هواية وعشق واستثمار.. حكاية «صنايعي رخام» أصبح أغنى تاجر طوابع في مصر
هواية وعشق واستثمار.. حكاية «صنايعي رخام» أصبح أغنى تاجر طوابع في مصر


فيديو| بدأها بصناعة الرخام.. حكاية أغنى تاجر «طوابع» في مصر

محمد هشام- نشوة حميدة

السبت، 26 أكتوبر 2019 - 04:36 م

-«عم جمال»: ياسر جلال والراحلة زوزو ماضي أبرز زبائني من الفنانين.. وطوابع الملك فاروق الأكثر رواجًا
 

 «الخواجه جروبي» دفع والدي إلى دنيا الطوابع.. وهذه تفاصيل «الصفقة الكبرى»

 


فن وهواية مثلها مثل الرسم أو صيد الأسماك أو اقتناء تحف وتماثيل وأوراق قديمة تعود لمئات السنوات، غير أن "عم جمال" قرر السير على درب والده" الحاج مدبولي، في جمع الطوابع القديمة التي توثق أبرز الحقب والعلامات البارزة في تاريخ مصر، نصر أو نكسة، عيد قومي أو موسم حصاد، حفل زواج ملكي أو تاريخ ثورة، إلى أن وصل الأمر إلى توثيق تاريخ الإحتلال الإنجليزي في مصر، وكذلك تأميم قناة السويس، فضلا عن الاحتفالات بالأعراس الملكية وإعلان مصر الجمهورية.


ضربة البداية.. في عالم الطوابع

حكاية "الحاج مدبولي" مع أول طابع بريد أهدته الصدفة ليديه، قد يستغربها البعض، فكانت قبل أكثر من  70 عاما، عندما كان يعمل في "صنايعي رخام"، بيومية لا تزيد عن 3 جنيهات ونصف الجنيه، لكنه وجد" خواجة" في أيام الملكية، يبيع طوابع قديمة في ميدان باب اللوق، فتزاحم على شراءه حتى استغرب الجميع نظرا لهيئته البسيطة، إلى أن نجح في اقتناصه بعد أن دفع جنيها كاملا، وبالفعل توجه على الفور إلى "الخواجة جروبي"، الذي تملكه هوس" شراء الطوابع القديمة"، وباعه له بجنيه ونصف، وكسب نصف جنيه في الطابع الواحد، ومن وقتها بدأ في استثمار وقته وجهده في دنيا الطوابع، إلى أن توارثت العائلة هذه المهنة على مدار 3 أجيال حتى يومنا هذا.


جلسات المقاهي.. والاستقراطيين

جلسات مقهى المختلط قديما للحاج "مدبولي"- وفقا لحديث نجله جمال-، دفعته إلى جذب زبائن جدد، من الطبقة الارستقراطية أو رجال الأعمال، ومن هنا فتحت أبواب الرزق إليه، وانتشر اسمه بين نجوم تجار أو باعة الطوابع في مصر حتى الآن.


تطور المهنة

 "عم جمال مدبولي" كشف في حديثه لـ"بوابة أخبار اليوم"، تطور المهنة، قائلًا: يأتي لنا رجال أعمال وفنانين وصحفيين وأدباء كبار، يبيعون طوابع قديمة، وآخرون يشترون، متابعًا: " المهنة تكسب دهب ولكن للغاوي فقط".


التحف والنوادر

أما بخصوص التحف والنوادر والمقتنيات النادرة، فذكر أنه يعمل في تجارة الطوابع منذ 43 سنة، وبدأ مع والد "الحاج مدبولي" أقدم تاجر طوابع في مصر، وكانت بدايته قبل أكثر من 40 عاما، وتحديدا عندما كنت في سن الـ 19، متابعا: فكنا نلتقي بعشاق جمع الطوابع في مقهى المختلص بميدان العتبة، ونجمعها من البريد والباعة، ثم نستثمر أموالنا فيها حتى أسسنا محل خاص بنا، استطعنا من خلال تطوير المهنة، موضحا أنها مهنة مربحة لكن "صاحبة مزاج وليها مواسم" فيكثر عشقاها في الأوقات البعيدة عن المواسم، وتنشط نفسها بنفسها مع مرور الوقت، لافتا إلى أن انهيارها غير وارد أبدا.


تاريخ الطوابع.. ومناسباتها
وبخصوص تواريخ الطوابع، أكد تاجر الطوابع أن كل طابع يوثق ويسجل حقبة تاريخية أو مناسبة عاشتها مصر، كطابع زواج الملك فاروق والملكة فريدة، وكذلك طوابع 1865، وكذلك طوابع خاص بفترات حكم الملك فاروق والملك فؤاد والخديوي إسماعيل، لافتا إلى أن طوابع الملك فاروق هى الأكثر رواجا وشراء.

وأشار إلى أن الطوابع تمثل الوجه الاخر للحياة، فهى وثقت جميع ما عاشته مصر على مدار التاريخ، حيث رصدت فترات حكم، وكذلك مناسبات نصر أكتوبر، وجميع الرياضات التي مورست قديما، فضلا عن طوابع لفنانسن وموسيقيين ومثقفين قدامى.

وقال أيضا: إن افضل الطوابع العزيزة على قلبه هي طابع "زواج الملك فاروق وفريدة"، الذي اشتراه والده قديما بـ 5 مليم، أما "مجموعة الخديوي إسماعيل" فيصل سعرها الآن إلى 6 آلاف جنيه ، وتأتي بالطلب.

 


الجيل الجديد.. والمشاهير

وذكر "عم جمال" أن هناك أطفالا وشباب تهوى جمع الطوابع مثل تربية العصافير وممارسة الصيد، ومن الفنانين، ياسر جلال المهووس دائما بجمع الطوابع القديمة، وكذلك الفنانة الراحلة زوزو نبيل والفنان الراحل محمود عبدالعزيز، الذين كانوا زبائن دائمين لوالده، لافتا إلى أنه يعثر على مقتنياته بالصدفة من عائلات لا تحتاجها.


زبائن الأجانب
ونوه إلى أن تلك الهواية لن تقتصر على المصريين فقط، فلديه زبائن ألمان وفرنسيون، وكذلك من الدول العربية كالسعودية، لافتا إلى أن تاريخهم في المهنة رسخ شهرتهم في الداخل والخارج.

وتابع: لدينا أيضا صورا قديمة للملك فاروق والملكة فريدة والموناليزا والرئيس الراحل جمال عبدالناصر وكذلك الرئيس الراحل أنور السادات، وكذلك يعثر على عملات قديمة ك "الشلن الملكي" عن طريق الصدفة.


تطوير المهنة.. و"السوشيال ميديا"

أما بالنسبة لتطوير المهنة، فذكر "عم جمال" أن ابنه "تامر" طور المهنة وتسويقها عن طريق "السوشيال ميديا"، ونجح في اجتذاب عدد من عشاق الطوابع من خلال صفحتهم على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك".

وأوضح أنه يعرض جميع المقتنيات عبر "فيس بوك"، وأكثر من نصف الزبائن يأتون من خلال هذه الوسيلة، لافتا إلى أنه لن يتخلى عن" دنيا الطوابع"، التي يعشقها كأحفاده، وسيورثها لهم، متابعا: "أنا فاتح بيتي من 43 سنة، ومجوز عيالي من هنا، فأعشق الطوابع ليس مثل أولادي بل أحفادي، فهي عالم كبير مثير، يجذب ويراضي كل من يعشقه".


حكاية ياسر جلال

وعن قصة ياسر جلال معه، فذكر "عم جمال": "فوجئت في أحد المرات بقدوم ياسر جلال إلى المحل، فهو "هاوي تقيل" للطوابع، ومصري من الطراز الثقيل، واشترى مجموعات قديمة توثق كل تاريخ مصر".


أكبر صفقة.. وشعار المهنة

أخيرا، اختتم "عم جمال" حديثه معنا بالحكي عن "أكبر صفقة"، قائلا: "طلبني في أحد الأيام أحد رجال الأعمال لشراء طوابع، وبالفعل توجهت إلى الفيلا الخاصة به، وفوجئت بكنز كبير ونادر من الطوابع والأوراق والكتب القديمة، وقتها عشت أسعد لحظاتي لكني أخفيتها بنظرة تاجر أو بائع "غير مهووس" بها، ثم دخلت في مساومات على أسعارها وأبديت عدم رضائي الكامل عنها رغم إصراري ورفرفة قلبي عليها.


 

وأخيرا وعلى مضض تمت الصفقة، فاشتريتها بـ 3 آلاف جنيه، وبعتها بـ 4 آلاف جنيه، فوقتها هذا المبلغ يصل إلى نصف مليون جنيه، متابعا: "مهنتنا تعشق الأمانة والاحترام من أجل الاستمرار في هذه التجارة أو البيزنس، لكن البركة في الشباب والجيل القادم الذي سينعش المهنة، ليظل شعارها مجددا بين الأجيال القادمة".

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة