عبدالقادر شهيب
عبدالقادر شهيب


شىء من الأمل

قتل البغدادى عاشر مرة !

‬عبدالقادر شهيب

الإثنين، 28 أكتوبر 2019 - 08:14 م

رغم أن الرئيس الأمريكى ترامب وجه شكرًا إلى روسيا مع العراق وتركيا وقوات قسد الكردية فى سوريا للتنسيق معها فى عملية مقتل ابوبكر البغدادى زعيم تنظيم داعش، الا ان الروس شككوا فى الرواية الأمريكية الخاصة بمقتل البغدادى!.. وقالت وزارة الدفاع الروسية، فيما يعد تشكيكا فى الرواية الامريكية الخاصة بمقتل البغدادى انه لم يتم اى تنسيق امريكى معها، وتحديدا فيما يتعلق بمرور طائرات الهليوكوبتر الامريكية الثمانية التى تحدث ترامب عن مشاركتها فى العملية وكانت تحمل عسكريين ومجموعة من الكلاب شاركت فى العملية، فوق قواتها فى الأراضى السورية.. بل ان وزارة الدفاع الروسية نفت علمها بحدوث اية عملية عسكرية أمريكية تمت أصلا فى الاراضى السورية تستهدف أسر أو قتل البغدادى، رغم انها تعلم بكل ما يدور من اعمال عسكرية فى الأراضى السورية !.. ولعل ذلك يفسر لماذا قالت واشنطن انها اكتفت بإبلاغ الروس بتنفيذ عملية عسكرية أمريكية مهمة سوف تعجبهم دون الإفصاح عن طبيعة هذه العملية وأنها تستهدف زعيم داعش شخصيا !
وسواء صحت الرواية الأمريكية الخاصة بمقتل البغدادى، التى تولى ترامب بنفسه إعلانها فى مؤتمر صحفى ليستثمروها فى حملته الانتخابية الحالية، ام لم تصح هذه الرواية التى يراها البعض فيلما تم اعداده وإخراجه بدون عناية وعلى عجل، رغم مشاهد الإثارة فيه، خاصة التى تتعلق ببكاء وصراخ البغدادى، فإن مقتل زعيم داعش لا يعنى نهاية هذا التنظيم الارهابى الدموى والخطير، مثلما لم ينه مقتل بن لادن تنظيم القاعدة الارهابى ايضا !
لقد سبق ان اعلن عن مقتل البغدادى نفسه عدة مرات من قبل، ربما كان أهمها أعوام ٢٠١٤ حينما اختفى تماما بعد طرد داعش من معظم أراضى العراق، و٢٠١٥ حينما قيل انه أصيب بجروح بالغة بعد غارة أمريكية وصار طريح الفراش، و٢٠١٧ حينما تكرر سيناريو إصابته مجددا.. بل انه تردد فى فبراير من هذا العام ( ٢٠١٩ ) انه تعرض لعملية انقلاب داخل التنظيم الذى أسسه وانه تمت الإطاحة به من زعامته. ثم ظهر بعدها بشهرين فى شريط فيديو يتعهد بالثأر لهزيمة تنظيمه فى سوريا.. كما تردد ايضا -لأنه يحتضر- أنه اختار خليفة له زعيما لداعش هو عبدالله قرداش.. ولكن تبين ان هذه الإعلانات المتكررة طوال الوقت عن مقتل البغدادى لم تكن صحيحة، وهدا ماتقولها الرواية الامريكية الاخيرة عن تصفية البغدادى !.. وربما لذلك تلقى الشكوك الروسية حول اعلان ترامب القضاء على البغدادى آذانا صاغية هنا وهناك !
وحتى اذا كانت الشكوك الروسية فى هذا الصدد ليست صحيحة.. او اذا صح خبر تصفية البغدادى وان كانت رواية ترامب المثيرة حول ذلك تتسم بالمبالغة لتصير مثيرة، فإن مقتل البغدادى لا يعنى فى نهاية المطاف نهاية للارهاب فى العالم.. لان تنظيم داعش الذى أسسه وتزعمه البغدادى مازال موجودا ولم يتم تصفيته بالكامل بعد.. وبجانبه تنظيم القاعدة الذى سبقه فى عالم الإرهاب.. مع العديد من التنظيمات الارهابية الاخرى تنتحل تسميات مختلفة، منها من بايع البغدادى ومنها من لم يبايعه.. كما ان من يدعمون ويساندون هذه التنظيمات الارهابية ويوفرون لها السلاح والمال والسلاح والملاذ الآمن والغطاء السياسى مازالوا موجودين ايضا، ومنهم حكومات واجهزة مخابرات لدول.
لقد قتل بن لادن واستمر الإرهاب بعدها اكثر شراسة وأشد عنفا، وهذا المتوقع ان يحدث بعد مقتل البغدادى، مادام العالم لم يتصد بقوة وحسم وحزم لهؤلاء الداعمين للارهابيين، بل ومازال يتسامح معهم !

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة