عبلة الروينى
عبلة الروينى


نهار

سؤال الإبداع..؟

عبلة الرويني

الخميس، 24 أكتوبر 2019 - 07:21 م

ماذا لو أعدنا تقديم الحكاية مرة أخرى، بطريقة مختلفة ورؤى مختلفة؟.. هل نكون أمام نفس الحكاية السابقة، ونفس الإبداع الأول؟.. أم نكون أمام إبداع جديد ومغاير ومختلف؟... سؤال الاقتباس، والمعالجات الدرامية، وإعادة القراءة، والكتابة على الكتابة، والإبداع على الإبداع.. سؤال نواجهه دائما مع كل عمل فنى جديد، مأخوذ عن عمل فنى آخر، أو مأخوذ عن حكاية سابقة (عن رواية، أو فيلم سينمائى، أو حكاية تاريخية).. سؤال يتكرر أيضا داخل كل مهرجان مسرحى، يقدم جوائز للتأليف والنص المسرحى.. هل يمكن منح جائزة (تأليف) لنص هو معالجة درامية لنص آخر؟!..
وبالتأكيد (نحن لا ننزل النهر مرتين) والإبداع دائما وعلى اختلاف زمنه، لم يكن مجرد سرد حكاية، أو إعادة سردها... لكن هو كيفية سردها وتفسيرها وتأويلها، وإعادة قراءتها بصورة مغايرة تماما... حكاية واحدة يسردها ١٠ أشخاص مختلفون، لكل ثقافته ووعيه ورؤيته وأسلوبه.. لابد أن تنهتى بالضرورة إلى حكايات مختلفة تماما... معظم مسرحيات شكسبير هى إعادة كتابة لقصص تاريخية وحكايات سابقة.. معظم أعمال بريخت أيضا... سارتر حين أعاد كتابة (طرواديات) يوربيدس، كان يقدم رؤيته لحرب فرنسا فى الجزائر... وحين أعاد سعد الله ونوس كتابة (القصة المزدوجة للدكتور بالمى) للكاتب الإسبانى بايرو باييخو، كان أيضا يقدم رؤيته للصراع العربى الإسرائيلى...
القراءات المتعددة المختلفة باختلاف زمنها ومكانها وثقافتها، هى بالضرورة إبداعات جديدة، وقيمة حقيقية لا قيمة هامشية...

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة