هالة العيسوى
هالة العيسوى


من وراء النافذة

عذر أقبح من ذنب

هالة العيسوي

الخميس، 24 أكتوبر 2019 - 07:52 م

وانت تقرأ هذه السطور نكون فى الهزيع الأخير من فترة الاضطراب الجوى التى حذرت منها هيئة الأرصاد قبل وقوعها بأكثر من أسبوع.. ربما تبقت سويعات أو يوم وبعض اليوم نبتهل فيه إلى العزيز القدير أن تمر تلك الفترة المتبقية بسلام دون وقوع كوارث إضافية وأحزان ولا فقد لأعزاء أو خراب لثروات. موسم الأمطار له موعد معروف يبدأ فى مثل هذا الوقت من السنة ولا يأتى بغتة وله من الاستعدادات ما أصبح من بديهيات الإدارة المحلية فى كل بلدان العالم. ليس هناك إذن أى مبرر مقبول لغرق العاصمة فى "شبر ميه" مثلما حدث فى الأيام الماضية. ليست لدينا احصاءات بعد لحجم الخسائر البشرية والمادية التى منيت بها الدولة أو الأفراد لكن حتى الآن ودون إحصاءات رسمية راح 16 طفلا فى محافظات مصر المختلفة ضحية الصعق جراء وصول الماء إلى الأسلاك المكشوفة لأعمدة الإنارة يعنى بصراحة ودون فذلكة نتيجة الإهمال المرعب والفساد واللامبالاة. ثم تأتيك تصريحات المسئولين بأعذار أقبح من الذنوب التى ارتكبوها. محافظ القاهرة يقول استعددنا لكن لم نتمكن من الوصول إلى المناطق المنكوبة!! لماذا تأخرت إسعافات الحكومة؟ لماذا لم تتحرك وسائل الإنقاذ إلا بعد وقوع الكارثة فتفشل فى الوصول؟ وما هى أشكال استعدادات العاصمة وكيف استقدنا منها أم أنها أصيبت بالشلل هى الأخرى؟.
تغرق العاصمة فيخرج المتحدث باسم الحكومة ليفسر ما حدث بأننا لا نملك شبكة لتصريف مياه الأمطار!! ثم يبرر الكارثة بأن إنشاء شبكة صرف جديدة يتكلف من 200 إلى 300 مليار جنيه وأن هذا يفوق إمكاناتنا وأنه من غير المعقول أن ننفق هذا المبلغ على أمر لا نحتاجه سوى مرة فى السنة!!
فكر بائس لمسئول يبرر التقصير ويسوغه بدلا من الاعتذار عنه والعمل على عدم تكراره. ويكشف كيف تنظر الحكومة لمواطنيها وتتعامل معهم وعدم النظر لحجم الخسائر الناجمة فى هذا اليوم الواحد بالسنة.
السيد رئيس الحكومة المسئول الأول فى البلاد أمام رئيس الدولة وخاصة أثناء غيابه فى مؤتمر سوتشى لم نسمع منه سوى قرار تعطيل الدراسة لمدة يوم واحد فى القاهرة الكبرى، لماذا لم نشعر بوجوده معنا فى هذه المحنة؟
لو يتعلمون مسئولية الحكام لتدبروا قولة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب "لست خيرًا من أحدكم، ولكننى أثقلكم حملًا، والله لو تعثرت بغلة فى العراق لحاسبنى الله عنها، لمَ لم تصلح لها الطريق يا عمر".
سيحاسبكم الله على أرواح الأطفال التى أزهقت وعلى سوء إدارة الموارد وعلى إهمال مصالحنا وتعريض حياة المواطنين للخطر.
للعلم.. بدأت فى الإسكندرية العاصمة الثانية لمصر أول نوات الشتاء، وجاءت التحذيرات مبكرة جدا من هجوم إعصار قوى لم يسبقه مثيل قد يضرب المدينة نتيجة منخفض جوى يحدث قبالة سواحل جنوب قبرص شرق المتوسط فى مثل هذا الوقت من كل عام نتمنى أن يجد هذا التحذير المبكر يقظة مناسبة من مسئولى الإسكندرية، ومن مسئولى الحكومة. خبراء الأرصاد يحذرون من أن وقت الذروة قد يكون فى الخامسة فجر اليوم (الجمعة) سلم الله البلاد والعباد وخلصنا من شر "المبرراتية" وأصحاب مبدأ ليس فى الإمكان أبدع مما كان.

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة