يوسف القعيد
يوسف القعيد


يحدث فى مصر الآن..

سد إثيوبيا: للصبر حدود

يوسف القعيد

الخميس، 24 أكتوبر 2019 - 07:26 م

 على مشارف قمة سوتشى الروسية الأفريقية، التى ترأسها الرئيسان: السيسى، وبوتين، فوجئنا بأبى أحمد، يذهب إلى البرلمان: أعلن من هنا لا يوجد قوة يمكنها منعنا من بناء سد النهضة. وفى حالة استخدام القوة من جانب مصر فيمكننا حشد الملايين. وإذا تسلل البعض لإطلاق صاروخ. فيمكن لآخرين من أن يطلقوا قنابل.
يمكننا حشد مليون شخص حال الحرب مع مصر. وذلك فى جلسة علنية للبرلمان الإثيوبى. حضرتها أجهزة إعلام أجنبية وغربية. ونقلت للعالم ما قيل فى الجلسة التى كان من المفترض لدواعٍ كثيرة أن تكون جلسة سرية. لأنها تتحدث عن علاقات مع جيران. وصلوا لحافة الحرب. فى حين أن من سيضارون من السد لا يتحدثون سوى عن احتمالات السلام.
الغريب أن أبى أحمد، قال هذا فى أول ظهور علنى وإعلامى له بعد حصوله على جائزة نوبل للسلام. حقائق الواقع تقول إنه اكتمل بناء 70% من السد. وتعلل إثيوبيا بناء السد لأنه يوفر الحياة لـ 100 مليون إثيوبى. إلا أن مصر التى يبلغ سكانها 106 ملايين مصرى يمكن أن يتأثروا كثيراً جداً بقواعد ملء الخزان ومدده والطريقة التى يمكن أن يملأ بها.
وهذا السد يعتبر أكبر سد فى إفريقيا. تكلف إنشاؤه أكثر من خمسة مليارات دولار. وشكلت إقامته قضايا سياسية بالغة الخطورة بين دول الجوار وإثيوبيا فى أزمنة سابقة. وأكثر من مرة تفكر إثيوبيا فى إقامته. ثم تتراجع بسبب الاعتبارات التى يبديها الجيران الذين سيتأثرون من بناء هذا السد.
أبى أحمد محمد، هو أول من استخدم كلمة الحرب عند تناول قضية السد. وأين؟ أمام البرلمان الإثيوبى. فى حين أن مصر لم تتكلم لا رسمياً ولا شعبياً عن فكرة الحرب. وكل ما تكلمت عنه مصر على لسان قياداتها عبارة عن مفاوضات سلمية ثنائية. وقد تحضرها أطراف أخرى للوصول إلى حل يرضى الطرفين ويراعى مصالح الطرفين. لكن المفاجأة أن أبى أحمد، رغم مشاركته فى مفاوضات سابقة وموافقته على الدخول فى مفاوضات فوجئنا به فجأة وبدون أى مقدمات يتحدث عن الحرب. ليس كاحتمال، ولكن كواقع.
أثق فى أمور عند متابعة هذه القصة. ولدىَّ سؤال قبل الوصول لهذه الأمور: لماذا اختار أبى أحمد، هذا الكلام الجديد الذى لا مقدمات له فى البرلمان الإثيوبى؟ وقبل القمة الروسية الأفريقية. سؤال أطرحه وسأبحث عن إجابة له. لكن ما أثق فيه أن المصريين جميعاً يقفون صفاً واحداً حول قيادتهم التى تحاول حل المشكلة بالطرق السلمية.
لكن مصر قالت: إن مياهنا لا يمكن المساومة بشأنها ولا الكلام عنها. وإن حق مصر فى مياه النيل أمر ثابت ومؤكد. لا يقبل الجدل ولا يقبل المناقشة. ليست المرة الأولى التى تحاول إثيوبيا بناء السد. وفى كل مرة كانت الحكمة وعلاقات الجيرة تحكم موقفها. تقدم خطوة ثم تتراجع. لأن نهر النيل ليس ملكاً لها وحدها. ولكنه ملك لدول المجرى كلها. وإثيوبيا مسئولة عن وصول المياه سواء للسودان أو مصر. فمتى يهتدى الإثيوبى الحاصل على نوبل للسلام إلى حل يعتمد على السلام ولا يتناول مفردات الحرب؟.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة