الثلاثاء، 22 أكتوبر 2019 - 10:22 ص

«قش الأرز».. أزمة سنوية تستعد لها وزارتي الزراعة والبيئة المصرية قبل شهور من موسم حصاد الأرز في شهر أكتوبر من كل عام، وبعد معاناة لسنوات من السحابة السوداء استطاعت الوزارتين أن تجدا سبلًا لتفادي حرق قش الأرز، وإعادة تدويره واستخدامه ما بين أخشاب مضغوطة، وسماد طبيعية، أو يتم فرمه وكبسه وتخزينه.

«التاتامي»... حصيرة يابانية من قش الأرز

ولكن لدولة اليابان حسابات أخرى، فلم نجدها تعاني من السحابة السوداء في أي وقت، لأن التراث الياباني يعتمد على استغلال كل الخامات الطبيعية، في شتى مجالات الحياة.

في البداية قام اليابانيون بخلط قش الأرز بمواد أخرى طبيعية، وصنعوا منه "حصيرة"، يطلق عليها "التاتامي"،  يستخدم لفرش أرضيات البيوت اليابانية، ويتميز "التاتامي" بأنه باردًا مثل الأرضيات الخشبية أو الحجرية، بالإضافة إلى أن يمكن استبداله بسهولة.

ولأن التاتامي موجود في أغلب المنازل اليابانية، أصبح لون "قش الأرز" المصنوع منه التاتامي، متعلق بذهن كل الأجيال، إلى أن جعل الجيل الجديد يفكر في طريقة مبتكرة أخرى لتدوير قش الأرز .

«تماثيل قش الأرز».. ابتكار ياباني للحفاظ على البيئة 

وفي عام 2008 بدأت اليابان بالاحتفال بموسم جني الأرز، في مهرجان " آرا " واستغلال مخلفات زراعة الأرز في مجالات كثيرة، وذلك المهرجان يقام في مدينة "نيجاتا " اليابانية كل عام، لكثافة وجود حقول الأرز هناك.

 ويتجمع في هذا اليوم المتخصصون في أعمال النحت والفن اليدوي للتفكير في كيفية استخدام«قش الأرز».

«تماثيل قش الأرز».. مشاريع تخرج طلاب الفنون النحتية

ويبدأ المهرجان بتوافد طلاب الجامعات اليابانية، الذين ظلوا طوال العام يستعدون لهذا المهرجان، وذلك بإعداد تصاميم هندسية لمجسمات الحيوانات التي سيبدع في إنشاءها كل فريق تحت إشراف أساتذة من كليات الفنون متخصصين في النحت.

ومن اللحظة الأولى تبدأ أيادي الطلاب في تنفيذ تلك المجسمات وقبل نهاية المهرجان يكون كل فريق قدم مجسم مختلف لحيوان من حيوانات الغابة.

لم تكن تلك التجربة مجرد مشروع تخرج لطلبة قسم النحت بكليات الفنون فقط، ولكنها كانت بادرة لحثهم للمحافظة على البيئة، من أضرار حرق قش الأرز أو أي طريقة للتخلص منه.

وفي نهاية المهرجان ينتج عنه متحف كبير مفتوح بمدينة زراعية لا تعمل إلا في مجال الزراعة، ولكن بعد هذا المهرجان تحولت إلى مدينة سياحية أيضا .