حمدى حامد
حمدى حامد


كلمات عابرة

خطوات جادة لتفكيك التطرف

بوابة أخبار اليوم

الإثنين، 28 أكتوبر 2019 - 08:12 م

 

حمدى حامد

تسير دار الإفتاء المصرية بخطوات جادة ومحسوبة فى قضية تجديد الخطاب الدينى وتفكيك الفكر المتطرف ومواجهة الفتاوى الشاذة والمتشددة من خلال آليات عملية لم تقتصر على المستوى المحلى بل امتدت لتشمل العالم الإسلامى كله.. فقد أنشأت مرصدًا لفتاوى التكفير والآراء المتشددة وآخر للإسلاموفوبيا.. كما أطلقت العام الماضى المؤشر العالمى للفتوى الذى يرصد ويحلل الخطاب الإفتائى فى العالم بالأرقام والإحصائيات الدقيقة والإنفوجراف، خاصة فتاوى التنظيمات الإرهابية التى تتبنى الفكر المتشدد وتوجه الفتوى لصالح أيديولوجياتها.. وقد حدثنى طارق أبو هشيمة مدير المؤشر كيف أن وفود الدول العربية والإسلامية تحرص على زيارة دار الإفتاء وتبدى إعجابها الشديد بفكرة المؤشر ومدى دقته والجهد المبذول فيه والأسلوب العلمى والمنهجى الذى يتم إعداده وفقا له بعقول مصرية خالصة، ويطلبون التعاون مع دار الإفتاء للاستفادة من هذه التجربة المصرية الرائدة.
واتساقا مع هذه الخطوات عقدت الأمانة العامة لدور الإفتاء فى العالم الأسبوع الماضى مؤتمرها السنوى بحضور علماء ومفتين من 85 دولة تحت عنوان «الإدارة الحضارية للخلاف الفقهى» بهدف التأكيد على أن الخلاف الفقهى ظاهرة صحية تعكس مدى مرونة وحيوية الفقه الإسلامى وملاءمته لكل زمان ومكان وضرورة إدارته بشكل حضارى يفيد الأمة وييسر الدين والدنيا معًا بعيدا عن الجماعات والتيارات المتشددة التى جعلت من الفروع الفقهية أصولًا عَقَدية، كفَّرت بها كل من خالفها، فتحول التفكير إلى تكفير ثم تطور إلى تفجير وسفك للدماء التى حرمها الله بغير حق.. ويقصد بالإدارة الحضارية للخلاف الفقهى استثمار هذا الخلاف وإدارته بأسلوب رشيد ليكون أداة فاعلة فى دعم منظومة المشاركة الفقهية والإفتائية فى الحضارة المعاصرة، بناء على الدور الإيجابى الذى أحدثه التعامل الحضارى مع قضية الخلاف الفقهى فى وحدة المسلمين وتعايشهم مع الديانات والثقافات والحضارات المختلفة على مر العصور.
وكانت «وثيقة التسامح الفقهى والإفتائى» التى أطلقها المؤتمر فى ختام أعماله البذرة الطيبة التى غرسها المجتمعون.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة