كرم جبر
كرم جبر


إنها مصر

طريقة عمل خلطة الإرهاب !

كرم جبر

الإثنين، 28 أكتوبر 2019 - 08:05 م

تعبئة العقول بالتطرف، اقصر طريق لصناعة الإرهاب.
وتبدأ العملية بفرش الفضاء بالتطرف، فى المأكل والمشرب والصداقة والخطاب الدينى فى الزوايا والمساجد، وإطلاق اللحى وارتداء الجلباب والنعل، وإضفاء شعارات دينية زائفة على كل شىء.
ويأتى بعد ذلك من يستكمل المهمة، بالتقاط العناصر المستهدفة، الغاضبة والمليئة بالحقد، وتزويدها بمزيد من الكراهية ونبذ المجتمع، واستثمار الفقر والبطالة لإشعال روح التمرد، وهكذا يصبح «العنصر» جاهزاً ومفخخاً.
تعبئة العقول بالتطرف تهيئ الاصابع للضغط على الزناد، والأفكار أخطر من الديناميت، وإزهاق الأرواح وإراقة الدماء تصبح مهام سهلة، إذا تم تغليفها بشعارات الجهاد ومكافحة الكافرين.
المتطرف يصيبه العمى بالتدريج، ليس عمى العيون، بل العقل والقلب والضمير، ويتم تزويده بشريعة أخرى غير «انما بعثت لأتمم مكارم الاخلاق»، شريعة ضد التسامح والرحمة والمحبة والموعظة الحسنة، ومفرداتها القسوة والعنف والوحشية.
المتطرف الذى يقنعونه بأن أخاه المسلم ورفيقه فى الوطن والمسجد والمسكن والشارع والمقهى والحياة، هو كافر يستحق القتل، لم يعد فى حاجة إلى شئ، الا ان يحركوه بالريموت مثل الريبوت، فيقتل ظنا ان الذبح جهاد، وأن الجنة تفتح أبوابها لامثاله من الارهابيين المجاهدين.
لا تستغرب إذا قرأت عن إرهابى، يلف خصره بحزام ديناميت ويعلم أن جسده سيصبح اشلاءً بعد لحظات، إلا إذا اقنعوه ان الجائزة التى تنتظره أغلى من الحياة.
الموت لا يكون اغلى من الحياة، الا للعابدين الشاكرين المؤمنين بالله والمؤدين لفرائضهم والفاعلين الخير.. فهل يمتلك الإرهابى القاتل هذه الصفات، ليكون واثقاً أن طريقه للجنة على بعد خطوات؟
مسح الشيطان عقولهم وأعمى قلوبهم، فجعلهم يرون محمد وأحمد وخالد وعيسى، وغيرهم من جنودنا وضباطنا الذين يحرسون تراب الوطن، يرونهم كفاراً، ويستبيحون قتلهم والاعتداء عليهم.
الإرهابى لا يطلق رصاصة واحدة ضد أعداء الوطن، ولكن فى صدر أبناء وطنه ودينه، وهل سمعنا إرهابياً فى أرض الشام والعراق وسيناء، يجاهد ضد عدوه الذى يحتل أراضيه؟
>>>
الحرب ضد الإرهاب تبدأ بإيقاظ العقول وحمايتها وصيانتها وتطهيرها أولاً بأول من الأفكار التكفيرية والفتاوى التحريضية، فوراء كل أصبع يدوس على الزناد عقول تتآمر وتخطط وتجند الشباب.
والحرب ضد الإرهاب تحتاج وقف عمليات العبث بالعقول المتفتحة للحياة، فمصر دولة مسلمة، ولا يستطيع أحد أن يزايد على تدين شعبها، وربطها بحزام التشدد والانغلاق هو مكمن الخطر.
لا تستهينوا بالانتشار المكثف لمن يطلقون على أنفسهم الدعاة الجدد، فهم أكثر خطورة من الحرس القديم لدعاة الإخوان، ويتسللون إلى الشباب بأفكارهم ولغتهم ومظهرهم وثقافتهم.
الدعاة الجدد يطورون أسلحتهم لتتواءم مع توجهات العصر واهتمامات الشباب، فلم يعودوا زاهدين ومتقشفين وعابثين ومنغلقين، وإنما نماذج تتمسح فى التحضر والشياكة والتطور.. وكل هذا ليس عيباً، إلا إذا كان ضمن منظومة صناعة الإرهاب.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة