عمرو الديب
عمرو الديب


صدى الصوت

أعلامنا الخفاقة

عمرو الديب

الأربعاء، 23 أكتوبر 2019 - 08:40 م

 

مفتون أنا ولع بهذا الفن وكتبه، رهين الدفتين إذا ما انطبقتا على صفحات تبحر فى محيط هذا الصنف من التأليف، الذى برع فيه العرب بصورة لا تضاهيها أيه أمة أخرى فقد أولع أسلافنا بالسير فى هذا الوادى، وأكثروا فيه التأليف، حيث عشق العرب فن التراجم، وبلغوا فيه شأنا مرموقا، وجاء ارتباط العرب بهذا الفن المثير الرائع كثمرة من ثمرات احترامهم للنص النبوى الشريف، فعلى ضفاف علم الحديث نشأ ما يعرف بعلم الرجال، وبدأت بذور فنون التراجم والسير، ومن رحم كتب الطبقات وموسوعات علم الرجال تدفق أعظم تيار عرفته البشرية للتأليف «التراجمى» الذى يعنى بسير الأعلام، ويتوفر على التعريف بالمشاهير والأفذاذ فى كافة البقاع والأنحاء، وفى مختلف المهن والمجالات والتخصصات، وعبر شتى العصور والحقب والدهور، حيث توفر المؤرخون العرب على تصنيف الموسوعات المهتمة بسير الأفذاذ سواء فى عصر ما، أو فى مجال بعينه عبر عصور متعددة، أو فى إقليم محدد على مدى الحقب والقرون، فعرف تراثنا الثرى كتبا موسوعية مذهلة فى اتساعها كالوافى بالوفيات للصفدى الذى استنقذه المستشرقون الألمان من فم الزمان، وأخرجوه من ظلمات النسيان فى 30 مجلدا ضمت نحو 14 ألف ترجمة للأعلام والأفذاذ على مدى القرون المتعاقبة، كما عرفت المكتبة العربية مؤلفا هائلا للإمام الذهبى حمل عنوان «أعلام النبلاء» صدرت أحدث طبعاته فى ثلاثين مجلدا، وشهد تراثنا العظيم أعمالا ككتاب الإمام ابن حجر العسقلانى: «الدرر الكامنة فى أعيان المائة الثامنة»، وكما هو واضح من عنوانه، تخصص فى الترجمة لأفذاذ القرن الثامن الهجرى من شتى التخصصات والبلدان، أما رائعة الخطيب البغدادى «تاريخ بغداد» الذى سار على منواله كثيرون، فيترجم لكل النابهين ومن لهم شأن، من الذين اتصلوا بمدينة بغداد سواء كانوا من ساكنيها، أو الواردين عليها، ومثله فعل المؤرخ الشهير «ابن عساكر» فى تاريخه الحافل الضخم «تاريخ دمشق»، وقد تفنن العرب أيضا فى ميدان التراجم التى تعنى بأعلام فن من الفنون، مثلما فعل «ابن أبى أصيبعة فى تحفته «طبقات الأطباء، والحديث يطول عن هذا الفن الذى برع فيه العرب أصحاب الثقافة المفترى عليها !

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة