خـالد مـيرى
خـالد مـيرى


نبض السطور

ما بين القاهرة ومسقط

خالد ميري

الإثنين، 28 أكتوبر 2019 - 08:11 م

فى مسقط لا تشعر أنك غادرت القاهرة، الحفاوة الظاهرة فى عيون الشعب العمانى الشقيق وحبهم لمصر وأهلها يزيل أى شعور بالغربة أو بعد المكان.
فى فبراير «٢٠١٨» كنّا فى مسقط لتغطية زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى لعُمان والقمة التاريخية التى جمعته بشقيقه السلطان قابوس، والتى منحت دفعة قوية جديدة لعلاقات الأخوة والتعاون فى كل المجالات بما يحقق مصالح وطموحات الشعبين.
وهذه المرة جاءت زيارة السلطنة لمتابعة انتخابات مجلس الشورى التاسعة التى تشهدها عمان، منذ ٢٠١١ حصل مجلس الشورى الذى يتم انتخاب اعضائه الـ٨٦ بالكامل على صلاحيات تشريعية ورقابية ليكون شريكا للحكومة، ويقوم بدور فعال فى خطة التنمية الواسعة التى تشهدها سلطنة عمان، وهذه المرة كانت الانتخابات مختلفة.. فللمرة الأولى تترشح ٤٠ سيدة مع ٥٩٧ رجلًا للمنافسة على المقاعد الـ٨٦ فى ٦١ ولاية، وكان عدد الناخبين قد وصل إلى ٧١٣ ألفا بينهم ٣٣٧ ألف سيدة وهو ما يعكس الدور القوى للمرأة العمانية فى الحياة العامة والسياسية، وعندما تجولت فى عدد من مراكز الانتخاب أول أمس لم أكن متفاجئا لهذه المشاركة الواسعة من كل أبناء السلطنة فى العملية السياسية.. الشيوخ والشباب والنساء والرجال، وكان الزحام فى المراكز الانتخابية المخصصة للسيدات لا يقل بأى حال عن الزحام الكبير فى مراكز انتخابات الرجال، الجميع كان حريصا على المشاركة فى اجواء من الشفافية والنزاهة لتعبر الانتخابات عن إرادة شعب صديق يبنى مستقبله بخطوات ثابتة ومحسوبة.
كما كان التصويت الالكترونى فى كل اللجان -وللمرة الأولى عربيا- دليلاً جديداً على حرص السلطنة على انتخابات شفافة يشهد لها العالم بالنزاهة، ولهذا ايضا كان الحرص على دعوة صحفيين من كل الدول العربية لمتابعة ما يحدث على الطبيعة ونقله للعالم بكل موضوعية.
وفى لقاء أخوى جمعنا بوزير الإعلام العمانى د.عبدالمنعم بن منصور الحسنى تحدث الرجل بوضوح عن التجربة العمانية، التى تسير بخطوات محسوبة وصادقة إلى الامام وتفتح المجال لكل أبناء الشعب العمانى للمشاركة فى بناء بلدهم، وعن الدور المهم الذى يلعبه مجلس الشورى المنتخب مع مجلس الدولة المعين للإصلاح التشريعى وبناء الدولة والإنسان، تحدث الرجل عن العمل الإعلامى العربى بمرارة، حيث اكد ان دور الاعلام يجب أن يكون مهنة اخلاقية انسانية ينقل الحقيقة ويساهم فى البناء ويفتح ابواب المستقبل، ولكن للأسف عدد كبير من وسائل الإعلام فى عالمنا العربى تقوم بممارسات غير مهنية وغير اخلاقية وتستخدم لغة السب والقذف لتسىء للوطن العربى وكل ابنائه، واكد انه على القيادات الإعلامية العربية العمل معًا لمواجهة هذه السلبية والتجريح المتعمد والتشويه للجسد العربى، ليعود الاعلام للقيام بدوره فى بناء الانسان والأوطان بدلًا من تحطيمها من الداخل.
كلام مهم فى توقيت مهم تساهم فيه وسائل إعلام بعينها فى استهداف دولنا ومحاولة هدمها وتجريح كل إنجاز وتعمل على نشر السلبية والتشاؤم، واذا كانت السلطنة دوما ما تلتزم الحياد الايجابى وتلعب دورا مهما كحمامة سلام لإطفاء نيران الخلافات العربية وحتى الاقليمية، ولذلك فوزير الإعلام واتفق معه يرى أن الإعلام يجب أن يكون إيجابيا ويساعد على البناء ويتوقف عن محاولات الهدم.
انتهت الانتخابات الناجحة بإعلان النتيجة التى تابعها الشعب العمانى بشغف وشارك فيها ٣٥٠ ألف ناخب بنسبة تجاوزت ٤٩٪، ويبقى ان التجربة الانتخابية العمانية كشفت عن ملمح مهم لبناء السلطنة ومستقبلها، بعمل يعتمد على مشاركة كل أبناء الشعب، ويعتمد على خطوات مدروسة وشفافة تضمن التعبير عن إرادة شعب يتطلع لبناء المستقبل الأفضل، ورؤية قيادة تواصل العمل لترسيخ البناء وتتطلع دوماً إلى المستقبل الأفضل الذى يستحقه الأشقاء.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة