جـلال عـارف
جـلال عـارف


فى الصميم

قبل أن ننسى..!!

جلال عارف

الخميس، 24 أكتوبر 2019 - 07:15 م

فى تفسير الفشل المريع فى مواجهة الموقف من الأمطار التى أغرقت القاهرة، قالت الحكومة إن المدن المصرية ليس فيها نظام صرف خاص بالامطار، وأن الجدوى الاقتصادية لإقامة مثل هذا النظام الآن محل شك، لأنها تحتاج لأموال طائلة غير متوافرة، ولأن الأمطار الكثيفة حدث استثنائى فى مناخ جاف معظم أيام السنة!!
هذا أمر قد يكون محل اعتبار عند تقييم الموقف، لكنه لايجعلنا نقف عاجزين عن منع الكارثة من أن تحدث وتتكرر دون أن نتعلم شيئاً«!!» ولايجعلنا نتغاضى عن الإهمال والفساد اللذين يضربان فى عصب «المحليات» منذ سنوات دون مواجهة حقيقية، ودون أن نعترف بأن هذا أصل البلاء قبل نقص الامكانيات!!
الحديث عن انسداد البالوعات جزء من صورة كاملة للإهمال والتراجع المتواصل فى أداء المحليات. الادارات المتعاقبة التى عجزت عن مواجهة مشكلة القمامة سوف توصلنا حتماً إلى مأساة غرق العاصمة فى شبر ميه!!
ومع ضعف الإمكانيات كان الفساد يطيح بكل شىء جميل فى العاصمة ويحمّل مرافقها بما تنوء به.  مدينة نصر ومصر الجديدة حيث تركزت المأساة كانتا مثالا للانضباط المعمارى والكفاءة فى الخدمات. ثم جاء الفساد ليضرب كل شىء. المبانى التى كانت -بحكم القانون- لاترتفع أكثر من أربعة أدوار أو خمسة تم تحميلها بالمزيد من الأدوار المخالفة. الفيلات التى كانت تملأ المنطقة تم هدمها لتتحول إلى أبراج سكنية.. الأدوار الأرضية والجراجات تحولت إلى مطاعم وكافيهات. والنتيجة عجز فى كل المرافق، ونجاح للفساد فى أن يفرض على الدولة أن تقوم بتغيير كل شبكات المياه والصرف الصحى والكهرباء.. أو أن تنفجر المشاكل فى وجه الجميع.
للمرة الألف نقول ويقول غيرنا: نحتاج لثورة فى المحليات، نحتاج لايقاف البناء داخل القاهرة. نحتاج للحفاظ على المساحات الخضراء وعدم تحويلها لأبراج أسمنتية.. ونحتاج للرقابة الصارمة لمنع مخالفات البناء ولتطبيق القانون بكل صرامة.. وبدون استثناء.
هل نفعل شيئاً، أم نتناسى الأمر - كالعادة - حين تجف مياه الأمطار التى أغرقتنا؟!

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة