الكاتب الصحفي محمد البهنساوي - رئيس تحرير بوابة أخبار اليوم
الكاتب الصحفي محمد البهنساوي - رئيس تحرير بوابة أخبار اليوم


بعد القرار الإنجليزى والبشائر الروسية

محمد البهنساوي يكتب: السياحة بين شموخ العودة.. ومخاوف التنازلات

محمد البهنساوي

الأحد، 27 أكتوبر 2019 - 09:36 م

 

مطلوب مراجعة الفنادق .. تجديد أساطيل النقل ..وعودة الطيور المهاجرة وحملات الترويج

 

أخيرا.. تراجع الإنجليز عن غيهم.. وأصدروا القرار المستحق والمنتظر منذ شهور طويلة برفع حظر السفر غير المنطقى إلى شرم الشيخ.. لن نناقش ما تناولناه هنا عدة مرات عن لوغاريتمات القرار الإنجليزى وهل كان سياحيا وأمنيا أم سياسيا.. فالقرار صدر ولا جدوى من المناقشة.. ولن نذيع سرا أن القرار جاء بعد محاولات مضنية وعلى كافة المستويات بين القاهرة ولندن لسنوات.


ليس القرار الإنجليزى فقط هو ما أسعد القطاع السياحى الأسبوع الماضى.. إنما أيضا البشائر التى هلت من موسكو منبئة بقرب عودة الروس إلى المقاصد والمدن السياحية المصرية.. وهو أيضا القرار المنتظر والذى شهد مداولات طويلة وعلى كل المستويات.. وأعتقد انه كما كان القرار الإنجليزى بوقف الرحلات هو السبب فى المنع الروسى.. فإن قرار العودة الإنجليزى أيضا سيجر خلفه القرار الروسى الذى يتوقعه الكثيرون قريبا للغاية بالعودة.


هنا لا مجال للتعبير عن سعادة القطاع أو ما شابه.. لكن لابد من تحركات سريعة وعاجلة للوقوف على استعدادات شرم وغيرها لاستقبال الإنجليز والروس والذى وصفناه سابقا أنها مراجعة مهمة حتى لا تتحول العودة من نعمة إلى نقمة.. وهنا وجب طمأنة الجميع والإشادة بالقطاع السياحى الرسمى والخاص على حد سواء وأيضا القيادة السياسية والذين لم يجعلوا من وقف الرحلات الإنجليزية والروسية مندبة.

 

لكن تم تجاهلها تماما وترك الأمر بيد الدولتين تتخذان قرارهما وقتما شاءوا.. واتحهت السياحة من وقت المنع شرقا وغربا شمالا وجنوبا واستغلت تحركات القيادة السياسية وعودة مصر دوليا وإقليميا.. ونجحت فى أن تعوض غياب الإنجليز والروس وتحقق كما أشارت الإحصاءات الرسمية اعلى دخل فى تاريخها العام المالى المنقضى.. لتواجه السياحة المصرية العودة الروسية والإنجليزية وهى قوية شامخة رافعة الرأس لا مجال للتنازلات غير المنطقية من بعض ضعاف النفوس ليضروا عموم القطاع ويضيعوا المليارات على خزينة الدولة.


ومن هنا نبدأ حديث الاستعدادات.. فالتدفق السياحى الذى يشيد به العالم اجمع جعل بكل تأكيد منتجعاتنا جاهزة لاستقابل الروس والإنجليز حتى فى شرم الشيخ.. لكن لا ضير على الإطلاق من التأكد.. اعتقد أنه لابد من لجنة رفيعة من الوزارة وغرفة الفنادق إلى شرم فى أسرع وقت للوقوف على حالة جميع منتجعاتها والتأكد من استعداداتها.. وبحث سبل التحديث والتطوير لمن يحتاج.. ولابد من تحرك أيضا من الإتحاد والغرف السياحية للوقوف على متطلبات السياحة الإنجلزية والروسية وتوفيرها.


ولعل أسطول النقل السياحى المصرى يحتاج بشكل عام إلى وقفة ومراجعة سريعة.. وأصبحت ملحة وضرورية الان من صيانة وتحديث وتسهيلات لتحديثه وتوسعة نطاقه.. وهنا نعول على لجنة النقل السياحى بغرفة الشركات وبالتنسيق مع الاتحاد والوزارة للإسراع فى هذا الملف.. بجانب بحث ملف العمالة فى القطاع ىالسياحى والتى هجرت معظمها القطاع فى أزماته.. هناك تحرك بالفعل بدأ للارتقاء بمستوى العمالة الحالية من خلال برنامج تدريبى مكثف.. ولابد من مخاطبة الطيور المهاجرة للعودة إلى القطاع من جدد.


ورغم أن القرار الإنجليزى صدر فى وقت حساس وهو بداية الموسم الشتوى والاتفاق على الرحلات للسائحين بمختلف أنحاء العالم.. ورغم تلك السلبية الا أن هناك إيجابية كبيرة الا وهى إفساح الطريق أمام تجهيز القطاع.. وإعداد خطة تسويقية فى بريطانيا وموسكو.. وبدء إطار تسعيرى عادل ومنصف للمصريين والبعد عن حرق الأسعار الذى لسنا بحاجة اليه مطلقا.. كما ان التوقيت جاء مواكبا أولا لخروج توماس كوك وإفلاسها.. وثانيا لبورصة لندن ثانى أكبر ملتقى سياحى فى العالم.. وهى فرصة كبيرة لأعادة ترتيب الإتفاقيات والاستعداد الجيد للموسم الصيفي.


وهنا تبقى كلمة.. فالقرار الإنجليزى يعد فرصة ترويجية كبرى للسياحة المصرية.. وتأكيد قوى على عودتها القوية وتطورها ونموها.. ولابد ن أن تكون هيئة تنشيط السياحة جاهزة لتلك الخطوة واستغلالها والبناء عليها بحملة دعاية وعلاقات عامة قوية.
 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة