عبلة الروينى
عبلة الروينى


نهار

بلاغة الساحات..

عبلة الرويني

الإثنين، 28 أكتوبر 2019 - 07:57 م

وصف الشاعر اللبنانى عباس بيضون التظاهرات فى شوارع المدن اللبنانية «بالجمهور الذى تعرف على نفسه كشعب..بدأ الشعب يولد من جديد»...ويقصد خروج اللبنانيين ضد انقسامهم، متعالين على الطائفية والأحزاب..منشغلين بالمشترك المعيشى اليومى..مشترك هو هم الجميع، مصدره الحياة اليومية الصعبة التى لابد أن تقوم على التعايش... ولأن الشعب برأى بيضون(حديث الولادة، فهو يعبر عن نفسه بشيء من الفوضى والشعبوية..شعارات وأهداف مرتجلة وساخطة إلى درجة البراءة..ولغة صريحة وعلنية وبالطبع عامية، وليست فصيحة ولا بليغة..يتكلمون تماما كما يفهمون)...كلام بيضون يمسك بأقوى ما فى التظاهرات اللبنانية أو «الحراك الشعبى كما يحبون أن يسمونه»..عثور الشعب على نفسه، والتمسك بوحدته فى وجه الانقسامات الطائفية،التى هشمته طويلا وعذبته طويلا...ولعل أقوى ما فى الاحتجاجات والانتفاضات والتظاهرات عموما..اقوى ما فى الثورات دائما،هو تأكيدها مفهوم «الشعب»..استعادته من جديد، كسر أشكال تهميشه واستبعاده،وكل محاولات عزله ومحوه وتشويه هويته....قبل التظاهرات المصرية فى ٢٠١١ نسينا لسنوات طويلة كلمة«شعب».«لحتجاج». «ثورة».«وحدة» ومفردات كثيرة أخرى لعتبرت قديمة وبائدة، لا يتم لستخدامها،وسط حالة من تراجع القيم الجماعية..حالة من التشظى والفردية والتفكيك...حتى الثقافة، رأى بعض الأدباء فى فكرة الجمهور «بذاءة»..مقابل الحضور الأهم «للقارئ»..كان الجمهور، يعنى لديهم، محض حشود..محض غوغاء وقطيع.. بينما القارئ هو الفرد الفاعل والشريك المبدع!!

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة