محمد بركات
محمد بركات


بدون تردد

التقلبات الجوية وحكمة المسئولين

محمد بركات

السبت، 26 أكتوبر 2019 - 07:27 م

فى أعقاب التقلبات الجوية الحادة والمتغيرات المناخية الشديدة، وما تحدثه من آثار بالغة السوء، سواء تلك التى تأتى فجأة وعلى غير توقع، أو تلك التى تحدث فى ظل الغفلة، أو الإهمال رغم العلم المسبق،...، تكون الدعوة واجبة للنظر والتدقيق فيما جرى وما كان، بحثا عن الأسباب وتقصيا للحقائق، وسعيا للوقوف على السلبيات وكوامن الضعف، التى أدت لاستفحال الآثار واتساع حجم التداعيات.
وعادة يكون الهدف من وراء النظر والتدقيق والتقصي، ليس مجرد حصر الخسائر وتقدير التكاليف اللازمة لاصلاح الضرر واستعدال ما اعوج أو انكسر،  واعادة الأمور إلى ما كانت عليه من قبل.
لكن الهدف يتعدى ذلك عند أهل الرشد إلى ما هو أجدي، وصولا إلى حكمة الوقوف على الاجراءات الواجب اتخاذها، للتعامل الايجابى تجاه مثل هذه الوقائع وتلك الأحداث، للحد من آثارها المؤسفة وتداعياتها السيئة، إذا ما تكررت،..، عملا بالحكمة المأثورة «المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين».
وفى هذا السياق، هناك عدة ملاحظات لافتة، طفت على السطح فى ظل ما تعرضنا له من اضطراب وارتباك شديدين، تحت وطأة موجة الأمطار القوية، التى ضربت البلاد خلال الأيام الماضية.
فى مقدمة هذه الملاحظات دون شك، ما تأكد من أن هذه الموجة لم تكن مفاجئة الحدوث بأى حال من الأحوال، خاصة أن هناك العديد من التحذيرات المسبقة من هيئة الأرصاد بتوقع قدومها.
ولكن للأسف لم تكن هذه التحذيرات كافية للاستعداد الجيد، من جانب المحليات والاحياء ومسئولى محافظة القاهرة لمواجهة هذه الموجة، وتخفيف حدة الخلل وشدة الاضطراب الذى أصاب حركة السير والتنقل فى العاصمة بالشلل التام، وخاصة فى الجزء الشرقى منها.
أما الأكثر إثارة للأسف، فهو ما صدر من تبريرات مثيرة للحنق والغضب، من جانب المسئولين الذين اكدوا ان الذى حدث يمكن ان يتكرر فى ظل غياب شبكة الأمطار عن شوارع العاصمة كلها،...، ثم لم يكتفوا بذلك، بل بشرونا بعدم امكانية علاج ذلك، نظرا لارتفاع تكاليف هذه الشبكة.. وهو ما لا نقدر عليه!!
وفى تقديري.. أن هذا عذر أقبح من ذنب،...، وإنى اتساءل بحق، ماذا فعلنا لهؤلاء المسئولين، حتى يسدوا أبواب الأمل فى وجوهنا؟!،...، وأحمد الله كثيرا أنهم لم يكونوا فى موقع من يملك اتخاذ القرار بإقامة قناة السويس الجديدة، وغيرها من المشروعات القومية العملاقة وإلا ما كانت قد قامت لقلة الامكانيات المادية .
« وللحديث  بقية »

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة