البداية منعزلة عن الناس مثلي مثل قطاع كبير من قصار القامة، ومنذ الثانوية العامة بدأت التعامل مع الناس ولكن بكل حدة ولم أسمح لأحد بالمزاح معي رغم كوني اجتماعية حتى لا أصبح سخرية لهم».

 

 

«كنت جادة جدا مع نفسي ومن هنا بدأت بناء شخصيتي وتفوقت وخرجت إلى القاهرة رغم التنمر الذي واجهته على عكس الإعاقات الأخرى، لأن الثقافة المجتمعية تتعامل معها بالشفقة والرحمة على عكس قصار القامة».

 

أقرأ للمحرر أيضًا| أزياء بلغة الإشارة.. «إسراء» أول مدربة بالمجال للصم والبكم 

 

«حصلت على تقدير جيد جدا في الكلية لأثبت نفسي في المجتمع بالعلم وليس بأي شيء آخر وتخرجت في الكلية وتقدمت للعمل في شركات كثيرة ولكن بمجرد رؤيتي كان الرفض مصيري، ورغم ذلك لم أيأس إلى أن عملت على تصميم الأزياء من الباترون حتى التنفيذ إلى أن وصلت إلى درجة رئيسة قسم في شركة صناعة الملابس الجاهزة، ومع نجاحي تزايدت حدة التنمر لدرجة استكثار النجاح على واحدة مثلى لتفوقي على الأصحاء وحفظت القرآن الكريم وتخرجت من معهد العلوم الشرعية».

 

«فكرتي لتصميم الأزياء بدأت من اختياري كلية الاقتصاد المنزلي لأن قصار القامة يعانون من عدم وجود ملابس وإكسسوارات خاصة بهم بما يجعلهم يشترون الملابس وإعادة تفصيلها من جديد لتلائم أجسامهم وأعمارهم وبدأت المشكلة من عندي في اختيار الملابس المناسبة فلكل جسم سمات معينة، ولأشبع رغبتي في اختيار المناسب لي لعدم وجود ترزي أو مصمم أزياء قادر على استيعاب الفكرة بتصميم ملابس خاصة بنا، ما يجعل قصار القامة يخافون من الخروج إلى الشارع، فعدد قصار القامة في مصر مليون ونصف شخص ولكن نادرا ما ترى أحد منهم في الشارع».

 

أقرأ للمحرر أيضًا| «أوسة» والأسود.. ترويض الحيوانات المفترسة «بيمشي بالحب»

 

كانت أول جائزة تحصل عليها «نجوان» من المركز الوطني للشباب بعنوان «إنسان فوق العادة» بعد عرض قصتها ونجاحها في التنفيذ، فحصلت على المركز الأول من بين 250 شخصا ودورات في أحكام الحفظ والتجويد للقرآن الكريم والتحكيم الدولي وفي التنمية البشرية وتكريمها كأفضل قزمة من بين 7 أقزام من وزارة الثقافة وملكة جمال العرب للأقزام في مهرجان «قادرون باختلاف» شرم الشيخ من بين 16 من الأقزام.

 

لم تكتف نجوان بما سبق بل تقدمت للحصول على درجة الماجستير ولكن نظرا لصعوبة الحالة المادية لدى أسرتها «خاصة وأنا لدي 5 أخوة يدرسون في الكليات، فقررت تأجيل حلمي حتى تحين الفرصة لدى لتنفيذ حلمي».

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة