خالد رزق
خالد رزق


مشوار

جنرال شارع الصحافة

خالد رزق

السبت، 26 أكتوبر 2019 - 08:00 م

 

من بين كل الأساتذة الأجلاء الذين تلقفوننى فى بداية مشوارى الصحفى فشرفت بالتعلم على أياديهم تبقى للراحل الجميل الأستاذ فاروق الشاذلى أو الجنرال كما كان يطلق عليه أهل دارنا الصحفية «أخبار اليوم» كونه أحد أبرز المحررين العسكريين فى تاريخ الصحافة المصرية مكانة خاصة جداً عندى ليس فقط لأنى كنت من سعداء الحظ الذين تلقوا على يديه فنون التحرير العسكرى الصحفية وهى ولأسباب كثيرة جداً لا محل لذكرها هنا ذات طبيعة خاصة جداً وسط ألوان الكتابة الصحفية، وإنما لما تعلمته من الراحل الكبير على المستوى الإنسانى سيما فى صحيح العلاقة بين الزملاء والبشر كبارهم وصغارهم فى وسط يعج بالخلافات والأحقاد التى ربما إذا ما تفحصت الأمر لا تجد سبباً منطقياً وراءها.
وفى الذكرى الخامسة عشر لرحيله التى حلت هذا الشهر اتذكر كيف كانت علاقات الجنرال فاروق صاحب القلم العسكرى الذى يكتب بدقة ميزان للذهب مع القادة العسكريين، هى أقرب للعلاقة بين رفاق السلاح عنوانها الاحترام والتقدير المتبادل وهو إلى ذلك ورغم قوة ومتانة هذه العلاقات المؤثرة لم يسع يوماً للاستفادة منها فى غير ما يتصل بمهام عمله الصحفي، وربما كمن فى ذلك السر فى تمييز واختصاص القادة الكبار له بمواد صحفية عسكرية صنع منها انفرادات مهمة رسخت أسمه بين أهم المحررين العسكريين المصريين.
بعيدا عن إنجازه الصحفى المهم كان الأستاذ فاروق رحمه الله وبلا منازع هو عمدة مؤسسة أخبار اليوم، كان يجتمع على مائدة طعامه العامرة يومياً عشرات من الصحفيين ليس فقط لنيل جانب من كرمه وإنما لاستراق لحظات من الزمن يحادثونه فيها تسامراً أو طلباً لمشورة.
وعلى مقهى قبالة مبنى أخبار اليوم كنت ترى جنرالنا العزيز يومياً وهو يجلس وحوله عشرات العمال من أبناء دارنا الصحفية.. يستمع إلى مشكلاتهم ويتدخل مع قيادات المؤسسة لحلها فى دور تطوعى لم يسبقه إليه أحد.
رحم الله الأستاذ فاروق الشاذلى اسم لا يغيبه الزمن فى بلاط صاحبة الجلالة.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة